دبي - صوت الإمارات
يتناول كتاب «البحر في تراث دولة الإمارات العربية المتحدة» للمؤلفة شمسة حمد العبد الظاهري أحد إصدارات نادي تراث الإمارات ومركز زايد للدراسات والبحوث، الدور الحيوي الذي لعبه البحر في حياة أهل الإمارات في فترة ما قبل اكتشاف النفط، وكيف شكل لهم تراثاً غنياً متنوع الجوانب والألوان، وفيه العديد من الدلالات والمعاني، فهو يشمل رحلات الماء وما تحمله من وقائع وحكايات وسرديات وتاريخ وأهازيج شعبية، وأمثال وألغاز، ومصطلحات بحرية شكلت معجماً لغوياً شفوياً غنياً بدأ يتراجع أمام التغييرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها التي طرأت على حياتنا المعاصرة، ومن هنا تأتي أهمية جمع هذا التراث البحري ونقله إلى الأجيال المقبلة.
يتناول هذا الإصدار موضوعات مختلفة أولها طرق الصيد القديمة والتي زاولها أبناء الإمارات، كالحظرة والعملة والدفارةـ والسكار والسالية والميافر، وعن مغاصات اللؤلؤ (الهيرات) في مياه دولة الإمارات العربية المتحدة التي شكلت أحد أهم المصادر البحرية التي ارتبطت بنشاط الغوص على اللؤلؤ، كما يتطرق الباب الأول من الكتاب إلى صيد اللؤلؤ وزراعته وتجارته ومتى بدأ وازدهر وأسباب تدهور هذه الصناعة.
صناعة السفن
ويضيء الباب الثاني من الكتاب على صناعة السفن والمراكب وعن أنواع سفن الغوص، هذه الصناعة العريقة التي امتهنها أبناء الإمارات، كما تطرق إلى صناعة الأشرعة التي تعد حرفة تراثية ذات تقاليد عريقة وراسخة في الجذور، وعن العبرة التي يمكن مشاهدتها في خور دبي إلى يومنا هذا، كما تطرقت هذه الجزئية من الكتاب بعرض الأنواع المختلفة من سفن الغوص في الخليج العربي.
موانئ بحرية
أما الباب الثالث والذي جاء تحت عنوان «الموانئ البحرية في دولة الإمارات»، فقد خصص للحديث عن بعض الموانئ البحرية في دولة الإمارات.
كما يتطرق الكتاب إلى البحر في الأدب الشعبي الإماراتي، وعن ذكريات وقصص أبناء الإمارات مع البحر ودور الطب الشعبي في علاج أمراض الغوص. ويضم الباب الأخير مجموعة من القصص والحكايات من التراث البحري الإماراتي برواية خميس بن راشد بن زعل الرميثي، أحد أهم رواة التاريخ الإماراتي الحديث.
حيث صنفت بعض الأعمال البحرية في الإمارات كتراث مادي أو لامادي للبلاد، ولم يفقد البحر قدرته على تعليم الإماراتيين وسرد تاريخ أجدادهم، وهي قدرة يمارسها البحارة القدامى الذين يرون في البحر أسرارا من تراث الإمارات وثقافتها، فلا يجب أن تنسى وعليهم نقلها إلى الأجيال الناشئة وإلى العالم الخارجي.
قد يهمك ايضاًَ
أرسل تعليقك