واشنطن ـ يوسف مكي
تحول شرطي "ميشيغان" الأميركي بريستون تاكر إلى بائع سيارات، والذي كان لديه دائمًا حب الابتكار. فعندما لاحت في الأفق الحرب العالمية الثانية قام بتطوير سيارة مصفحة مع برج لبندقية آلية، ولكنه فشل في بيع هذه المركبة، الا أن أنظمة الأسلحة لفتت انتباه الجيش الأميركي، وعمل تاكر على تركيبها على مختلف القوارب البحرية والطائرات الحربية المقاتلة. وبعد الحرب، عمل مع شركات صناعة السيارات الكبرى البطيئة في تطوير نماذج جديدة، تم فتح المجال للشركات الصغيرة وللمصنعين المستقلين. ورأى تاكر الفرصة لحلمه الكبير، وقال إنه وضع خططًا لسيارة معبأة في الكثير من الابتكارات، مما جعل ابتكارات منافسيه تبدو وكأنها صممت في القرن الماضي.
فقد صمم للسيارة محركا للمؤخرة متطورا من شأنه أن يحمل فقط في 100rpm. كما أنه يعتزم حقن الوقود أيضًا، والإطارات لا تحتاج إلى ختم ذاتي، ومكابح قرصية على العجلات الأربع مع محرك بواسطة محولات عزم الدوران التوأم، واحدة على كل من العجلات الخلفية، ولكن للأسف لا شيء من هذا تخطى مرحلة التطوير، لكنه تمسك بمزايا السلامة المبتكرة، والتي اشتملت على لوحة أجهزة القياس المبطن مع مساحة واسعة لركاب المقعد الأمامي، والمصممة لحماية الركاب اثناء حوادث التصادم.
وكانت السمة الأكثر وضوحًا، الأمامي الأوسط، والذي من شأنه أن يحول مع عجلة القيادة ليضيء طريق السائق حول الزوايا، وهذا ما تم تطويره من قبل شركات صناعة السيارات الأخرى في وقت لاحق من الزمن، وإن كان مع السيارات التي تمتلك تكوينًا أكثر من المعتاد من المصابيح الأمامية. وإطلاق تاكر في عام 1948 كان متوقعا إلى حد كبير، وتوافد الآلاف من الناس إلى مصنع شيكاغو لرؤية إزاحة الستار عن السيارة التي أطلق عليها اسم "تاكر توربيدو".
وللأسف تعرض الإطلاق للمشاكل منذ البداية، مع النموذج الذي لم يكن جاهزًا، مما تسبب في رد فعل الصحافة، ثم أصبح تاكر نفسه متورطًا في المشاكل القانونية التي شهدتها شركته، مما أغلق أبوابها قبل أن تبدأ حتى التداول. وقد تم الانتهاء فقط من 51 نموذجًا لتاكر 48، لذلك لم تنجح حتى تجاريًا، لكن جرأة التصميم وندرة السيارة نفسها جعلتها المفضلة لدى جامعي السيارات.
وخلال ستينات القرن الماضي أحد المتحمسين للسيارة عرضها في جولة تحت اسم "ذا فابيلوس تاكرز"، والتي عرض فيها مجموعته المكونة من 10 سيارات في المدن في أنحاء الولايات المتحدة. فربما لم تكن السيارة ناجحة، ولكن لا يمكنك ألا تنظر في أمرها ونتساءل: كيف كانت ستختلف الأمور لو حالف السيد تاكر الحظ في عالم السيارات ؟
أرسل تعليقك