القاهرة -صوت الامارات
هناك الكثير من الأحياء والميادين والمدن المصرية التي ارتبطت بنضالها ضد المستعمر الأجنبي. ومن هذه الأحياء «حي شق الثعبان» في العباسية القديمة الذي التقط الروائي طلعت رضوان قصته بنضاله وهمومه وتركيباته البشرية وعلاقات أشخاصه بعضهم ببعض، لتكون أجواء «شق الثعبان» هي محور روايته «دوائر النور والنار» الصادرة عن دار النسيم.
تدور الرواية في أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات من القرن العشرين، حين انتشرت ظاهرة عربات الخبز التي يمر أصحابها على البيوت. وكان الصبي حلمي يخرج مع أبيه لتوزيع العيش في إجازات المدارس. تعلق حلمي بالأستاذ المنيلاوي أحد الزبائن، كما تعلق بثابت الأسيوطي ميكانيكي الأفران، اللذين شاركا في المقاومة الشعبية ضد الإنكليز. في الستينات كان حلمي شاباً في صفوف اليسار المصري. يقرأ مذكرات صديقه الكبير ثابت الذي اعتقل بعد 1952. تصور الرواية الوضع الاجتماعي لأهالي حارة «شق الثعبان» في العباسية، بالتوازي مع أحداث المقاومة الشعبية ضد معسكرات الإنكليز في صحراء العباسية ومدن القناة.
ومن أجواء الرواية التي تعبر عن الحماسة الشعبية في مقاومة المستعمر: «وقفت العربة بالقرب من المتجمهرين. عمال وطلبة وموظفين. تعلو الهتافات. تشق سحابات الدخان الأسود يسقط الإنجليز.. تسقط أمريكا.. يسقط الاستعمار.. يسقط الملك.. رفع يوسف ذيل جلبابه وجفف عرقه. عدل الطاقية، وظلت الشعيرات النافرة بارزة فوق جبهته. تحركوا من الميدان إلى شارع عشرة، ومنه إلى سوق الوايلية. سأل حلمي وهو يرفع رأسه في وجه أبيه: هم الإنجليز قاعدين في بلدنا ليه؟ اغتاظ يوسف من السؤال ومن ابنه. أحس بالحيرة. هتف قاعدين ليه؟ وأنا إيه عرفني قاعديني ليه. إبقي اسأل ثابت الأسيوطي. موش إنت وهو أصحاب».
أرسل تعليقك