دبي ـ وكالات
احتفاءً باليوم العالمي للتراث والذي حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، والذي يصادف 18 من شهر أبريل/ نيسان من كل عام. تنطلق فعاليات مهرجان تراث الإمارات للعام الثاني على التوالي في إمارة رأس الخيمة ابتداءً من 17 الشهر الجاري وسيستمر لغاية 20 منه.
يأتي هذا المهرجان تعبيراً عن التعاون الإماراتي بالاهتمام العالمي بالتراث الإنساني، حيث يعبّر اسمه عن الفعاليات التي ستكون مصاحبة له والتي يتمحور الهدف الأول منها في تعزيز القيم التراثية عند الجيل الشاب من المواطنين الإماراتيين، وهو فرصة فريدة ربما يلتقي فيها الكبار مع الشباب للتحاور وتوريث العادات الخاصة بالإمارات بما فيها من نفع وفائدة للمواطن والمجتمع من جهة، ولكونها تحفظ الهوية الأصلية للبلد من جهة أخرى، خاصةً في ظل هذا التنوع الثقافي الذي أفرزته الكميات الهائلة من الجنسيات الموجودة فيه.
تمّ اختيار "البحر" من قبل وزارة الثقافة ليكون شعاراً للدورة الثانية من المهرجان، تقديراً لما له من دور في حياة أهل الإمارات، ولتوضيح كيف أسهم بمكوناته في تطوير الحياة الاجتماعية والاقتصادية لديهم، فالصيد البحري بأنواعه كان مصدراً أساسياً للقوت اليومي.
ومع أن الإمارات دائمة الاحتفال بالتراث الوطني المحلي من خلال المعارض والمهرجانات المتنوعة، إلا أن تخصيص مهرجان يحمل التراث كعنوان رئيسي له، يعكس اهتمام الحكومة بإشراك المجتمع في العملية التنموية، إذ لم تكتفِ بهذا الكم الهائل من التطور الحديث وتصر دائماً على أن من ليس له ماضٍ ليس له حاضر. لذا نجد التراث في مقدمة مشاريعها المستقبلية حتى وإن كانت تعنى بأكثر الأمور الإنسانية تطوراً ومحاكاةً للتكنولوجيا.
أما فيما يخصّ التأكيد على إمارة رأس الخيمة في المهرجان، فإن هذا الحدث سيعزز من مكانتها التراثية بين الإمارات جميعها. وسيفتح أمامها المجال لممارسة دورها كاملاً في تفعيل التقاليد الإماراتية واستقطاب الزوار الذين سيفدون إليها من كل الجنسيات. كذلك إنها فرصة حقيقية للتعرف على معالم الإمارة من قبل المواطنين الإماراتيين بالدرجة الأولى وبقية الزوار بالدرجة الثانية.
إذ أن التغطية الإعلامية والحملات الترويجية السياحية تتجه دوماً نحو أبوظبي ودبي والشارقة والفجيرة وعجمان والعين، ويبقى النصيب الأقل من تلك الحملات لصالح رأس الخيمة وأم القيوين على الرغم من امتلاكهما مقومات سياحية طبيعية وتراثية تجعل كل واحدة تصلح لأن تكون وجهة سياحية مستقلة بحد ذاتها.
تسيطر روح البداوة على معالم المهرجان، فالعديد من الفقرات التراثية التي استوحيت من الصحراء والبحر بانتظار الزوار للمشاركة فيها والاستمتاع بها. وكما العادة لا بد من تخصيص فقرات كثيرة للأطفال يمارسون من خلالها الألعاب الشعبية التقليدية التي تأخذهم إلى مراحل منسّقة ومرتبة لتنشيط العقل والجسد.
المهرجان يعطي الفرصة للحرفيين والحرفيّات من الإمارات في عرض منتجاتهم التقليدية والتي تلقى رواجاً في مثل هذه الفعاليات خاصةً لدى السيّاح الأجانب الذي يبدون استعدادهم الدائم للحصول على كل ما هو يدوي ويشير إلى التاريخ الإماراتي.
الرقصات الشعبية والأهازيج المحلية لها مكانها الطبيعي في موقع الحدث باعتبارها من أهم الدلالات التراثية التي تشير إلى تاريخ الدولة في الماضي البعيد. حيث أنّ الأشعار الموجودة فيها تسرد قصصاً من واقع الأحداث وتحكي عن مراحل تشكل الإمارات كدولة لها سيادة على أرض الواقع.
ولكل عشّاق المطبخ الإماراتي الشعبي، ستكون أمامهم الفرصة لتذوّق أشهى أكلاته على يد خبيرات إماراتيات يتخذن من الطبخ مهنة وهواية يقدّمن لأجله أبرز مهاراتهن.
تفاصيل كثيرة حول مهرجان تراث الإمارات يمكن معرفتها خلال زيارتنا له في موعده المحدد بعد أيام. وقتها سيكون أمامنا الكثير لنعرفه عن ماضي رأس الخيمة وحاضرها، وعن ماضي الإمارات جميعها وحاضرها.
أرسل تعليقك