الحارس في حقل الشوفان الكاتب وقارئه
آخر تحديث 13:23:14 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"الحارس في حقل الشوفان" الكاتب وقارئه

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "الحارس في حقل الشوفان" الكاتب وقارئه

الرياض ـ وكالات

في رواية «الحارس في حقل الشوفان» التي ترجمها الروائي الأردني الراحل غالب هلسا إلى العربية بهذا الاسم, يقول الروائي الأميركي جي دي سالنجر على لسان بطل الرواية هولدن كولفيد، إن ما يثير اهتمامه، وهو يقرأ كتابا، جيدا بالطبع، هو الرغبة في التعرف على الكاتب، أن يصبح صديقا له، يستطيع أن يتصل به تليفونيا متى يشعر بالحاجة لذلك. وهي رغبة عارمة اجتاحتنا جميعا في عصرنا ما قبل الإلكتروني.كنا مستعدين للمشي أميالا مؤلفة إلى أقصى زاوية في الأرض من أجل أن نرى كتابنا الذين نحب. كانت رغبة مستحيلة. الآن تغير كل شيء. صار القارئ يرى كاتبه في الفضاء الافتراضي في أي لحظة يشاء وأكثر من هذا، يستطيع مخاطبته مباشرة، ونقده أيضا وجها لوجه من دون وسيط. وبات الكاتب بدوره يعرف رأي القارئ فيه وفيما يكتب، من قبل أن يعرف رأي الناقد المحترف. كان الكاتب فكرة، شبحا، كائنا هلاميا يرتفع في أذهاننا إلى مستوى الأسطورة أو الهالة التي تطوف دائما في الفضاء الحقيقي حول رؤوسنا. هل فارقنا دوستويفسكي، أو تشيخوف، أو بلزاك، أو كامي، أو ماركيز يوما؟ الآن تغير كل شيء. هبط كتابنا إلى غرفنا. صاروا مثلنا، بل تحت رحمتنا. إنه عصر الديمقراطية. ولكن هل خسرنا شيئا؟ هل استبدلنا الراوي بالرواية؟ والكاتب بالنص؟ يبدو أن الأمر كذلك، إذ بدأت الحدود بين حياة الكاتب، التي أصبحت متاحة كل جزئياتها أمامنا، والتي نبحث عنها بإلحاح بفضولنا الإنساني، وبين كتابته تتلاشى نهائيا. وبالطبع، هذا الأمر ليس جديدا. فقد بدأ مع انتهاء مرحلة الرومانتيكية، حين بدأ الهوس بالنبش في حياة الكتاب الشخصية، بدل الاهتمام بالكتابة نفسها، وصار القارئ يعرف عن الكاتب أكثر مما يعرفه هو عن نفسه. هذا الحضور المادي للكاتب، أو «هذا الضوء الساقط من نجمة»، حسب تعبير جون ابدايك، تضخم في عصرنا الإلكتروني إلى حد حجب النجمة نفسها، العمل الإبداعي، الذي هو قيمة مستقلة بحد ذاته عن شخصية الكاتب وحياته. ومن أسباب شيوع هذه الظاهرة أفعال قسم من الكتاب ومحاولاتهم التحول إلى شخصيات عامة موضوعة أمام أنظار الجميع، ناسين أن العلاقة الأكثر حميمية مع أي كاتب تتولد من قراءة أعماله، ونحن وحيدون مع أنفسنا ومع الكلمات.. غارقون في صمتنا الكبير.خسارة القارئ ربما تكون أكثر من خسارة الكاتب لنفسه كمبدع. فعملية البحث عن التفاصيل الحقيقية في حياة الكاتب، وشخصياته أيضا، تفسد المتعة الذهنية والروحية التي توفرها القراءة، ولنسمها القراءة الموضوعية المجردة من أي غرض خارج العمل الأدبي، وتعرقل كذلك عمل الخيال، الذي يثيره فينا أي عمل فني ناجح. لا أحد يدعو بالطبع للعودة إلى عصر «الهالات الأدبية»، أو الأبراج العاجية، والكاتب هو، قبل كل شيء، كائن اجتماعي حاله حال الآخرين، خاصة في عصرنا، ومن حقه أن يسجل حضوره في الفضاء الافتراضي، أو غيره. لكن الإبداع الحقيقي شيء آخر. إنه يعمل بعيدا عن الضجيج، بل يكرهه كره العمى. لا أحد يعرف كيف يبدأ وكيف ينتهى. كل ما يحس به المرء هو الاحتراق، الذي ستنتقل عدواه إلى القارئ، ولو بعد قرون.هذا ما تفعله بنا دائما الكتب الكبيرة قبل عصر الـ«فيس بوك» وبعده.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحارس في حقل الشوفان الكاتب وقارئه الحارس في حقل الشوفان الكاتب وقارئه



GMT 01:28 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

"أنت تشرق. أنت تضيء" رشا عادلي ترسم لوحة مؤطرة

GMT 05:28 2022 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حسن خلف يصدر دراسة أسلوبية لسورة القمر

GMT 01:16 2021 الإثنين ,29 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 00:28 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 12:02 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:21 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

افتتاح معرض "ألوان السعودية" المتنقل في جدة

GMT 07:14 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرميحي يزور جناح دولة قطر في معرض "اكسبو 2015"

GMT 20:48 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج جديد فى إذاعة الشرق الأوسط عن التعديلات الدستورية

GMT 13:26 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقهى ثقافي ومسابقة تصوير في معرض كتاب شرطة دبي

GMT 11:40 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"أبوظبي للسياحة" تنظم معرض "ميادين الفنون"

GMT 07:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

جبل بوزداغ من أروع المناطق السياحية للتزلج

GMT 05:28 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

HTC تنشر أول صورة تشويقية لهاتفها المرتقب One M10

GMT 11:02 2013 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بحث تطوير مشروع جامعة عمان مع كامبريدج

GMT 03:34 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من 600 ألف زائر

GMT 08:27 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميثاء الخياط تعرّف الأطفال بطرق قص مبتكرة في "الشارقة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates