القاهرة صوت الامارات
كان يا مكان.. يا سادة يا كرام.."، هذه الجملة الأشهر فى تاريخ الطفولة، والتى عند سماعها ينتبه الجميع منتظرين الحكايات التى ستروى بعدها، سواء كنت صغيراً أو كبيراً، تتلهف فى السماع، أو ربما القراءة، وهذا ما يعرضه كتاب "الحكايات الشعبية لشعوب آسيا" الصادر عن المركز القومى للترجمة، والذى جمع حكاياته وترجمها عبد الرحمن عبد الرحمن الخميسى.
يعرض الكتاب مجموعة كبيرة من الحكايات الشعبية الآسيوية، وحكايات لشعوب بحر البلطيق فى الشمال، مثل مولدوفا وليتوانيا، فيمر فى حكاياته عبر بحر البلطيق إلى برارى روسيا وغابات أوكرانيا، ثم جبال القوقاز الساحرة، حتى نصل إلى آسيا و بلاد التتر.
ويقول المترجم عما جمعه من حكايات تراثية شعبية، دائما تجسد الحكايات الشعبية الكلمات الصادقة، التى تعبر عن أخلاق وحياة وأعراف وقوانين تلك الشعوب، فالقسم والوعد على سبيل المثال ملزمان واجبا النفاذ، فنقرأ فى بعض الحكايات الصياد يمنح ابنه الوحيد للمارد الشرير بعد أن تعهد له بذلك.
وتجسد هذه الحكايات التصورات الشعبية لدى البلاد المختلفة، حول السحر، القضاء والقدر، الخير والشر، النضال والاستسلام، والحب والكره، وغيرها من المفاهيم الأخرى، فيبحر القارئ فى بحر القصص المختلفة ليرى حكاية "الضفدعة الأميرة"، و"البيت" و"سيفكا بوركا" فى روسيا، وينتقل إلى "الأرجوحة"، "سباق الفرس والثور"، و"دهن الأرنب" فى أوكرانيا، كما يرى "الرجل والشيطان" و"الذئب و الخنزيرة" فى بيلاروسيا.
120 قصة وحكاية شعبية، يضمها هذا الكتاب فى 525 صفحة، نتقابل فيها مع الحيوانات الحكيمة، والأميرات المسحورات، والنساء الشريرات، والرجال الشجعان، والبنات الجميلات، والعجائز الطيبين.
تؤكد بعض القصص على الحكم و الأقوال المأثورة، مثل "الاتحاد قوة"، فتحكى قصة "بيت الحيوانات الشتوى"، عن عجوز يعيش مع زوجته العجوزة فى كوخ قرب الغابة، وكانا يملكان ثوراً وخروفاً وإوزة وديكاً وخنزيراً. وذات يوم، اقترح العجوز على زوجته بذبح الديك فى يوم العيد، فوافقت الزوجة، وسمع الديك الحديث الذى دار بين الاثنين، فانتظر حتى هبط الليل وفر هارباً إلى الغابة. وفى اليوم التالى بحث العجوز عن ديكه فلم يجده، واقترح على زوجته ذبح الخنزير بدلاً منه، ووافقت العجوز، وحدث مثلما حدث مع الديك، وفر الخنزير هارباً، وهكذا مع باقى الحيوانات. تجمعت الحيوانات فى الغابة، وبحث الثور عن مأوى يحميه من صقيع الشتاء، وبنى له كوخاً بعدما رفض باقى الحيوانات مساعدته، متعللين بأنهم يملكون ما يقيهم برد الشتاء.
وفى ليلة عاصفة، لجأ جميع الحيوانات للكوخ، بعدما فشلوا فى العثور الدفء، واستقبلهم الثور، و بعدما تجمعوا حول المدفأة، هجم عليهم ذئب، فاتحدوا جميعاً ضده، وأرعبوه مما جعله يفر مهرولاً قائلاً "يالهول ما رأيت! لقد أوشكت على الموت.. فقد هجموا علىّ هجمة شرسة مثل الجيش الذى يرتدى السواد، وانهالت على لطماتهم، وبالإضافة إلى ضربات جنودهم، انهال الآخرون على جسمى باللسع والقرص حتى تورم، ثم قام أحدهم فى ثوبه الأبيض بنقر جسمى من الخلف، أما أصغر واحد منهم فأخذ يركض هنا وهناك مرتدياً معطفه الأحمر ويصرخ قائلاً أحضروه إلى هنا! فالسكين قد شحذ والقدر جاهز لسلقه، سوف أذبحه هنا، كما كان هناك أحد آخر يصرخ من تحت الأرض "إنى اشحذ السكين وأشحذ البلطة الكبيرة لأنى أريد التهامه حياً".
أرسل تعليقك