أبوظبي – صوت الإمارات
يرى كتاب "الدليل إلى بونويل"، لمؤلفته غوين إدواردز، أنَّ إسبانيا عرفت في فترة عشرينيات القرن العشرين وثلاثينياته، نجومًا صاعدين كان من بينهم بيكاسو وخوان ميرو ومانويل ديفالا. ولكن الثلاثة الذين يستحقون إيلاءهم انتباهًا خاصًا، هم:
لويس بونويل وسلفادور دالي والشاعر فيديريكو غارسيا لوركا. إذ شكَّل الثلاثة مثلثًا رائعًا، كما أنَّهم متحدِّرون من خلفيات بورجوازية، الأمر الذي يعني أنهم تمتَّعوا بطفولة متميزة في بلاد كانت تعاني الكثير من التخلف والفقر.
وتبين الكاتبة أنه ولد لويس بونويل 1900- 1983 في قرية "كالاندا" الأراغونية وانتقلت أسرته منها إلى مدينة "سرقسطة" عندما كان عمره أربعة أشهر. ووصل بونويل إلى باريس عام 1925، بعد عام من إنهاء دراسته في مدريد، وبعد عامين من وفاة والده. لم يبد عليه، في تلك المرحلة، أنه يفكِّر باتخاذ مهنة محددة، لكنه وجد نفسه، بصحبة الكثير من الفنانين الاسبان المقيمين فيها كخوان غريس وبيكاسو.
أشار بونويل إلى أنه كان يرتاد السينما في باريس أكثر بكثير مما كان يفعل عندما كان في مدريد ثم أصبح عضوًا في مجموعة باريس السوريالية، بصورة رسمية بعد العرض الأوَّل لفيلمه "كلب أندلسي" في عام 1929، إلا أنه بدا واضحًا أنَّ بونويل كان واسع الاطلاع على الأفكار السوريالية.
لذلك لا ينبغي أن يكون مفاجئًا أن ينال فيلم بونويل على الفور اعتراف أندريه بروتون بكونه فيلماً سوريالياً حقيقياً. وكان بونويل أسَّس النادي الإسباني السينمائي، عام 1928 . وفي السنوات التالية، صنع بونويل فيلمين: "العصر الذهبي" في عام 1930، "لاس هورديس" عام 1933. وأدى عرض فيلم "العصر الذهبي" في باريس ببونويل إلى القيام بزيارته الأولى إلى الولايات المتحدة وإلى هوليوود حيث كان ينبغي له أن يدرس هناك تقنيات صناعة السينما الأميركية، كما نصحه بعضهم بذلك. وفي أميركا عمل بولاية لوس أنجليس في دبلجة أفلام شركة "وورنر براذرز" غير أنَّ ذلك العمل لم يستمر طويلًا.
أرسل تعليقك