زنازين النور نجم وإمام وبشار بن برد في دراما تونسية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"زنازين النور" نجم وإمام وبشار بن برد في دراما تونسية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "زنازين النور" نجم وإمام وبشار بن برد في دراما تونسية

دراما تونسية
شرم الشيخ – صوت الإمارات

لم يكن السبب في تواصل جمهور عربي متنوّع حضر العرض الإيطالي المشارك، ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، مساء أول من أمس، يعود إلى أن الحضور ملم ببعض مفردات اللغة الإيطالية، وهو احتمال بعيد، لكن الأكيد أن كثيرين وجدوا أنفسهم في سياق عرض نجح بأن يجتذبهم، بدءًا من الانطلاقة المشوقة من وسط الجمهور، مرورًا باستغلال مثالي للغة الجسد، والإيماءات التعبيرية التي قد تفصح عن السياق الدرامي، قبل المقول اللفظي.

وعلى الرغم من أن العرض يكاد يكون الأطول ضمن عروض المهرجان حتى الآن، فإن خفة ظل الممثلين، وقدرتهم على تقديم دلالات تعبيرية تساند الحوار غير المعلوم بالنسبة للحضور، أفرزت تجربة مختلفة ترى بأن الأداء المسرحي قادر في شروط بعينها على تعويض ليس فقط اختلاف اللهجات، بل أيضًا اختلاف الثقافات واللغات.

وكان الحضور على موعد في الليلة ذاتها مع عرض تونسي يكاد يفرض نفسه على اختيارات لجنة التحكيم لعدد من جوائز المهرجان، خصوصًا في ما يتصل منها بالتمثيل، والإخراج، وهو مسرحية "زنازين النور"، من إخراج حافظ خليفة.

وكانت أشعار أحمد فؤاد نجم، وصوت الشيخ إمام في الإذاعة الداخلية للمسرح المفتوح، مقدمة قبل العرض لأجواء مختلفة، ليجد الحضور أنفسهم بعد ذلك أمام عمل برؤية وأداء تونسي، ولكن بروح مصرية، من خلال تخيل خروج الصديقين الراحلين الشاعر نجم والشيخ إمام، ليتعايشا معًا مرحلة مختلفة تمامًا، هي التاريخ المعاصر الموسوم بزمن "الياسمين"، وما بعده ما أطلق عليه "ربيع عربي".

وأداء الممثلين الرئيسين اللذين جسدا شخصيتي أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، لم يدع فرصة للحضور سوى الانغماس في عالمهما داخل زنزانة السجن، ورجفة الجسدين المسجيين أرضًا بدت وكأنها انتفاضة قوية لحدث جلل.

والنهوض بجسدين متعبين، ونفسين أكثر تعبًا كان سبيلًا لبدء لغة ليست نثرًا فنيًا تقليديًا، وليست شعرًا مطلقًا، بل لغة مسرحية عذبة، تتكئ على الاقتباسات المسرحية من أشعار نجم أحيانًا، لكنها لا تقع في فخاخ الشاعرية المفرطة.

والأيادي المكبلة بالقيود الحديدية لم تمنع الفكر والروح من التحليق في فضاءات أوسع، قبل أن تتحوّل الخيالات إلى دافع لتغيير واقعيهما، فيتخلصان من قيديهما، ويقرران التحليق في فضاءات الحرية، خارجين من خلف أسوار السجن العتيق، وهو المشهد الذي تم بحل إخراجي بديع جعلهما أقرب لطائر، يستثمر فتحًا في جدران عتيقة شغفًا لحريته.

والتمادي في نسج المتخيل واللامعقول لم يعق الحضور دون ربط ما يدور على المسرح، بما دار بالفعل في بعض دول "الربيع العربي"، فالصديقان المتلازمان يصلان إلى مقابر، ليفاجئا بأن بشار بن برد ينهض من مرقده، وتدور بينهم جميعًا مفارقات طريفة، مؤداها أن التاريخ يعيد نفسه، وأن آلة البطش وخشية الطغاة من صوت العقل والحكمة والشعر، واحد في كل العصور، التطرف انعكاس آخر، إذ تظهر في "الجبانة" شخصية متطرّفة تحاول التغرير بهما، ليصلا إلى قناعة بضروة الهجرة إلى "الآخر"، الذي يقدر حرية المثقف، رغم مرارة مغادرة الوطن، ولكن المفارقة أنهم حينما يظنون بأنهم قد عبروا إلى البر الآخر من "البحر المتوسط"، حيث الدول المتقدمة، يفيقون على حقيقة أنهم لايزالون على الشط ذاته، لأن المسافة بين الطرفين أضحت أكبر من أن تطوى، وتعود شخصية بشار في الظهور متخفية لهم، في تأكيد أن الخلاص لا يكون ممكنًا بكل الأحيان، وأن العالم الآخر لم يعد ممكنًا الهروب إليه، لأنه لم يعد هناك "عالم آخر". وعلى الرغم من مساحة المسرح التي اختزلت، فإن الممثلين تحركوا بحرية، وتمكن المخرج من إنجاز رؤيته الإخراجية، خصوصًا في توظيف الأدوات ذاتها في أكثر من سياق، فمكونات جدران السجن هي نفسها استحالت مدافن، قبل أن يوظفها لتشكل أمواجًا متلاطمة في بحر هائج.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زنازين النور نجم وإمام وبشار بن برد في دراما تونسية زنازين النور نجم وإمام وبشار بن برد في دراما تونسية



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 19:32 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 11:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 00:07 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أحدث صيحات حفلات الزفاف في ربيع 2020

GMT 16:16 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مميزة بالملابس المنقطّة تناسب الحجاب

GMT 19:49 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

أبل تقر بمشكلة في هواتف "آي فون 6 إس"

GMT 21:36 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

الشيخ سعود بن صقر القاسمي يستقبل القنصل الكندي

GMT 18:59 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تشجّع النساء على القيام بالأنشطة الرياضية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates