المسغبة ملحمة سردية لـ ثائر الناشف عن فواجع الحرب في سورية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"المسغبة" ملحمة سردية لـ ثائر الناشف عن فواجع الحرب في سورية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "المسغبة" ملحمة سردية لـ ثائر الناشف عن فواجع الحرب في سورية

غلاف رواية "المسغبة"
دمشق - صوت الإمارات

صدرت عن دار أوراق للنشر والتوزيع في القاهرة رواية "المسغبة" للكاتب السوري ثائر الناشف المقيم فى النمسا، وهى واحدة من بضع روايات كتبها عن الأحداث التى عصفت بسوريا منذ مطلع العام 2011 فتنوعت مواضيعها بين الاحتجاجات والمظاهرات والاعتقالات، لكن الرواية الأخيرة جاءت مكرسة بشكل كامل لرصد وقائع الحرب السورية، فبدت كما لو أنها الوثيقة التاريخية الخاصة بحاضر سوريا ومستقبل أجيالها. 

تقع الرواية فى ثلاثة مجلدات فى واقع ألف وثمانمائة وست عشرة صفحة (1816) ضمن ثلاثمائة وخمسين ألف كلمة، وقد جاءت فى ثلاثة أجزاء متصلة وغير منفصلة فى جوهر الموضوع؛ سواء فى سرد الأحداث اليومية أو فى تعاقب ظهور الشخصيات التى فاق عددها أكثر من مائتى شخصية محورية وثانوية؛ والتى تمثل ألوان الطيف السورى كله.

احتل حصار مدينتى الزبدانى ومضايا السوريتين المتاخمتين للحدود اللبنانية محور أحداث الرواية، حيث إنها تستعرض وقائع المعارك المحتدمة بين التنظيمات الإسلامية المسلحة وقوات الجيش السورى وحزب الله ثم تنتقل عبر فصولها المتعاقبة إلى عرض وقائع الحصار المؤلم الذى تسبب فى دفع السكان المحاصرين إلى التهام أوراق الأشجار والحشائش والأعشاب الضارة، فضلا عن التهام القطط والكلاب، كآخر وسيلة لهم للبقاء على قيد الحياة، وكأن الكاتب إنما أراد أن يشد أنظار العالم فى ملحمته السردية إلى وقائع حرب طروادة التى خلدتها ملحمة الألياذة، وغيرها من الحروب التى خلدتها الملاحم الأدبية مثلما تعامل معها الكتّاب الروس كنهج أدبى راسخ فى وجدان الشعوب.

فالمجاعة التى لحقت بالمدينتين المحاصرتين كانت نقطة التحول الأساسية التى بنى الكاتب عليها روايته، حيث أنه كشف عن معظم التحولات الاجتماعية التى أصابت الناس، ودفعت بعضهم إلى اليأس والبعض الآخر إلى الانتقام والهروب، كما أن الرواية تضع هؤلاء الناس المحاصرين بين حجرى رحى، باعتبار أنهم ضحايا الحرب، فلا هم كانوا يقفون أساسًا إلى صف قوات الجيش السوري، ولا مع المقاتلين الإسلاميين منذ بداية نشوب الحرب.

توثق الرواية عمليات تهريب الأسلحة عبر الأراضى اللبنانية بين رجالات حزب الله والتنظيمات الإسلامية المتشددة التى تشترك فى حصار المدينتين من خلال بسط سيطرتها عليهما، وفى الوقت عينه ترصد الصراع المحتدم بين المقاتلين الإسلاميين وحزب الله، وتكشف عن مجمل التحضيرات العسكرية والاستعدادات الأمنية بين الجانبين السورى والإيرانى قبل بدء حصار المدينتين، كما أنها تخوض فى غمار المعارك الطاحنة بين الميليشيات الأجنبية والمحلية التى اشتركت جميعها فى حصار المدينتين الجبليتين (الزبدانى ومضايا) الكائنتين فى ريف دمشق المحاذى للحدود السورية اللبنانية عند سفوح الجبل الشرقي.

احتوت الرواية كذلك عشرات الشخصيات المحورية التى توالى ظهورها المتعاقب فى متن الرواية فى ظل شيوع المجاعة التى تسببت فى تساقطهم جوعًا ومرضًا واحدًا تلو الآخر، وذلك بعدما نحلت أجسادهم الضعيفة، وبرزت عظامهم، وتغيّرت طباعهم وأهوائهم، ولعل تركيز الكاتب على شخصية حسان آغا يفى باستجلاء الوجع الإنسانى الذى سارت من أجله مجمل الأحداث، ولذا فإن الآلام المضنية التى تعرض لها – حسان آغا- والخسائر الفادحة والأثمان الباهظة التى دفع فاتورتها من دمه ودم أطفاله عكست معنى الرواية من خلال اسمها، وحسان آغا هو بطل الرواية من أصل كوردى سريانى لطرف جده خليل آغا الذى يبرز دوره فى أول فصول الرواية كأحد الأمراء الإقطاعيين الكورد فى منطقة آمد.  

ضمت الرواية ثلاث رسومات مختلفة على أغلفة مجلداتها الثلاثة من عمل الفنان الكوردى ديلاور عمر، وهى تعكس مختلف حالات البؤس والضياع والقهر الذى شاب حياة السوريين خلال سنوات الحرب الطاحنة، فيما استغرق إنجاز الرواية كنص سردى لامست أجزاؤه ومشاهده المكثفة فواجع الحرب المريرة فى كل تحولاتها وتقلباتها- أكثر من ثلاث سنوات امتدت من صيف العام 2016 حتى مطلع العام 2020، وهى تعد بذلك أطول وأضخم رواية فى الأدب العربي، كنص غير مجزّأ فى عناوينه العامة، أو مقسّم فى أحداثه وشخصياته القائمة فى متن النص، بل إنها تعد واحدة من أطول خمس روايات حرب فى سلسلة الأدب العالمى.      

ثائر الناشف، وهو كاتب وإعلامى سوري؛ ولد فى الثامن من مارس عام 1982 فى مدينة الرقة السورية، دَرَسَ الآداب والعلوم الإنسانية فى جامعة دمشق، وتخرّج من كلية الإعلام والصحافة عام 2005؛ وكان قد غادر سوريا عام 2007 بسبب مواقفه السياسية آنذاك، أصدر العديد من المؤلفات المسرحية، والكتب الفكرية والنقدية، ثم غادر مصر إلى أوروبا فى مطلع عام 2015 بعد أن أصبح بأمس الحاجة إلى جواز السفر؛ والذى حُرِمَ من الحصول عليه لأكثر من ست سنوات.  

وقـــــــــــــد يمهمك أيـــــــــــــضًأ :

"جائزة الفجيرة للتصوير" رفع الذائقة وإثراء الفنون البصرية

ندوة عن الفنون البصرية بنادي جدة الأدبي غدًا

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسغبة ملحمة سردية لـ ثائر الناشف عن فواجع الحرب في سورية المسغبة ملحمة سردية لـ ثائر الناشف عن فواجع الحرب في سورية



GMT 05:28 2022 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حسن خلف يصدر دراسة أسلوبية لسورة القمر

GMT 01:16 2021 الإثنين ,29 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 00:28 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 12:02 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:01 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السجائر في الإمارات بعد تطبيق الضريبة الانتقائية

GMT 12:14 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 07:44 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يعلن موعد عرض فيلم "الفلوس"

GMT 12:06 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

دندن يبحث سبل تعزيز التعاون مع جمعية الشارقة الخيرية

GMT 16:46 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

تخفيض دائم على سعر جوال "OnePlus 2" إلى 349 دولار

GMT 08:23 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

توزيع جوائز القصة القصيرة بالتعاون مع مؤسسة "بتانة" الثقافية

GMT 11:42 2015 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممون يضعوا لمسة "الأهداب" الأنيقة لأحذية الرقبة

GMT 23:56 2015 السبت ,11 تموز / يوليو

الأمطار تغرق المناطق المنخفضة في روالبندي

GMT 07:31 2013 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

"THQ" تُقرر عدم إصدار لعبة "Avengers"

GMT 09:19 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

واريورز ينتصر على دالاس مافريكس في دوري السلة الأميركي

GMT 08:25 2015 السبت ,14 شباط / فبراير

ظهور ضوء مبهر وصوت هائل في سماء نيوزيلندا

GMT 10:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أمل رزق تستعد للمشاركة في مسلسل "للحب فرصة أخيرة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates