القاهرة - أ ش أ
صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب "مشرفة رجل من هذا الزمان" سيناريو محمد السيد عيد في جزئين.ويضم الكتاب سيناريو مسلسل "مشرفة رجل من هذا الزمان" والذي يعد الحلقة الثالثة في سلسلة الأعمال التي تتناول سيرة حياة رواد التنوير في العصر الحديث، والتي بدأها محمد السيد عيد بمسلسل "قاسم أمين"، ثم أتبعه بمسلسل "علي مبارك". وهذا النص الدرامي يعد نموذجا مهما لكتابة السيناريو التلفزيوني، كما يلقي الضوء على سيرة حياة عالم مصري احتل مكانة رفيعة في تاريخ مصر العلمي وأسهم بدور فعال في حركة التنوير ونشر الثقافة العلمية في مصر والعالم. ويقول المؤلف: "إن مشرفة العالم الرياضي والفيزيائي حلم في وقت مبكر بأن تستفيد مصر بالطاقة النووية في السلم والحرب وكان صاحب مشروع لنهضة الوطن أي أنه واحد ممن ساهموا في بناء مصر ولم يبحث أحد منهم عن مغانم أو مقابل بل ضحوا بالجهد والوقت والمال في سبيل وطنهم، وقد اخترتهم على هذه الشاكلة لأني أريد أن أقدم القدوة للشباب الباحثين عنها في زمن عزت فيه.ويضيف أن تقديم القدوة لم يكن هدفه الوحيد فقد كانت له أهداف أخرى منها تعريف الناس بتاريخهم بعد أن تراجع الاهتمام بمعرفة التاريخ الوطني.. "بل وصل بنا الأمر إلى حد جعلنا التاريخ فيه مادة اختيارية بالمرحلة الثانوية التي يبحث فيها الشباب عن قيم ومثل يتبنونها وينتمون إليها".
الشىء الثالث الذي دفع الكاتب لتبني المشروع هو رغبته في إعادة قراءة التاريخ المصري الذي لاحظ فيه مغالطات كثيرة.. "فقد تعلمنا مثلا لسنوات طويلة أن الأسرة العلوية كانت لا تشعر بالانتماء لمصر ويقف أبناؤها ضد مصالح الوطن ويتعاونون مع المحتل ضد مصالحه، لكنني حين قرأت التاريح بحياد وجدت أن هذا الكلام يحتمل النقاش بل إنه يخطئ في حق كثير من أبناء هذه الأسرة وحكامها".ومن هنا حاول محمد السيد عيد أن يصحح المفاهيم الخاطئة التي توارثناها، وإلى جوار ذلك كله فقد كان يرمي إلى الربط بين الماضي والحاضر، ففي الماضي دروس كثيرة تتماثل مع ما نعيشه الآن أو ما نريده الآن مثل استقلال الجامعة واعتزاز العلماء بعلمهم وتأكيد قيمة العلم والليبرالية والديموقراطية وعدم الغاء العقل في التعامل مع النصوص الدينية وغيرها من القيم التي يرى المؤلف أهميتها لحياتنا المعاصرة.
أرسل تعليقك