ثقافة النشر والتوزيع في الإمارات تعلن عن رواية عقرون 94
آخر تحديث 00:22:13 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"ثقافة النشر والتوزيع" في الإمارات تعلن عن رواية "عقرون 94"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "ثقافة النشر والتوزيع" في الإمارات تعلن عن رواية "عقرون 94"

"ثقافة النشر والتوزيع" في الإمارات
أبو ظبي - صوت الامارات

  تقع رواية "عقرون94 " للكاتب الروائي عمار باطويل في 93 صفحة من القطع المتوسط ، وقد بناها الكاتب في ثلاثة عشر فصلًا يطول بعضها ويقصر بعضها الآخر، وهي رواية تبدو صغيرة الحجم، ولكن عند قراءتك لها ستكتشف أنها كبيرة الفكر، عظيمة المحتوى، فليست العبرة بكثرة الورق، ولا تباعد السطور، وإنما العبرة بكمية الأفكار والرؤى التي يطرحها الكاتب وجودتها، وتصويرها للواقع، ورصدها لقضايا المجتمع، فالرواية تاريخ في غلاف فني، فهي تؤرخ لغزو الشمال اليمني لجنوبه وحضرموت تحت شعار "الوحدة الشرعية في عام1994"؛ لذلك وضع العام مقرونًا بالعنوان لينبه ذاكرتنا إلى الحدث، ومن هنا فإن لدى الكاتب الروائي القدرة على تجسيد التاريخ وعلى بعثه من جديد في هذا القالب الفني في اتجاهين، بينما لا يستطيع ذلك المؤرخ.

 وكتبت الرواية بأسلوب سهل ممتع تتناسب لغته مع لغة أبطال الرواية المهمشين أو (الحرافيش) كما يطلق عليهم الكاتب، واستعمل في السرد ضمير المتكلم الذي يدل على الذاتية، فهو يتحدث به وشخوص الرواية أيضا يتحدثون به؛ لأنه يساعد على الانسيابية في التعبير السردي؛ ولهذا تشعر وأنت تقرأ الرواية وكأن أبطالها يتحدثون إليك، ولا يغض من اللغة والأسلوب أن الكاتب استخدم بعض الألفاظ العامية المحلية التي اضطر إلى شرحها في الهامش.

وقال الجاحظ في كتابه "البيان والتبيين" ما معناه أن لكل فئة مجتمعية لغتها، فلا تحدّث الأمة بلغة الملوك ولا الملوك بلغة العامة ، وكذلك للأعراب لغتهم ،ولأهل الحاضرة لغتهم، وهذا ما حاول الكاتب أن يمزجه ببراعة، كقوله على لسان الكبش: "أيش من موزتقصد، شي غرام بك" أو قوله: "ياهوين..ياهوين..ماتوا الرجال".

واقتصد الكاتب في السرد فلم يلجأ إلى التطويل والتفصيل، ولو كان فعل ذلك، لكان كل فصل من فصولها (13) رواية أخرى؛ ولذلك تحس أن الرواية مضغوطة ومركزة وكلها رموز مرتبطة بالواقع فأنت لا تستطيع أن تفهم ماذا يقصد الكاتب بامتلاك بطل الرواية عقرون حمارا أعرج واحتال لبيعه للعم سرور الأعمى، والذي أعاده له بعد أن اكتشف عرجه، مع سيل من السباب والشتائم إلا إذا فهمت واقع الشرعية التي أتت بشعارات زائفة؛ لذلك فإن وراء السطر سطورا ووراء المعنى معاني، ومع ذلك لا تشعر باي خلل فني.

 والرواية تفوح منها رائحة البيئة الحضرمية، حيث تقرأ حيضان النخيل، والوصر، والمدارة، والمدروف ،والشرح ،والخلفة...الخ. وربما وظف الكاتب أسماء أبطال الرواية توظيفا رمزيا فعقرون يرمز للأصالة والبعد التاريخي، وكاسترو يرمز للمد الاشتراكي، وابنه أيوب يرمز إلى الصبر، والكبش يرمز إلى الذين تبعوا الشرعية دون فهم .. وهكذا بقية الأسماء كعبده الذي هو اسم تهامي ويعني أن الشرعية أرسلت لنا قاذوراتها....الخ.

 وتبدأ الرواية بالقلق الخيف فالحرب تدق طبولها والمستقبل مجهول (السماء ملبدة بالقلق قلق يثير الرعب في القلوب)، وتنتهي بالفرح (وبرغم بساطة عملي إلا أني أشعر بأنني أطير..أطير..أطير) وما بين القلق والفرح تدور أحداث الرواية في ثلاثة محاور رئيسة:

 الأول: الفساد : فساد الوحدة ، الفساد الاجتماعي والأخلاقي ويتمثل في عبده وابنته مريوم (إن ابنتك ياعبده تسببت في إفساد أخلاق شباب الوادي )، ويأتي الخطف نوعا آخر من الفساد الأخلاقي والاجتماعي (أيوب يحمل نفس حيرة أهل الوادي ويسأل عن السر وراء اختفاء البنات ماذا يعمل هؤلاء الشماليون بالبنات؟ هل يسحرونهن أو يغرونهن بالمال كي يذهبن معهم ويتركن أهاليهن؟) إنها مأساة عاشها وادي عقرون ، والفساد الاقتصادي الاجتماعي يتمثل في القات وتوابعه وفي الرشوة وأضرارها ، وفساد سياسي ويتمثل في نكران جنسية عقرون ورفض الفندم صرف جوازسفرله ؛لأنه يشك أنه صومالي وذلك من لون بشرته، وفي الإقصاء ،والتهميش.

الثاني :الضياع : ففي الفصل العاشر يستمع البطل عقرون من جده عن حكاية السيل الذي نزل من عقرون وجرف أراضيهم وهدم بيوتهم ،واضطرهم الى (الجول) وهو ضهر الجبل وكيف أن أباه ضاع منهم ، ثم حضر مكسور الساق يتكئ على عكاز، وكان ذلك يوم ولادة البطل فأشارأبوه عليهم بأن يسموه عقرون ، ثم عودتهم من ( حم حار) وهي معقل الصبيان المهمشين حيث وجدوا ديارهم مهدمة وأشياءهم مدمرة فلم يتحملوا الموقف فتفرقوا في قرى وبلدات دوعن ،وهي إشارة رمزية الى ضياع الوطن ولم يبقى منه غير الاسم .

 ولعله أراد بالسيل الجارف هذه الجحافل القادمة من الشمال كالطوفان والتي ألجأت كثيرا من أهل حضرموت الى الهجرة الى السعودية ودول الخليج. والكاتب يربط بين ضياع وطنه حضرموت في عهد الشرعية ، وضياع فلسطين في عهد القومية (ولكي لا ينسى هذا الملك العظيم......فوجد عقرون في حضرموت وعقرون في فلسطين) وربما يشير الى التشابه في العمق التاريخي بين فلسطين وحضرموت.

 وبالإضافة إلى ضياع الوطن فقد ضاع هذا الإنسان البسيط، فهو مشوش الفكر بين تاريخ حضرموت القديم فجده يقول إن عقرون من نفحات أولياء الله الصالحين، بينما ترى جدته أنه اسم لملك من ملوك حضرموت العظيم، وأن الوادي المحاذي له (مراة) سمي باسم زوجته.

 وضياع آخر للمواطن، فقد أصبح لا يفرق بين الصح والخطأ، فأيوب يتزوج من مريوم المومس التي أضاعت والديها وتبحث عنهما، وتلد له ولدا ضائعا لايعرف أين هو؟، فالكل ضائع في الجنوب وفي الشمال، والقوم عاكفون على القات في ضياع كبير

الثالث: الدعوة إلى الارتباط بالأرض بدلا من البحث عن الوهم ، وهذه الدعوة لا تكاد تجد فصل من فصول الروية يخلو منها (قال لي جدي : إن الإنسان لا يكون بكامل أوصافه الإنسانية إلا عندما يلتحم بالأرض وينتمي إليها بالعمل والكفاح ويسقي تربتها بالعرق والدماء ،مثلك ياعقرون) وزاد من أوار هذه الدعوة أن بطل الرواية عقرون عندما عاد  من المكلا بعد أن رفض الفندم صرف جواز سفر له ليسافر الى السعودية ،عاد الى حقله وارتبط بأرضه، وأخذ يعمل في حقله بجدية وبدأت ظروفه المالية تتحسن بفضل زراعته للفجل وقد يكون لزراعة الفجل رمزية خاصة لأنه لا موسم لزراعته أو أنه من المحصولات الهامشية ؛ليدل الى أن الأرض تعطي من خيراتها حتى الفجل له مردود إيجابي ،وعليك بالعودة إليها..

 وينتقد الكاتب الهجرة على لسان العم منصور(اعمل في بلادك وارض بالقليل ،تأتك الصحة والعافية أما الكثرة في المال فتجلب مرض الأجسام ومرض الغرور، فالحمد لله فقد رضيت بالقليل وأنا أعيش معززا مكرما في بلادي.الغربة ضياع ياعقرون ، وبعد الضياع ذل)، (دارت بي الدنيا بعد ماقال بعد الضياع ذل)

 وأخيرا، فإن الروية جيدة وتحتمل أكثر من قراءة، وفيها رموز كثيرة (كالمدارة) و(الخيول التي تغتسل في ماء النهر من الدماء) و(أولياء الله الصالحين )وغيرها كثير ، وهذه هي ميزة الكاتب المبدع ،ولايعيبها إلا أن الكاتب اهتم بالسرد على حساب الحبكة.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثقافة النشر والتوزيع في الإمارات تعلن عن رواية عقرون 94 ثقافة النشر والتوزيع في الإمارات تعلن عن رواية عقرون 94



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"

GMT 02:28 2014 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"الإسلاميّون" يعتبرون "العلمانيّة" ارتدادًا عن الدين

GMT 14:55 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

طاهية تصنع قطار من خبر الزنجبيل "بالحجم الطبيعي" في سيدني

GMT 22:11 2013 الأربعاء ,29 أيار / مايو

الموسيقى المعاصرة على "راديو فرنسا" الأربعاء

GMT 03:26 2013 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

مجدي يعقوب يجري 3 عمليات "قلب مفتوح"

GMT 15:12 2013 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

جامعة عثمانية إحدى أبرز جامعات الهند وآسيا

GMT 18:29 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الجامعة الأميركية في الإمارات تنظم مؤتمرًا عن "الناتو"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates