لندن - سليم كرم
ابتكر الكاتب جون ثورنلي كتاب " الحفاظ على السلالة" لأول مرة في عام 1950، والذي يحكي التاريخ الشامل لسيارات "إم جي" والسيارات التي كسرت الأرقام القياسية منذ تأسيس الشركة عام 1923 و 1924 عندما كانت مصانع الدباغة في أبينغدون قرب أوكسفورد ويعمل بها الالاف من الناس.
ولا يخدع ثورنلي أحدًا في كتابه وهو يقف على تاريخ هذه السيارة التي يجري إعادة إحيائها حاليًا، وفي ذلك الوقت كانت "ام جي" وفر رديفة الانتاج الضخم في الصناعة البريطانية والتي اشترتها بي أم دبليو في عام 1994 ولكنها لم تستطع أن تحافظ عليها ففي عام 2000 باعتها الى فينيكس فور والتي تديرها مجموعة من رجال الأعمال من برمنغهام حتى عام 2005.
واشترى الشركة بعد ذلك شركة نانيجينغ وأعادت الاعتبار لإنتاج سيارات "ام جي" على الطريقة الصينية في عام 2007 وهو نفس العام الذي أعيد فيه بيعها إلى ثاني صاحب أعلى سعر في مزاد العطاءات وهي شركة شنغهاي لصناعة السيارات المملوكة للدولة، والتي تنتج نحو 5.5 مليون سيارة مختلفة سنويًا، ومنذ عام 2007 أعيد إطلاق روفر جديدة عدة مع شعار جديد راوفر، وأنتجت العديد من النماذج من "أم جي" مثل "أم جي 6" و"أم جي 3" و"الانا" سيارات الدفع الرباعي و"جي أس" متوسطة الحجم، وبالرغم من أن معظم السيارة تصنع في الصين الا أن السيارة "أم جي 6" جمعت في مصنع لونبريدج ولكن هذا الموديل من السيارات قد نفذ في الشركة ولم يكن هناك معلومات اذا كانت الشركة ستستمر في صناعة مثيل له.
وتشغل "أم جي" في بريطانيا نحو 350 موظفًا في المركز التقني لشركة شنغهاي و110 موظف في المبيعات والذين يعملون كلهم في مصنع "لونجبريدج" الممتد على مساحة 62 فدانًا، وهذا بعيد تمامًا عن الموقع السابق الذي كان يضم 20 ألف فدان مع نحو 26 ألف عامل.
صورة 3 المقعدان الأماميان من السيارة أم جي
وباعت "أم جي" 3152 سيارة في بريطانيا العام الماضي وتسير على طريق بيع 5000 أخرى هذا العام، قال رئيس قسم المبيعات والتسويق في الشركة ماثيو تشاين " نحن أكثر واقعية في التجميع النهائي والطلاء والتقييم." ويعتقد أن شركته ستبيع 700 سيارة من "جي أس" هذا العام.
ويبلغ سعر "جي أس" 14.995 جنيهًا استرلينيًا ويرتفع الى 20.995 للنماذج ذات المواصفات العالية والتي تمتلك سبع سرعات وناقل حركة مزدوج وقابض للدفع على العجلات الأمامية، ومحرك من "جنيرال موتورز" عالي الكفاءة.
وتمتلك جميع السيارات من هذا الموديل في بريطانيا محرك بقوة 164 حصان وعزم دوران 184 رطل/قدم، ويأتي بسعة 1.5 لتر مع أربع أسطوانات توربو وأغلبها تسير على البنزين، وتسير على العجلات الأمامية بالرغم من ان شبيهاتها تباع في الصين بدفع رباعي ومحرك سعة 2 لتر متعطش للديزل.
وصمم الجسم في مركز "أم جي" في لونجبريدج على يد انتوني وليامز كيني بطريقة جذابة للمنافسة، وتمتلك السيارة عجلات 18 انشًا ولكن دهان الصالون ليس مميزًا، وتتميز المساحة الداخلية فيها بالرحابة مع وجود مساحة كافية في المقاعد الخلفية الثلاثة للبالغين والكثير من المساحة فوق الرأس وفي المقدمة، والأرضية مسطحة ولكن المقاعد ليست مريحة للرحلات الطويلة.
وتحتوي أيضًا على نظام مراقبة للرحلات ومصابيح أمامية جيدة ومقاعد جلدية ساخنة وساتناف وراديو دي أيه أم وتقنية بلوتوث وأجهزة استشعار لوقوف السيارات الخلفي وكاميرات، وتنافس هذه السيارة كل من رينو كادجار ونيسان قاشقاي، وتتنوع المواد المستخدمة في التصميم الداخلي للسيارة بين الجلود والبلاستيك، وصنعت مساند الأبواب من مواد سوداء لامعة لتبدو مثل السبعينات ولديها شاشة تعمل باللمس على الكونسول الوسطي ومفاتيحها تعمل بشكل ايجابي.
ويشعر الاندفاع الاول للسيارة بأنه مألوف مع خروج الموسيقى من مكبرات الصوت، وهناك شاحن "يو أس بيه" واحد، ومأخذ 12 فولت، ويعتبر محركها سلسًا الى حد معقول مع عزم دوران متوسط، ويلاحظ أي سائق محترف نقص في الدورات على التلال، وتستهلك السيارة 28 ميلًا/غالون من الوقود في المدن و 53 ميلًا/غالون على الطريق السريع، وتبلغ أقصى سرعة لها 112 ميلًا/الساعة، وتستطيع أن تصل الى سرعة 62 ميلًا/الساعة في غضون 9.9 ثانية.
وتعتبر الفرامل في السيارة جيدة مع توجيه مساعد بالطاقة الكهربائية، وهنا أيضًا الكثير من الأدوات الحديثة لعناصر السلامة بما في ذلك المكابح المناعة لانغلاق وتوزع الفرملة الكترونيًا، بالإضافة الى الاستقرار والتحكم في الجر، وليس هناك أنظمة تلقائية أو كبح قائم على معلومات الكاميرا.
ويبدو شكل الهيكل رياضيًا بشعور رشيق وهي سيارة عالية بعض الشيء، ويتسم الهيكل بإمكانية التحكم به وتشعر السيارة السائق باستجابتها المباشرة والجيدة عند التوجيه وتوفر الدواسة شعور جيد بالقوة المعقولة، ولكن للأسف تفتقر الى نوعية الركوب فهي سيارة قاضية مع إطارات عريضة تتأرجح على الحفر وتصدر ازيزًا على السطوح الخشنة وعلى الطرق ذات الحواف المكسورة، ويسمع صوت ضوضاء الرياح وضوضاء الاطارات، وتعوق الإطارات المناورة الجيدة.
ويعرف الكثير من الناس عن تاريخ سيارة "أم جي" التي كانت أسطورة السيارات الرياضية، وعلى الرغم من أنه من السهل انتقاد الشركة الصينية لتبديد تاريخ هذه السيارة لصالح مجموعة من الهاتشباك العائلية الغير مميزة وسيارات الدفع الرباعي، ولكن من غير المنصف القول بأن هذه السيارة ليست جميلة، وستباع بكثرة وخصوصًا تلك ذات الدفع الرباعي ومتوسطة الحجم بمحركات الديزل، ولكن لا يجب نسيان أن الشركة تحتاج الى تصميم داخلي أفضل ومواد داخلية أحسن، لذلك أعطاها مقيمي السيارات ثلاثة نجمات من أصل خمسة.
أرسل تعليقك