مالك بن نبي تراث يقارب التخلف وعلله
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

مالك بن نبي تراث يقارب التخلف وعلله

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مالك بن نبي تراث يقارب التخلف وعلله

الدوحة ـ وكالات

لم يحظ مفكر عربي إسلامي في الآونة الأخيرة بترحاب لكتبه وفحص لأطروحاته الحضارية، مثل ما حظي به العالم والمفكر الجزائري مالك بن نبي الذي وقف في كتبه وأطروحاته قارئا وناقدا لإخفاقات الأمة وعلل تخلفها في هدي من رؤية قرآنية.. ولعل الاحتفاء بفكر بن نبي كان يأتي لسببين رئيسين: ما وجده من غمط لحقه وتجاهل لأفكاره حتى في موطنه، وحاجة الأمة وهي ما تزال تحت وطأة أسئلتها الثقيلة عن النهضة وأسباب السقوط، وهو ما أفرده في مجمل كتبه ولعل أشهرها "شروط النهضة" و"مشكلات الحضارة". وربما كان الترحاب مشرق العالم العربي في ثمانينيات القرن الماضي أكثر منه في مغربه، ذلك أنه بعد محنة سوريا في الثمانينيات كان معتدلون إسلاميون خارجون من رحم المحنة -كجودت سعيد وخالص جلبي وعمر عبيد حسنة- يجدون في رحابة بن نبي ما يعوضهم عن ضيق وجدوه في رؤية مفكر آخر هو المفكر الإسلامي المصري سيد قطب وأطروحاته عن الولاء والبراء وغيرها ودعوة للصدام والعنف مع المستبد. ضمن سياق الترحاب وفي غضون ستة أشهر، أصدرت "الأمة" كتابين عن بن نبي: الأول قراءة عامة في أفكاره لعبد الوهاب خلخال وصدر نهاية العام الماضي، والآخر حمل عنوان "العروج الحضاري بين مالك بن نبي و(الداعية والمصلح التركي) فتح الله جولن" الذي صدر الشهر الحالي. فكرته المركزية في الكتاب الأول -بعد مقدمة للمفكر الإسلامي عمر عبيد حسنة ومطلق مشروع كتاب الأمة الذي يصدر عن إدارة البحوث والدراسات الإسلامية في قطر- يلج المؤلف عبد الوهاب خلخال أفكار بن نبي متوقفا عند الرؤية المركزية التي انطلق منها، وهي"خلفيته الحضارية كمسلم مؤمن بذاته وتميزه في هذا الوجود، بل ومقتنع بأنه بإمكانه أن يقدم للبشرية التائهة طوق النجاة". أما فكرته المركزية فهي التي عبر عنها بن نبي وهي مشكلة التخلف الحضاري الذي تعاني منه أمة الشهادة، باعتبار أن "مشكلة كل شعب في جوهرها هي مشكلة حضارته، ولا يمكن لشعب أن يفهم أو أن يحل مشكلته ما لم يرتفع بفكرته إلى الأحداث الإنسانية، وما لم يتعمق في فهم العوامل التي تبني الحضارة وتهدمها". وحسب خلخال، فإن بن نبي كان من جيل المصلحين الذين اكتشفوا الذات من خلال الآخر، وهي ميزة معظم المصلحين في القرنين التاسع عشر والعشرين الذين اكتشفوا ذواتهم عبر الابتعاث أو مقارنة أحوال المشرق المتخلف بالغرب المتحضر، مستشهدا بكتاب "زعماء الإصلاح" للمفكر المصري أحمد أمين. وبعد قراءة في المكون الثقافي لبن نبي، يقرأ المؤلف "الديمقراطية عنده من الاستنساخ الآلي إلى تحقيق الشروط الموضوعية، والديمقراطية أسسها وشروطها وإشكالية الإسلام والديمقراطية"، مكتفيا بالتوصيف لرؤى بن نبي دون اشتباك نقدي مع مقولاته. ويتابع الأستاذ الدكتور فؤاد عبد الرحمن البنا (اليمن) في كتاب ثان "العروج الحضاري" ما بدأه خلخال من توصيف لفكر صاحب "مشكلات الحضارة" إلى وضع أفكاره بالمقارنة مع العالم والمفكر التركي محمد فتح الله جولن المولود في تركيا عام 1938 في اليوم الثاني لوفاة مؤسس العلمانية في تركيا مصطفى كمال أتاتورك يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني. وجولن تلقى التعليم على يد والدته التي ساهمت في حفظه القرآن الكريم ولمّا يتجاوز الرابعة من عمره، ثم أخذ التعليم الديني عن والده ووعى أحوال العالم الإسلامي في مجالسه حيث كان إماما لأحد المساجد التركية، كما تعرف على بديع الزمان النورسي وتتلمذ على يديه. حصل في العام 2008 على المركز الأول بين أكبر مائة شخصية هي الأكثر تأثيرا على مستوى العالم بحسب استفتاء مجلة "فورن بوليسي". ويعقد البنا أوجه التشابه بين الاثنين من حيث اتفاقهما على دور الأسرة في التربية، والقرآن وأثره في صياغة شخصيتهما، والتزام طريق التوازن منذ الصغر وخارطة الإنتاج الفكري لديهما، ورؤية كليهما في النهوض الحضاري.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مالك بن نبي تراث يقارب التخلف وعلله مالك بن نبي تراث يقارب التخلف وعلله



GMT 01:28 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

"أنت تشرق. أنت تضيء" رشا عادلي ترسم لوحة مؤطرة

GMT 05:28 2022 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حسن خلف يصدر دراسة أسلوبية لسورة القمر

GMT 01:16 2021 الإثنين ,29 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 00:28 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 12:02 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 18:45 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:33 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 16:51 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

اضيفي اجواءًا جريئة ومشرقة على جدران المنزل

GMT 20:37 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

مطعم ياباني يقدم وجبات لحوم البشر بـ 20 ألف جنيه

GMT 17:53 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

ندوة لمناقشة رواية "منتصر" في مكتبة "البلد"

GMT 04:12 2020 السبت ,09 أيار / مايو

برشلونة يقترب من حسم صفقة نجم يوفنتوس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates