الشارقة - وكالات
لا يتوقف جهد مشروع “كلمة” على ترجمة المؤلفات العالمية المخصصة للكبار وحسب، بل يعنى بأدب الناشئة كذلك، إذ يخصص سلسلة إصدارات تنقل أشهر الحكايات والآداب العالمية إلى العربية، حيث أطل علينا مؤخراً من كلاسيكيات الأدب الأوروبي الموجه للناشئة في كتاب “حكايات أمي الإوزة” للكاتب شارل بورو، ونقلها عن الفرنسية المترجم ياسر عبد اللطيف .
ويأتي تخصيص كلمة لسلسة إصدارات الناشئة من وعي بأهمية تكريس وتأسيس فعل القراءة لدى الناشئة الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة والثامنة عشرة، إذ يقول الكاتب كاظم جهاد في تقديمه للسلسلة: “إن السلسلة لا تطمح إلى تزويد الناشئة العرب بنماذج أساسية من هذا الجنس الأدبي فحسب، بل كذلك إلى إغناء الأدب العربي نفسه بآليات سردية وشعرية قد يكون كتّاب العربية في شتى ممارساتهم ومشاربهم بحاجة إليها” .
ويشير إلى أن أحد رهانات السلسلة يتمثل في تجنب التبسيط المفرط والإفقار المتعمد للغة، واللذين غالباً ما يُفرضان على هذا النمط من الحكايات، بحجة توجيهها للناشئة .
وتأتي حكايات الكتاب مسرودة بالطريقة الشفاهة إذ تبدأ ب “كان يا ما كان في قديم الزمان” وتواصل السرد بلغة متينة، يحرص فيها المترجم والمحرر على استخدام المفردات الأكثر قرباً للفتيان العرب، ويضم الكتاب رسوماً إيضاحية، للفنان الفرنسي غوستاف دوريه، تكمل أحداث الحكاية بصرياً .
يقول المترجم ياسر عبد اللطيف في تعريفه للكتاب إن “كتاب “حكايات أمي الإوزة” لشارل بيرو (1628-1704) يعد من كلاسيكيات الأدب الأوروبي الموجه للناشئة، وهو من الكتب التي اهتمت مبكراً بجمع الحكايات الشعبية، أو ما يعرف في التراث الأوروبي ب “حكايات الجنيات”، وبنقلها من التقاليد الشفاهية إلى الأدب المكتوب” .
يضم الكتاب تسعاً من الحكايات، كتبها بيرو بأسلوب سردي رفيع وبلغة أدبية جزلة، مراعياً فيها تنقيحها من الفجاجة التي كانت تشوبها في طورها الشفاهي؛ وإن لم يحدد المصادر التي استقاها منها .
صدر الكتاب في فرنسا للمرة الأولى سنة ،1697 وبذا فقد سبق بمئة وسبعة عشر عاماً كتاب حكايات الأخوين غريم الصادر في ألمانيا الذي يعد المصنف الأشهر في هذا المجال -أدب الناشئة-، ولم يعرف المؤرخون تجربة سابقة على تجربة شارل بيرو سوى كتاب “البنتاميرون” والمعروف أيضاً بكتاب حكاية الحكايات للمؤلف الإيطالي جانباتيستا بازيله، الصادر قبله بخمسين عاماً .
ويؤكد عبد اللطيف أن الكتاب لم يترجم في نسخة كاملة إلى العربية حتى الآن، وإن ترجمت بعض حكاياته بتصرف، أو تم تعريبها، ونشرت متفرقة في بعض العواصم العربية؛ منها تعريب الكاتب عادل الغضبان لحكاية الحسناء النائمة، التي نشرتها دار المعارف المصرية في منتصف القرن الماضي .
ويلفت إلى أن حكاية “ذات القلنسوة الحمراء”، المعروفة لدينا بقصة “ذات الرداء الأحمر”، هي أشهر حكايات الكتاب في الثقافة العربية، وهي أمثولة تحذيرية للفتيات من وحوش الحيوان ووحوش البشر أيضاً، مشيراً إلى انه تم تعريبها مرات عديدة اعتمادا على كتاب بيرو تارة، وعلى نسخة الأخوين غريم تارة أخرى .
أرسل تعليقك