الدوحة - قنا
بين جنبات القرية التراثية، حيث أصالة التراث القطري، والتطلع الدائم لمواكبة الحداثة، تواصلت فعاليات مهرجان عيد الأضحى المبارك والذي تقيمه وزارة الثقافة للفنون والتراث لليوم الثاني على التوالي بالقرية، وسط حضور جماهيري كبير، وتفاعل واضح مع فعالياته المتنوعة، والتي تعددت بين معارض للحرف التقليدية والسيرك الإفريقي الأوروبي وفرق الفنون الشعبية، التي ظهرت عروضها متألقة خلال المهرجان.
تفاعل جماهيري مع عروض التراث القطري خلال فعاليات وزارة الثقافة
وفيما ينتظر أن تختتم الفعاليات مساء غدٍ الثلاثاء بالقرية التراثية، فقد حظيت فقرة عروض فرقة اللؤلؤة للفنون الشعبية بإعجاب الجمهور، الذي تنوع بين مواطنين ومقيمين وزائرين من دول الخليج، الذين أبدوا جميعا تفاعلهم معها، لما قدمته من فعاليات متنوعة، مستوحاة من التراث الشعبي الأصيل.
ويستهدف المهرجان الذي يقام برعاية سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث، التوعية بالتراث من خلال الفقرات والمسابقات المختلفة التي يجري تنظيمها، علاوة على المعارض التراثية المقامة لهذا الهدف، فضلا عن رسم أجواء من البهجة والسرور على الزائرين للقرية التراثية من عائلات وأطفال.
وانطلاقا من هذا الهدف، جرى تشكيل لجنة لتنظيم المهرجان برئاسة السيد خالد الكواري، وقررت إقامة عدة أنشطة مختلفة تزاوج بين الترفيه وسط أجواء عائلية من ناحية، وبين التوعية بقيم وعناصر التراث الشعبي من ناحية أخرى.
استقطاب الجمهور
ومن جانبه، قال السيد محمد عيسى الجابر، استشاري ثقافي، المشرف على القرية التراثية، إن الهدف الكبير هو إرضاء أذواق الجمهور وتلبية طلباتهم، "فالجمهور له طلبات خاصة في ما يخص مثل هذه المناسبات ونسعى لتلبيتها. معربا عن سعادته لما تشهده الفعاليات من إقبال جماهيري كبير سواء من العائلات القطرية أو العربية المقيمة أو الأجنبية".
وتابع: إن إقامة الفعاليات بالقرية التراثية الواقعة بجوار حديقة الرميلة أسهم في حضور الأعداد الغفيرة مما أعطى انطباعا جيدا عن مدى نجاح البرنامج المقدم والمتنوع، مؤكداً أن الفرق الشعبية التراثية تستقطب جمهورا غفيرا للذين يحبون هذه الألوان الفنية التراثية التقليدية.
وأشار الجابر إلى تفاعل الجمهور الكبير مع فقرات عروض السيرك الإفريقي الأوروبي والذي يعرض لأول مرة في القرية التراثية، بالإضافة إلى عروض فرق الفنون الشعبية، علاوة على الفقرات الأخرى المتنوعة التي يتم بموجبها تقديم جوائز إلى الحضور، وتقديم الأكلات الشعبية بأثمان رمزية والحرف التقليدية المصاحبة لهذه الفقرات، لتقديم تشكيلة تراثية مكتملة، بشكل يسهم بشكل كبير في التعريف على التراث وعناصر المختلفة.
كما لفت الجابر إلى أن هناك حرصا على بذل كافة الجهود من أجل إرضاء جميع الأذواق لتقديم فنون العرضة والفجيري والصوت والسامري والخبيتي، علاوة على فن الطرب أو ما يقصد بفن الشكشكة وهو فن يرتاح له الجمهور، ويتفاعل معه كثيرا. مؤكداً استحقاق القرية التراثية باستقبال مثل هذه الفعاليات، "لما تتمتع به من مكونات متعددة تخدم جميعها التراث القطري، وإبراز السياحة الثقافية بالدولة، انطلاقا من موقع القرية الاستراتيجي".
أما السيد ناصر الجابري، مستشار فعاليات ثقافية، ممثل إدارة التراث في المهرجان، فقال إن فقرات المسابقات المقامة ضمن فعاليات المهرجان تحظى بإقبال كبير من قبل العائلات وذويهم، بجانب مسابقات الرسم بجميع أنواعه وتخصيص جوائز لهذه الفقرات، علاوة على فقرات السيرك الإفريقي الأوروبي الذي يتم عرضه لأول مرة في القرية التراثية، وعروض فنون الفرق الشعبية، وكذلك المعارض التي تبرز التراث القطري من حرف تقليدية ومأكولات شعبية بإشاعة ثقافة الطعام".
الجمهور تنوع بين مواطنين ومقيمين وخليجيين
وتابع الجابري: إنه مع مرور أيام المهرجان، فإن الإقبال لا يزال متواصلا بوتيرة كبيرة، خاصة أن هناك تجديدا وتنوعا في الفعاليات المقدمة ما كان سببا كبيرا في هذا الإقبال الجماهيري الكبير، الأمر الذي يعزز من نجاح المهرجان، ويضيف إلى النجاح الذي حققه مهرجان عيد الفطر الماضي.
جهود شبابية
ولوحظ خلال فعاليات المهرجان، ذلك الحضور الشبابي الكبير للقطريين المنظمين للفعاليات، والذي يفسره السيد مبارك جعيثن الدوسري أحد المشرفين على المهرجان، بأنه يأتي رغبة في العمل التطوعي، وتوفير أجواء الراحة للعائلات وجلب الهدايا لإدخال البهجة والسرور في نفوس الصغار وأوليائهم، علاوة على المشاركة في عمليات التنظيم حرصا على سلامة الزائرين، وتوفير أجواء المتعة لهم.
وتابع الدوسري، إن برنامج الفعاليات أصبح ينافس البرامج المقامة في أماكن أخرى بالدولة، "وهو الأمر الذي يعكسه ذلك الإقبال الكبير من قبل الجمهور، إذ إن المهرجان يشهد إقبالا كل يوم وآخر، وهو ما يشكل لنا تحديا كبيرا في استمرار تواصل هذا النجاح والحفاظ عليه.
وقدر عدد المتطوعين في تنظيم المهرجان بنحو العشرين متطوعا، "وكلهم قطريون وشباب في مقتبل العمر، وبعضهم من ينخرط في العمل التطوعي والتنظيم لأول مرة وآخرون متطوعون لسنوات، وهو ما خلف لهم هامشا كبيرا في التعامل مع الجمهور، ويكسبهم في الوقت نفيه خبرة كبيرة في عملية التنظيم". موجها شكره إلى عناصر الأمن والشرطة الذين يتواجدون قبل انطلاق الفعاليات بساعات، وحتى منتصف الليل لتوفير كافة أجواء السلامة والطمأنينة للزائرين.
فنون شعبية
وخلال الفعاليات كان لابد من الالتقاء بعدد من فناني فرقة الفنون الشعبية، خاصة أن لوحاتهم الفنية استحوذت على الحضور، وجذبتهم، على نحو ما ظهر من تفاعلهم معها، وذلك على نحو ما يؤكده الفنان سامح الحجاري، والذي يبدي سعادته بهذا التفاعل الكبير من الجمهور مع ما جرى تقديمه.
ومن جانبه، قال الفنان عبدالرحمن العمري من فرقة اللؤلؤة، إن فرقته حرصت على تقديم فنون الخبيتي والسامري. موجها شكره لوزارة الثقافة ومنظمي المهرجان، لما بذلوه من خروج المهرجان على هذا النحو من النجاح.
أما عضو السيرك الأوروبي الذي قام بدور "الرجل العنكبوت" فأبدى إعجابه بدولة قطر، مؤكداً حرصه على زيارتها لمرات ومرات، وأبدى جوبولو محمد، عضو السيرك الإفريقي إعجابه بالجمهور القطري، وبحسن الضيافة والوفادة، أما زميله فسبق له أن زار قطر لثلاث سنوات سابقة، وقال: إن قطر بلد جميل ومضياف ومحبة للسلم.
20 متطوعاً من الشباب القطري لتنظيم الفعاليات
وفي تأكيده على نجاح المهرجان، يقول سالم العجمي، أحد الزائرين من السعودية، "إن المهرجان يتسم بالروعة، لما يحققه من تميز، الأمر الذي تستحق عليه وزارة الثقافة التهنئة والشكر، إذ نسعد كثيرا بتواجدنا في قطر، وبالأخص داخل القرية التراثية".
وكان محمد زكي، ولي إحدى الأسر العربية، متواجدا بعين المكان، توجه بشكره لدولة قطر ولوزارة الثقافة والفنون والتراث التي قدمت هذا المهرجان، وقال: إن"الفعاليات كانت ناجحة ومتميزة، وخلال وجودنا بالدوحة نشعر أننا في وطننا، كما أن القرية التراثية تساعدنا دائما على لم الشمل والاستمتاع بمثل هذه الفعاليات.
أرسل تعليقك