بحث التعاون الاقتصادي بين الإمارات وبيلاروسيا

التقى معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد في مستهل زيارته لجمهورية روسيا البيضاء على رأس وفد الدولة الاقتصادي .. معالي ميخائيل مياسنيكوفيتش رئيس الوزراء وذلك في العاصمة منسك.

حضر اللقاء سعادة محمد عبدالله بن مطلق الغفلي سفير الدولة لدى جمهورية بيلاروسيا وسعادة المهندس محمد أحمد بن عبدالعزيز الشحي وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية وسعادة مروان الصوالح وكيل وزارة التربية وجمال الحاي نائب الرئيس التنفيذي بمطار دبي الدولي وسعيد الخييلي الرئيس التنفيذي في المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة ومروان السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير " شروق " وجمال النعيمي عضو مجلس إدارة غرفة صناعة وتجارة أبوظبي.

ونقل معالي سلطان بن سعيد المنصوري في بداية اللقاء تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله " وشعب الإمارات إلى معالي رئيس الوزراء البيلاروسي الذي حمله بدوره تحياته لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وتمنياته لدولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها المزيد من التطور والتقدم والرفاه.

وأشاد معالي المنصوري بمشاركة جمهورية بيلاروسيا في معرض " آيدكس 2015 " في أبوظبي كضيف شرف رئيسي مما يعكس عمق العلاقة بين البلدين .

من جانبه ثمن معالي رئيس الوزراء البيلاروسي هذه الزيارة .. وأشاد بالعلاقات المتميزة التي تجمع البلدين الصديقين على أكثر من صعيد ..

معربا عن أمله في أن تسهم هذه الزيارة في تنمية وتفعيل علاقات الصداقة والتعاون المشترك بما ينسجم مع تطلعات البلدين والشعبين الصديقين.

وأكد معالي وزير الاقتصاد أن كلا من الإمارات وبيلاروسيا تملكان فرصا كبيرة لزيادة حجم التبادل التجاري واغتنام الفرص الاستثمارية واقامة المشروعات الكبرى في جميع القطاعات والوصول إلى أسواق جديدة للتصدير من خلال استغلال ما يتمتع به البلدان من موقع جغرافي إستراتيجي بالقرب من أكبر الأسواق العالمية.

ونوه المنصوري بالإمكانات الاقتصادية المتميزة التي تتمتع بها بيلاروسيا والفرص الاستثمارية المتاحة في كلا البلدين مدعومة بالرغبة الصادقة والرؤية الطموحة لكليهما وهي جملة من العوامل الإيجابية التي ستسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية بين الجانبين.

وأوضح معاليه أن دولة الإمارات تولي أهمية خاصة لإقامة علاقات تجارية متميزة مع مختلف دول العالم لا سيما تلك التي تمتلك اقتصادات متنوعة وفرصا جيدة للاستثمار كجمهورية بيلاروسيا.

وأكد المنصوري أن لهذه الزيارة العديد من الأهداف وأبرزها الاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة وعقد شراكات مع الجانب البيلاروسي في العديد من القطاعات التي من شأنها أن تعزز التبادل التجاري بين البلدين وترفع عدد المشاريع الاستثمارية المتبادلة إلى جانب مناقشة السبل الممكنة لتعزيز التعاون في مجال الطيران ووضع خطة وبرنامج لزيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين وفتح خطوط جديدة لما لها من دور في زيادة التبادل التجاري.

ودعا المنصوري الجانب البلاروسي إلى تكثيف زياراتهم لدولة الإمارات إضافة إلى الاستمرار في تكثيف اللقاءات بين فعاليات مجتمع الأعمال في البلدين من رجال أعمال ومستثمرين بشكل دوري ومستمر.

ونوه إلى ملتقى رجال الأعمال الذي تنظمه غرفة دبي بالتعاون مع غرفة التجارة البلاروسية على هامش الزيارة للتعريف بالبيئة الاستثمارية الجاذبة في دولة الامارات وكذلك الاطلاع على المناخ الاستثماري البيلاروسي .. مؤكدا أن هذا الملتقى فرصة واعدة أمام رجال الأعمال من البلدين في دراسة الفرصة الاستثمارية في العديد من القطاعات الحيوية ذات الاهتمام المشترك.

 ولفت المنصوري إلى أهمية بذل الحكومة البيلاروسية المزيد من الجهود على صعيد التسويق والترويج والتعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة في منسك وخاصة لدى رجال الأعمال والمستثمرين الإماراتيين إلى جانب التعريف بالمزايا السياحية التي تتمتع بها بلاروسيا خصوصا وأن قطاع السياحة يعتبر من العوامل المساعدة على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري.

وأشار المنصوري إلى وجود فرص استثمارية مغرية في بيلاروسيا وخاصة في قطاع الرعاية الصحية والصناعة والصناعات الغذائية والسياحة وهي قطاعات تشجع رجال الأعمال والمستثمرين الإماراتيين للاستثمار ومباشرة الأعمال والمشاريع في بيلاروسيا .. ونوه بإمكانية قيام شراكات استثمارية في هذه المجالات والقطاعات الواعدة الأمر الذي يمكن أن يعود بفوائد على الجانبين .. وأعرب عن أمله في الارتقاء بالعلاقات بين الجانبين إلى مستويات أفضل وخاصة على الصعيد الاقتصادي والتجاري .

من جانبه أشاد معالي ميخائيل مياسنيكوفيتش رئيس الوزراء البيلاروسي بما وصلت إليه الإمارات من تطور وازدهار في العديد من المجالات التي تعزز موقعها كأحد أبرز المحطات لاستضافة الفعاليات والمؤتمرات العالمية الكبرى ومحطة عبور تجاري إلى مختلف بلدان منطقة الشرق الأوسط.

وأكد معاليه أن بيلاروسيا حريصة على تعزيز التعاون من دولة الامارات خصوصا بما تمثله من أهمية على الخريطة الاقتصادية العالمية واقترح تأسيس صندوق استثماري بين البلدين الذي من شأنه أن يدعم توجه البلدين ورغبتهما في إحداث نقلة نوعية في التعاون الاقتصادي المشترك في المجالات التي تحقق أكبر نفع لمصالحهما وتدعم من علاقتيهما المتميزة.

كما أكد معالي مياسنيكوفيتش أن دولة الإمارات تعتبر اليوم بيئة خصبة للأعمال والاستثمار وتتوفر بها بنية تحتية حديثة ومتطورة تشمل شبكة طرق متكاملة وموانئ ومطارات بمعايير ومواصفات عالمية إضافة إلى وجود منظومة تشريعية عصرية فضلا عن ما تتمتع به من استقرار أمني وسياسي فريدين من هنا أصبحت مقصدا للمستثمرين ورجال الأعمال من المنطقة والعالم.

وأشار رئيس الوزراء البيلاروسي إلى أن دولة الإمارات أصبحت نموذجا يحتذى به لما تتبعه من سياسة التنوع الاقتصادي .. لافتا إلى أن بلاده تعتبر دولة الامارات شريكا استراتيجيا وأن حجم التبادل التجاري الحالي لا يعكس عمق العلاقة بين البلدين .

ونوه إلى تطلع بلاده إلى تعزيز التعاون مع دولة الامارات في الصناعات الوطنية وخصوصا أن دولة الإمارات تعتبر مركزا لإعادة التصدير .. وأشار إلى اهتمام حكومته بقدوم المستثمرين الإماراتيين وأبدى استعدادها لتقديم كافة التسهيلات والامتيازات لهم .. لافتا إلى أن زيارة الوفد الإماراتي ستساهم في التعريف بالبيئة الاستثمارية في بيلاروسيا .

و دعا رئيس الوزراء البيلاروسي إلى التعاون في مجال تقنية المعلومات .. مؤكدا أن هناك أكثر من 15 ألف شركة متخصصة في مجال تقنية المعلومات ببلاده .. واقترح إنشاء وابتكار برامج إلكترونية مشتركة وخصوصا في إطار سعي حكومة دولة الإمارات للتحول نحو الحكومة الذكية.

على صعيد متصل التقى معالي سلطان بن سعيد المنصوري والوفد المرافق له معالي نيكولا سنوبكوف وزير الاقتصاد البيلاروسي وتباحثا حول سبل تطور العلاقات الثنائية ودفع عجلة النمو في البلدين إلى مستويات غير مسبوقة .

وأكد معالي المنصوري أن هذه الزيارة تهدف إلى وضع خطة طريق أو اتفاق مرحلي يحقق العديد من النتائج الايجابية ويسهم في رفع حجم التجارة بين البلدين 5 أضعاف ما هي عليه اليوم خلال السنوات العشر القادمة.

وناقش الوزيران بحضور المسؤولين من الجانبين عددا من الجوانب ذات الاهتمام المشترك والتي كان الابتكار على قمة أولويات الطرفين حيث أكد الوزير البيلاروسي أن هناك العديد من مراكز البحث العلمي المتقدمة في بيلارسيا لكن لاتوجد مراكز متخصصة في دعم الابتكار .

كما ناقش الجانبان إمكانية إنشاء مركز للابتكار كمبادرة مشتركة بين الدولتين وذلك تماشيا مع توجهات دولة الإمارات وإعلان العام 2015 عاما للابتكار في الإمارات .. ورحب الجانب البيلاروسي بالمقترح مؤكدا توجههم لدراسة أبعاده وإمكانية تنفيذه في أسرع وقت ممكن.

واستعرض معالي المنصوري خلال اللقاء آخر التطورات على مستوى الاقتصاد الوطني .. منوها إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة قطعت شوطا كبيرا على سلم التميز ونجحت في فترة قياسية من عمر الاتحاد في وضع اسمها كمنافس قوي لكبرى الدول وفقا لما توثقه كل عام مختلف المؤشرات الاقتصادية والتنموية العريقة والصادرة عن جهات مرموقة كالأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي.

كما استعرض معالي الوزير مقومات بيئة الأعمال في الدولة .. وأكد أن الإمارات تعتبر البلد الأمثل والأنسب للشركات ورجال الأعمال على حد سواء .. موضحا أن وجود التشريعات والقوانين المرنة والمنظمة لقطاع التجارة والأعمال في الدولة تجعل المستثمر الأجنبي في أمان تام ومطلع على كافة حقوقه وواجباته.

وأشار معالي المنصوري إلى أن سياسة الانفتاح الاقتصادي الذي تتبعها الدولة نهجا وممارسة كتوجه استراتيجي ساهمت بتعزيز مكانتها على الخريطة الاقتصادية والتجارية على مستوى العالم كما تعززت تلك المكانة أيضا نتيجة لتنافسية الاقتصاد الوطني وسياسة التنويع الاقتصادي التي تنتهجها الحكومة الإماراتية والتي مكنت القطاعات المختلفة من الوصول إلى 69 في المائة كنسبة مساهمة في الناتج الوطني الإجمالي مبقية أقل من الثلث للقطاعات النفطية.

وأكد معاليه للجانب البيلاروسي أن الإمارات بفضل بيئتها الاستثمارية الفريدة وموقعها الاستراتيجي الهام وباعتبارها بوابة رئيسية لأسواق استهلاكية ضخمة قوامها حوالي ملياري نسمة تحولت إلى وجهة مفضلة للمستثمرية وقبلة للاستثمارات الأجنبية.

وأشار إلى أن دولة الإمارات وفقا للرؤية الثاقبة لقيادتها الرشيدة وتماشيا مع الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 تسعى إلى رفع مساهمة اقتصاد المعرفة في الناتج الوطني للبلاد لتصل إلى 5 في المائة خلال 6 سنوات حيث أن الدولة تسير على نهج واضح لخلق بيئة معرفية وعلمية مستدامة مدعومة باستثمارات ضخمة في قطاعات التعليم العالي والبحث العلمي والطاقة المتجددة وعلوم الفضاء.

وشدد المنصوري على أن قيادة الامارات وضعت هدفا استراتيجيا واضحا في الوصول إلى الصدارة في مختلف المؤشرات العالمية خلال السنوات القليلة القادمة.

وتطرق الوفد الإماراتي إلى حصول مطار دبي على تصنيف المركز الاول عالميا من حيث عدد المسافرين وتحدث عن المشاريع التنموية والعمرانية في القطاعات اللوجستية في الدولة من بينها مطار آل مكتوم وتأثيره الكبير على الحركة السياحية مستقبلا .

وفي هذا الإطار أكد المنصوري أن عدد السياح الذين زاروا الإمارات كوجهة سياحية مفضلة في العام 2012 بلغ نحو 11.2 مليون سائح قدر إجمالي إنفاقهم بـ 111 مليار درهم ومن المتوقع أن ينمو هذا العدد ليصل إلى 18.8 مليون سائح في عام 2022 و أن يصل انفاقهم إلى 113.8 مليار درهم بحلول عام 2022 وهو ما يعكس المكانة السياحية الرائدة لدولة الإمارات.

واتفق الطرفان على تبادل المعلومات والدراسات والتقارير المتعلقة بالقوانين والتشريعات التي تنظم الاستثمار الأجنبي في كلا البلدين وذلك ليتم تحديد فرص ومجالات الاستثمار بين البلدين بالإضافة إلى الدراسات الخاصة بمجال الابتكار والبحث العلمي الذي تقوم به الجامعات في كلا البلدين والذي توليه دولة الامارات أهمية بالغة ضمن استراتيجيتها واجندتها الوطنية.

وفي ختام اللقاء وجه معالي المنصوري الدعوة إلى نظيره البيلاروسي للمشاركة في ملتقى الاستثمار السنوي الذي تنظمه وزارة الاقتصاد سواء في العام الجاري أو العام المقبل.

ودعا نظيره لتشجيع الشركات ورجال الأعمال في بيلاروسيا إلى الاستفادة من المعارض والفعاليات التي تنظمها دولة الامارات في مختلف المجالات والقطاعات.