أبوظبي - صوت الإمارات
خصص الأرشيف الوطني، متحفًا لكل من الملاح الإماراتي أحمد بن ماجد والشاعر الإماراتي الماجدي بن ظاهر، في مهرجان الشيخ زايد التراثي.
وعبر أروقة متحف الماجدي بن ظاهر، المشيد في البيئة البرية التي تشكل أحد أركان المهرجان، يمكن التعرف على ابن ظاهر الذي كان أول من كتب الشعر النبطي "الهلالي" وبهذه الشخصية يفتح الأرشيف الوطني صفحة أدبية كان لها شأنها في تاريخ الإمارات. ويرسخ بالتالي مكانة الماجدي بن ظاهر الذي قيل عنه إنه كان ذا علم وافر، وثقافة عالية أثرت لغة الشعر وألفاظه.
واهتم الناس قديما وحديثا بشعره واعتبروا أبيات شعره حكما تضرب بها الأمثال، إذ كان الشاعر يمتلك علما وافراً وثقافة عالية أثرت لغته الشعرية التي كانت انعكاسا للعلوم التي تلقاها وكذلك تجاربه ورحلاته.
وبناء على كل هذه الاعتبارات يعرض المتحف مختلف تفاصيل حياة وإنجازات الشاعر والجوائز العالمية التي حصدها وكذلك معجم المفردات التي ضمها شعره ولم تعد تستخدم اليوم. ومزج المتحف بين عراقة ماضي هذا الشاعر والتقنيات الحديثة من خلال استخدام أحدث وسائل العرض، منها تقنية "الهولوغرام" ثلاثية الأبعاد لتمثيل شخصية الشاعر الذي يلقي قصائده بنفسه على الجمهور.
ويركز التجول في متحف الماجدي بن ظاهر، من جديد على أهمية هذا الشاعر الذي تميز بالحكمة التي تناقلها الناس في مجالسهم، وجعلوا منها أمثالاً يتداولونها، إلا أن تناقل شعر الماجدي وروايته شفاهياً، حال دون حفظه كاملاً، ولذلك طوى النسيان معظمه.
ويحفل متحف الشاعر بالقصائد التي خطت على لوحات جدارية، وبأخرى تبثها مكبرات الصوت، وفي الوقت نفسه يستطيع الزائر أن يقف أمام شخصية افتراضية للماجدي معروضة على شاشة كبيرة جداً تعرِّف بسيرة الشاعر منذ مولده وحتى وفاته، مستعرضة حياته وذكاءه، فهو رجل بدوي اعتاد التنقل في أرجاء المنطقة، كما يعرِّف بقبيلته ومهنته؛ إذ امتهن صيد السمك واللؤلؤ، وحدد المؤرخون ست عشرة قصيدة نبطية امتازت بجزالة ألفاظها، ومتانة تراكيبها، وعمق النظرة التأملية فيها، وتنوعت مواضيع قصائده فتناولت: ذم الدنيا، والشكوى من الأيام والزمان، ومقارنات بين الصبا والشيخوخة، ودعوة الشاعر إلى الزهد في الدنيا وترك متاعها، ويستطيع الزائر أن يقرأ على شاشات تفاعلية الأمثال والحكم في شعر ابن ظاهر، كما أنه يستطيع أن يتأمل روعة قوافيه، ويطالع ما روي عن رحلاته بين مدن الإمارات وقراها.
وفي ركن البيئة البحرية، يبرز متحف الملاح الإماراتي أحمد بن ماجد الذي يجاور ساحة صناعة السفن، وركن الشراع، ومعرض أسلحة الصيد.
وفي هذا الركن الذي شارك فيه الأرشيف الوطني في المهرجان، يبرز الأرشيف صفحة أخرى من التاريخ الإماراتي تعود إلى العام 1418 وهو ميلاد أحمد بن ماجد الملاح والجغرافي العربي الذي برع في علم الفلك والملاحة والجغرافيا وسماه البرتغاليون "أمير البحر".
ويبرز اسم ابن ماجد لارتباطه باكتشاف رأس الرجاء الصالح. كما يعود إليه الفضل في إرساء قواعد الملاحة للعالم، إذ بقيت آراؤه وأفكاره في مجال الملاحة سائدة في كل من البحر الأحمر والخليج العربي وبحر الصين حتى سنة 903 هجرية.
وترك ابن ماجد المتوفي في سنة 1500 أكثر من أربعين عملاً مكتوباً منها "رسالة قلادة الشموس واستخراج قواعد الأسوس، والعمدة المهدية في ضبط العلوم البحرية، وغير ذلك الكثير". كما طور ابن ماجد البوصلة والتي كان يسميها "الحقة" إذ يذكر في كتابه الفوائد: "من اختراعنا في علم البحر تركيب المغناطيس على الحقة بنفسه، ولنا فيه حكمة كبيرة لم تودع في كتاب".
ولإبراز إنجازات ابن ماجد شيد المتحف ليستعرض بالشروحات لمخطوطاته وأراجيزه ومخترعاته، وبني المتحف بطريقة تحاكي سفينة الملاح الإماراتي بتفاصيلها، ويستخدم المتحف أحدث التقنيات ووسائل العرض ومنها تقنية "الهولوغرام" الموجودة في متحف الماجدي ابن ظاهر" لتمثيل شخصية الملاح الإماراتي، حيث يروي بنفسه تاريخه وقصصه للزوار. وسط جو له علاقة بالبحر ومفرداته.
يضم مهرجان الشيخ زايد التراثي 2014، أغلب المفردات التي كونت الحياة في الإمارات، عبر أربع بيئات تبرز المتاحف الحية وورش العمل وساحات الحياة التفاعلية التي تمثل الحياة القديمة بحرفها وأدواتها.
أرسل تعليقك