بيروت - ن.ن.أ
أقام المجلس الثقافي في بلاد جبيل ندوة في ثانوية جبيل الرسمية حول كتاب الدكتور حسن حيدر " دواء التفكير...أم وباء التكفير" في حضور النائبين الدكتور وليد الخوري وعباس الهاشم، وراعي ابرشية جبيل للموارنة المطران ميشال عون، امام مسجد جبيل الشيخ غسان اللقيس، المفتي الشيخ عبد الأمير شمس الدين، الأمين العام السابق لحزب الكتلة الوطنية المحامي جان الحواط، رئيس المجلس الثقافي أنطوان رعد وحشد من الفعاليات الدينية والاجتماعية.
بداية النشيد الوطني، ومن ثم كلمة عريف الحفل وليم مراد الذي اعتبر أنه اذا كانت هناك بيئة حاضنة للتكفير، فان هناك بيئات حاضنة للتفكير والعلم، وثانوية جبيل حيث يقام الاحتفال هي منارة من المنارات التي تعمل على ترسيخ الثقافة والانفتاح، وأن هذا الكتاب هو وليد فترة حرية ما زلنا نعيش في رحابها.
أبي عقل وبعده ألقى المحامي يوسف أبي عقل كلمة المجلس الثقافي أشار فيها الى انه "منذ تأسيس المجلس وأبناؤه يحملون مصباح الهدي، فكانت وجهتنا طريقا سويا رغم كل الصعوبات، وها هو الدكتور حسن حيدر يتابع ما بدأه السابقون، وكتابه هو صرخة حرية، كثيرة اشكالياته وعديدة أسئلته والزامية استنتاجاته.
وقال"أغتنم هذه الفرصة لأقول لكل المسيحيين أن هناك فرقا بين الفاتيكان والدول الاستعمارية، والدين المسيحي والدين الاسلامي يكملان بعضهما البعض"، معتبرا أن الكتاب تطرق الى المؤثرات على دور المسلمين، داعيا الى اصلاح ديني حقيقي الذي لا يدعي فيه المرء بامتلاك كامل الحقيقة.
عون من جهته اعتبر المطران ميشال عون "أن الكاتب يصور الواقع الذي وصل اليه العالم الاسلامي وكيف أصبح أرضا جاذبة للعنفيات المجتمعية والسياسية، ويتساءل من ينقذ الاسلام القرآني/التسالمي من أهله. وأكمل أن الدكتور حيدر يستدرك أن الكثير من المسلمين العرب يريدون العيش بسلام خارج الايديولوجيات الدينية، ويهدفون الى تشكيل هويتهم المتصالحة مع العالم"، مشيرا الى "أن الاصلاح الديني الحقيقي بات أمرا ملحا وضروريا لا بد أن تنهض به كل المؤسسات المعنية، وأنه عسى أن يتمخض عن هذا الانفجار صدمة ايجابية قابلة على تجفيف منابع العنف في النفوس والنصوص عبر تكثيف التلاقي والتصالح مع التاريخ ومساءلته وطي صفحاته المؤلمة".
شمس الدين وأشار المفتي الشيخ عبد الأمير شمس الدين "ان وباء التكفير يتأتى من الانصياع وراء الجهل والحقد، والتوجه نحو الكره والبغض للآخر، فلو استعمل الانسان عقله بشكل سليم لما رأينا التكفير اليوم، وأن من أطاع العقل انقذه ولو تصور الانسان عقله لأضاء الليل ولو توصر جهله لأظلم معه النهار وخرج عن كونه انسانا، كاشفا ان الخطر الذي يتهدد وطننا العزيز هو النزعة نحو التكفير والسيطرة الأمبريالية والصهيونية".
اللقيس واعتبر الشيخ غسان اللقيس "ان أهمية الكتاب ان مؤلفه من مدينة جبيل المحروسة ورافق النمر الفكري للأجيال الصاعدة، ومن مكاسب قراءة الكتاب أن مؤلفه أعطى الدين الاسلامي براءة ذمة عن كل الجرائم التي ترتكب باسم الدين، فالارهاب لا دين او طائفة او مذهب له"، شاكرا له على الشرح الوافي وحصر المعاني للوصول الى الفكرة المطلوبة.
وكانت مداخلة لكل من الدكتور أنطوان داغر شدد فيها على انه في خضم ما يتعرض له عالمنا العربي من تخلف وكراهية ينبري الدكتور حيدر الى الاستعانة بقلمه ليعد بحثه القيم هذا، والأستاذ الجامعي الدكتور وفيق ابراهيم الذي اعتبر أن كل الديانات ادعت الامساك بكامل الحقيقة فوقعنا في ازمة التعامل مع الآخر.
وفي الختام شكر المحتفى به الدكتور حيدر الحضور داعيا الى نبذ كل أشكال التطرف في في لبنان والمنطقة.
أرسل تعليقك