لا طريق إلى الجنةصراع الدين والعادات
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"لا طريق إلى الجنة"صراع الدين والعادات

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "لا طريق إلى الجنة"صراع الدين والعادات

بيروت ـ وكالات

تناول الروائي اللبناني حسن داود في عمله الأخير "لا طريق إلى الجنة" موضوع الإنسان الذي يُفرض عليه دور ويكتشف أن هذا الدور على أهميته لا ينسجم مع طبيعته الإنسانية ولا مع مشاعره وطموحاته.وبطل الرواية هو رجل دين من عائلة شكلت سلسلة من رجال الدين منذ القدم جيلا بعد جيل حتى غدا الأمر تراثا وتقليدا يجب المحافظة عليه ويصعب الخروج عنه.أدرك رجل الدين هذا بعد صراع مع مشاعره ورغباته أنه لا يستطيع المضي قدما في تبليغ تلك "الدعوة". جاءت الرواية في 320 صفحة من القطع الوسط وصدرت عن دار الساقي في بيروت. وحسن داود يكتب بهدوء وحرفية ويركز على التفاصيل البسيطة، لينتقل منها إلى ما هو أجل وأعظم.بدأ الرواية في مستشفى حل فيه بطل الرواية وهو رجل دين أظهرت الفحوص الطبية أنه مصاب بالسرطان وهو ما زال في سن ليست متقدمة.  كان مهموما بهذا المرض، ركز جهده على إخفاء خوفه عن الأعين، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد -صبيان أبكمان وبنت-، وأبوه الذي كان شيخا شهيرا عاجز يرقد في سريره ويحتاج إلى رعاية دائمة، أما زوجته فناقمة على حياتها البائسة."تبدأ الرواية في مستشفى حل فيه بطل الرواية وهو رجل دين أظهرت الفحوص الطبية أنه مصاب بالسرطان وهو ما زال في سن ليست متقدمة." هذا الشخص تتمثل فيه حالتان، حالة مرض يخاف منه وحالة حياة لم يخترها لنفسه (شيخ أي رجل دين بعمامته وجبته)، "بعد أن لبست العباءة والعمامة بقيت أشعر أنني أستعير ثياب سواي، حتى إني كنت أستغرب نفسي حين ينظر إلي أحد ما على الطريق تلك النظرة التي تسبق وصوله لي وقوله السلام عليكم، يراني أصغر مما يجب ولا أعرف إن كانت مشية رجل يؤم الناس في صلاتهم"."ذاك أني أنقل رجليّ تنقيلا فيما أخطو بهما مؤرجحا يديّ إلى الأمام والخلف فأبدو كأنني أهم بأن رقص".كان أبوه قوي الشخصية جبارا، ولعل ذلك أثر في شخصية الابن الذي أدرك أنه لن يستطيع أن يكون في قوة الأب وسطوته. تفضيل الموت كان تفكيره في أرملة أخيه يلهيه عن مرضه، قال له الطبيب إنه سيحتاج إلى العملية الجراحية لكنه سيستأصل بعضا من أعضائه، وأن أمامه هذا الاستئصال أو الموت "وتفضيل الموت على الخسارة لا نشاهده إلا في الأفلام ولا نقرأه إلا في كتب الروايات".الكاتب يصف بدقة تفاصيل أجواء المستشفى والإعداد للعملية ويصف الآلام التي رافقتها، بعد العملية عاد إلى قريته، وقرر وضع ولديه في مدرسة للصم والبكم يقول "أفكر في أنهما إن تعلما شيئا سيريحاني من شعوري بالشفقة عليهما".بعد وضع الولدين في مدرسة الصم والبكم عادت إدارة المدرسة ورفضتهما بسبب عدوانيتهما وما لبث أبوه أن توفي فأخذ الرجل يتلكأ عن الجامع حيث كان الذين يأتون للصلاة قلة في تلك الحقبة.وبسبب إهمال رجال الدين أمثاله، أخذت جماعات من المتدينين الملتحين من غير رجال الدين تحتل الجوامع في القرى وتجذب الناس إليها خاصة صغار السن، "كانت أحزابهم ترسلهم كما قال البعض".في النهاية أبلغ صديقه أبا عاطف أنه قرر أن يتبرع للجامع ومحتليه بكتب والده في ما بدا شبه تخل عن تراث أجداده الذي لم يعد ينسجم كثيرا مع الأيام الحاضرة.وأبلغه كذلك أنه قرر خلع الجبة والعمامة والتخلي عن دور رجل الدين والعودة إلى حياة الناس العاديين. لحسن داود عدد من الروايات منها "مائة وثمانون غروبا" التي فازت بجائزة المتوسط لعام 2009 وترجمت بعض رواياته إلى لغات عدة.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا طريق إلى الجنةصراع الدين والعادات لا طريق إلى الجنةصراع الدين والعادات



GMT 01:28 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

"أنت تشرق. أنت تضيء" رشا عادلي ترسم لوحة مؤطرة

GMT 05:28 2022 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حسن خلف يصدر دراسة أسلوبية لسورة القمر

GMT 01:16 2021 الإثنين ,29 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 00:28 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 12:02 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 18:45 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:33 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 16:51 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

اضيفي اجواءًا جريئة ومشرقة على جدران المنزل

GMT 20:37 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

مطعم ياباني يقدم وجبات لحوم البشر بـ 20 ألف جنيه

GMT 17:53 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

ندوة لمناقشة رواية "منتصر" في مكتبة "البلد"

GMT 04:12 2020 السبت ,09 أيار / مايو

برشلونة يقترب من حسم صفقة نجم يوفنتوس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates