زودت محافظة بلقرن التابعة لمنطقة عسير السوق المحلية هذا العام بأكثر من 20 ألف طن من الخضروات والفواكه، برز منها "العنب" الذي أنُتج منه 400 طن بألوانه الأخضر، والأصفر، والأسود، والأحمر، والزيتون البري الذي ينتشر في متنزهات شيبانه وباشوت.
وأنتجت الأراضي الزراعية في محافظة بلقرن أصناف متعددة من الفواكه والخضروات من أبرزها : التفاح، والبرتقال، والرمان، والليمون, والتين الشوكي، إلى جانب إنتاج كميات كبيرة من العسل بأنواعه المشهورة، نظراً لما تتمتع به المحافظة من بيئة زراعية خصبة، ومناخ مناسب، ووفرة في المياه، ساعدت بفضل الله تعالى على استصلاح التربة وزراعتها والاستفادة من إنتاجها.
وحظي المزارعون في محافظة بلقرن كنظرائهم في بقية مناطق المملكة باهتمام واسع من الحكومة الرشيدة حيث تلقوا الدعم الكبير لمواصلة عملهم في الزراعة واستخراج خيرات الأرض، من خلال قروض زراعية ميسرة أسهمت في تنمية الزراعة ودعم منتجاتها بإيجاد المحميات بمختلف أشكالها للمحافظة على المحاصيل الزراعية، فضلا عن توفير المبيدات الحشرية والأسمدة والآلات الزراعية التي ساعدت المزارعين على الاهتمام بالمزارع والعناية بها.
وفي ذلك السياق، أوضح مدير عام مديرية الزراعة بمحافظة بيشة المهندس سالم القرني، أن المحافظة تحتفي كل عام بمنتجاتها الزراعية التي تغطي السوق المحلية مع بقية منتجات المناطق الأخرى، إلا أن "العنب" يستقبله أهالي بلقرن بإحتفاء سنوي خاص بدعم واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، ومتابعة محافظ بلقرن محمد بن عوضة، يقام خلاله مجموعة من البرامج الترويجية والتوعوية عن العنب في إطار مهرجان شامل يجتمع فيه المزارعون بالمسوقين، والمشترين، وخبراء الزراعة.
وأشار إلى أن مهرجان العنب الذي يقام هذا العام للمرة الرابعة على التوالي، يقدّم خلاله العديد من ورش العمل في إطار دعم المزارعين والمنتجين والمساهمة في الحفاظ على منتج العنب وتطويره، وتنظيم برامج عمل مستمرة طوال العام تناقش الموضوعات التي تتعلق بزراعة العنب كإتباع الإرشادات الزراعية السليمة، واستخدامات الري الزراعي الحديث، وآلية التسويق والإنتاج التي تضمن سلامة المنتج لفترة طويلة، والطرق الزراعية الصحيحة لتقليم العنب.
كما يضم برامج وأنشطة المهرجان مناقشة أهم الآفات والأمراض التي تغزو أشجار العنب، ودراسة العوامل المسببة في تلف المنتج وتدهوره وكيفية التعامل معها, بالإضافة إلى إرشاد المزارعين للوسائل الصحيحة للحصول على المعلومات الزراعية الدقيقة في هذا الشأن، وتعريفهم بالوصول للموقع الإلكتروني لوزارة الزراعة والمراكز البحثية الزراعية عبر الإنترنت.
من جهته أبان مدير فرع الزراعة بمحافظة بلقرن المهندس محمد القرني، أن الفرع يعمل حالياً على تنظيم مركز توعوي بمشاركة المزارعين، لإعادة المكانة الزراعية التي تشتهر بها المحافظة منذ القدم، والتعاقد مع المؤسسات والشركات العالمية لشراء المنتج ودعم المزارعين.
وأشاد المزارعون الذين شاركوا في مهرجان العنب الرابع بهذه المبادرة الوطنية، عادين المهرجان من أهم الوسائل الحيوية التي تساعد على دعم المنتج الزراعي وتسويقه.
وقال المزارع كِسري بن بخيت القرني في حديث لوكالة الأنباء السعودية، إنه ينتج من مزرعته أكثر من ثلاثة أطنان سنوياً التي تحتوي على العنب والرمان، ويسعى إلى تسويقها في الأسواق المحلية القريبة، مشيراً إلى أن المهرجان يعدّ فرصة للمستثمرين والمزارعين في عرض منتجاتهم وتسويقها والاستفادة من خبرات المزارعين الآخرين.
من جانبه ثمن المزارع سويعد عبدالله القرني جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ في توفير مختلف الخدمات والتسهيلات للمزارعين في جميع مناطق ومحافظات المملكة ومنها محافظة بلقرن التي تلقى مزارعوها القروض المالية الميسرة لدعم منتجاتهم الزراعية، وإيجاد المحميات المختلفة للحفاظ عليها على مدار العام.
من جانبه أشار المزارع مساعد بن سالم القرني إلى أن فاكهة العنب تعدّ منتجاً وطنياً تتميز به محافظة بلقرن، لوفرة المياه الجوفية المناسبة لزراعة العنب، مضيفاً أن فرع الزراعة في المحافظة يقوم بدور هام في توعية وتثقيف المزارعين لحماية محاصيلهم من الأمراض والحشرات الضارة من خلال تنظيم وإقامة العديد من ورش العمل للمزارعين.
وأكد القرني أنه يحرص على المشاركة في مهرجان العنب سنويًا من أجل تسويق إنتاج مزرعته التي تحتوي على أكثر من 950 شتلة، وتبادل الخبرات مع المزارعين الآخرين والاستفادة منهم في زيادة إنتاج العنب والمحافظة عليه من أي وباء قد يتعرض له.
أرسل تعليقك