لندن - سليم كرم
تكمن عظمة صانعة السيارات البريطانية "باغاني" في حبها للتحدي والتناقضات، وفي الوقت نفسه أنها لا تصنع الكثير من السيارات، وتلك النماذج التي تصنعها تكون مُكلّفة للغاية، لكنها تمزج الفن مع الهندسة بطريقة دافئة وشبه عاطفية، ومن ناحية أخرى، فإن تركيزها على التكنولوجيا التي نجدها في سيارات "زوندا" و"هوايرا " ومشتقاتها هي من بين أكثر السيارات أداءً استحسانًا في العالم، حيث تتطابق وتحقق أفضل معدلات المنافسة مع الشركات الأخرى.
وتعد سيارة "هوايرا رودستر" امتداد لهذه التناقضات والتي يصل سعرها إلى 2.3 مليون جنيه إسترليني، وهو ما جذب الكثير من وسائل الإعلام للتحدث عنها.
وتقول باغاني التي تعاونت في إنتاجها مع Dainese وهي شركة إيطالية معروفة لصنع تجهيزات راقية لراكبي الدراجات النارية، إن هوايرا رودستر ليست نسخة طبق الأصل عن شقيقتها الكوبيه، حيث تأتي بوزن أخف يبلغ 1,218 كجم بفضل الاستعمال المكثّف للكربون فايبر والتيتانيوم وهذا يجعلها أول سيارة مكشوفة أخف من فئتها الكوبيه، حيث قام المهندسون بالإنقاص من وزنها بنسبة 6% أي ما يعادل 80 كيلوغرامًا مقارنة بالكوبيه ليقدّر وزنها الكلي بـ 1,280 كيلوغرام مع زيادة في صلابتها والشكر في ذلك يعود إلى استخدام عناصر جديدة في مكوناتها.
وتأتي "السوبركار" الجديدة بنسخة مُحدّثة من محرك "مرسيدس إيه إم جي" M158 سعة 6 لتر V12 قوة 754 حصانا و737.5 رطل-قدم من عزم الدوران موصول بصندوق تروس آلي يدوي جديد من 7 سرعات تم هندسته وبناؤه بناءا على Xtrac القابع بالهوايرا BC، كما قامت صانعة السوبركارز الإيطالية بإضفاء تعديلات على نظام التعليق الهوائي باستخدام ألومنيوم جديد ذو وزن خفيف مشاب معدنيًّا يسمى HiForg تم تصميمه خصيصا لأجل الرودستر ومكوناته ساعدت في تخفيفها بنسبة 25% مقارنة بالكوبيه.
أما المكابح فهي بريمبو سيراميك كربونية جديدة بأقراص 380×34 ملم بـ 6 مكابس لكل عجلة أمامية و4 مكابس لكل عجلة خلفية, والعجلات تم تطويرها خصيصًا لأجل الرودستر بالشراكة بين باغاني وبيريللي قياس 20 إنشا للعجلات الأمامية و21 إنشا للعجلات الخلفية موسوم عليهم حرفي HP نسبةً إلى هوراشيو باغاني مؤسس الشركة، وقد قامت باغاني بتطوير نوعين من السقف للرودستر أوّلهما كربوني خفيف به عنصر زجاج بمركزه مشابه للكوبيه, والآخر من النسيج الكربوني يمكن بسهولة انزلاقه إلى داخلها. وكذا لم يتم الكشف عن كيفية فتح الأبواب لذا غالبًا ما سنرى هذا الأمر بأُم أعيننا عند وصولها لأراضي جنيف.
ولتحقيق مؤشرات ممتازة من صلابة الجسم، نجح المطورين روادستر بفضل مراجعة كاملة لتكوين المواد وهيكل مونوكوك. يتم استخدام مجموعة جديدة تماما من المواد: ألياف الكربون والتيتانيوم (كاربو التيتانيوم) في الشركة مع مادة ترياكس (كاربو-ترياكس HP52). تتوفر على الكروم الموليبدينوم الفاناديوم الصلب الأمامي والخلفي الإطارات الفرعية، فضلا عن تعليق الحديث (العمارة من السابق اثنين من الارتباط الأمامي والخلفي) مع العتلات مزورة من المواد هيفورغ (سبائك الألمونيوم).
وتشمل الحماية الإضافية المتوفرة في سيارة باغاني هويرا خزان وقود ضد الرصاص لأن هوراشيو باغاني لم يكن يريد أن يحدث لسياراته ما حدث بالفعل لسيارات فيراري من حوادث الاشتعال، وتم تجميع السيارة بعناية بحيث كل شيء يعمل بشكله الصحيح، حتى أنسجة الكاربون فايبر، إذا كانت أنسجة الكربون للوحات الهيكل لا تتطابق مع ما باقي السيارة، فيتم استبعاد هذا الجزء ويتم تصنيع جزءًا جديدًا مرة أخرى.
ومع هوايرا سار كل شيء على ما يرام مع الزمن؛ فقد بدأت عملية التصميم في عام 2003 ولكن لم يُكشف النقاب عن السيارة حتى عام 2011، و أعطى هذا وقت طويل لعملية تصميم هذه السيارة، مما جعل شكل باغاني هويرا مميزًا بكل معنى الكلمة، وتوفر أكبر قدر من الديناميكية الهوائية من خلال الرفارف الأمامية والخلفية والانحناءات في التصميم، فيما يوجد في مصنع بقطع غيار كاملة لإعادة بناء أجزاء السيارة هويرا في حال تعرضها لأي إصابة، مما يوفر أكبر قدر من الاهتمام بالعملاء المميزين الذين قاموا بشراء هذه التحف النادرة.
أرسل تعليقك