إصدار فلسطيني جديد عن تاريخ مدينة رام الله
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

إصدار فلسطيني جديد عن تاريخ مدينة رام الله

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - إصدار فلسطيني جديد عن تاريخ مدينة رام الله

كتاب رام الله العثمانية
القاهرة - صوت الإمارات

يعود الكاتب والباحث الفلسطيني سميح حمودة أكثر من 500 عام إلى الوراء ليدخل مدينة رام الله من بواباتها العثمانية في دراسة تؤرخ تكوينها الاجتماعي وعائلاتها ومؤسساتها ومحاكمها الشرعية.

ويسبر حمودة غور طبيعة العلاقات الاجتماعية لرام الله في تلك المرحلة ويضمنها كتاب (رام الله العثمانية) متناولاً مرحلة تمتد بين عامي 1517 و1918.

ويقول الباحث الفلسطيني سليم تماري، في تقديمه للكتاب، إن حمودة تميز في هذه الدراسة من خلال «استخدامه منهج الإثنوغرافيا التاريخية... واستعرض أحداث ونسيج البلدة الاجتماعي في إطار التغيرات الهيكلية التي اجتاحت متصرفية القدس والولايات الشامية للسلطة العثمانية في أثناء القرون الأربعة التي هيمنت فيها الدولة العثمانية على البلاد المقدسية».

ويقول الكاتب حمودة إن رام الله قبل أن تتطور وتصبح ما هي عليه الآن كانت خلال معظم حقبة التاريخ العثماني مجرد قرية زراعية صغيرة واقعة في قضاء القدس وقد شكل المسيحيون من الروم الأرثوذكس الأغلبية من فلاحيها ثم أصبحوا سكانها الوحيدين بعد خروج المسلمين منها عام 1656.

ويستدل الكاتب أن منطقة رام الله لم تخل من الاستيطان البشري منذ الفترة الكنعانية، إذ ثمة دلائل أثرية تشير إلى وجود مثل هذا الاستيطان منذ تلك الفترة في منطقة «ردانة» القريبة من موقع رام الله الحالي. ودلت الحفريات الأثرية منتصف القرن الماضي على وجود ثلاث مراحل استيطان في العصور البرونزية والحديدية والبيزنطية.

ويقول الكاتب إنه «عُثر في الموقع على أوان وقطع فخارية وبقايا أدوات صُنعت من البرونز كالرماح والمحاريث ورؤوس الفؤوس الصغيرة، وهذه الموجودات الأثرية تدل على أن الاستيطان في الموقع كان زراعياً وربما مؤقتاً».

كما أثبتت الحفريات التي أجرتها دوائر الآثار الفلسطينية أن منطقة «الطيرة» الملاصقة لقلب رام الله كانت آهلة منذ العهد الهيليني الذي يبدأ بموت الإسكندر المقدوني عام 323 قبل الميلاد، وأن الحياة استمرت فيها حتى العهد الأموي حين تسبب زلزال بهدمها ورحيل أهلها عنها واستُخدمت أراضيها للزراعة مجدداً في العهد العثماني واستمر الأمر حتى وقتنا الراهن.

وينقل الكاتب عن مصطفى مراد الدباغ إن رام الله كانت في العهد الروماني تتألف من قريتين صغيرتين واحدة حملت اسم «الغابون» والثانية كانت تحمل اسم «إليسا» وقد عُثر فيها على تابوت رصاصي نُقل لاحقاً إلى متحف القدس المحتلة وهو مزين بنقوش جميلة ويرجع عهده إلى القرن الثالث بعد الميلاد. كما عُثر على قبور قديمة في الأودية المجاورة لرام الله يرجع تاريخها إلى عام 1500 قبل الميلاد.

ويعتقد الكاتب أن كلمة رام الله تعني «الله أراد أو قصد» ولا يستبعد أن يكون الاسم جمعاً بين رام بالآرامية ولفظ الجلالة العربي فيكون معنى الاسم «مرتفعات الله».

وامتازت الحياة في رام الله، خلال العهد العثماني، بالبساطة. وقد حكمتها القيم القبلية والعشائرية العربية وقامت بين سكانها علاقات تعاون. لكن الكاتب لم يغفل حصول نزاعات كانت تصل إلى حالات القتل واحتكام إلى المحاكم الشرعية آنذاك.

ويستعرض الكاتب تاريخ رام الله منذ حملة نابليون حتى بداية الحرب العالمية الأولى ويضيء على اختلال العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وتوترها بسبب حملة نابليون واصطفاف المسيحيين الغرباء والشوام في مصر معها ومساندتهم لها.

ويأتي الكاتب في سياق سرده على أحوال رام الله، خلال النصف الثاني من القرن التاسع ميلادي، فيقول «إن البرد اشتد في جبال القدس وهطل ثلج كثيف وكان الوقود قليلا الأمر الذي أضر بالناس وارتفعت أسعار الطعام والمواد الغذائية فبيع رغيف الخبز في السوق بسعر لا يتحمله الفقير فضلا عن أنه كان مصنوعا من القمح الرديء الذي لا يرغب في أكله إنسان. وانتشر الجدري انتشارا فظيعا فمات الكثيرون من البرد والجوع والمرض وعانت فلسطين كلها من الجفاف وأسراب الجراد فبدأت هجرة أهالي رام الله إلى الأميركيتين وغيرهما من أقطار العالم».

ويتضمن كتاب «رام الله العثمانية» ما يعرف بالحجة الشرعية، وقد نشر منها الكاتب صورا بخط اليد تعود إلى عام 1500 قبل الميلاد، وبينها حجج تتضمن اتفاقيات يتنازل فيها بعض السكان عن حقوقهم في رام الله للبعض الآخر.

كما يستعرض الكاتب صورًا لنساء رام الله وشوارعها قبل أكثر من مئة عام ضمن كتاب يقع في 425 صفحة من القطع الوسط صادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إصدار فلسطيني جديد عن تاريخ مدينة رام الله إصدار فلسطيني جديد عن تاريخ مدينة رام الله



GMT 14:24 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الدار العربية للعلوم تصدر رواية "ترجمة أشعار الزعيم"

GMT 14:16 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

دار الرواق تصدر كتاب "هوامش التاريخ" لـ "مصطفى عبيد"

GMT 09:06 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الدار العربية للعلوم تطرح رواية "النورس"

GMT 10:27 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

دار الكرمة تصدر الترجمة العربية لرواية "الوعد"

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates