الفنون الغنائية بواحات وادي درعة للباحث والأديب محمد البوزيدي
آخر تحديث 17:08:00 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"الفنون الغنائية بواحات وادي درعة" للباحث والأديب محمد البوزيدي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "الفنون الغنائية بواحات وادي درعة" للباحث والأديب محمد البوزيدي

الرباط - و.م.ع

بصدور كتاب "الفنون الغنائية بواحات وادي درعة" للباحث والأديب محمد البوزيدي، يدخل الموروث الإبداعي والغنائي الدرعي دائرة الثقافة العالمة، بعد أن كان حبيس التداول الشفهي لسنين طويلة. فلم تفلح بعض المقالات المتفرقة التي تنشر بين الفينة والأخرى، والندوات التي تعقد في عدة مناسبات، في إخراج هذا الموروث من دائرة النسيان، وربما التناسي، حتى جاء هذا الكتاب، الصادر عن منشورات الثقافة الجنوبية، ليقوم بعمل توثيقي مهم جدا، لكونه يشتمل على نصوص إبداعية محلية قام صاحب الكتاب بتجميعها وتوثيقها وإلى غاية الأمس القريب كانت هذه النصوص، التي تشكل مادة للفنون الغنائية بمنطقة وادي درعة (إقليم زاكورة)، حبيسة ذاكرة أناس لهم القدرة على التذكر والحرص على حفظ هذه النصوص التي تشكل فعلا ذاكرة جماعية. وتكمن أهمية هذا العمل في كونه يستجمع مادة غنية مفيدة للباحثين، وذلك في إصرار كبير لانتشال هذا الموروث من الضياع الذي يتهدده. ومن الجوانب المهمة أيضا في هذه النصوص، كما يكشف الكتاب عن ذلك، الترابط العضوي بينها وبين الفنون الغنائية المحلية، إذ يحرص كل من يبدع هذه النصوص - وجلهم مجهولون أو مغمورون - على نسج إبداعات موجهة أساسا لفن غنائي محدد سلفا. ووعيا من صاحب هذا الكتاب بهذه الخصوصية فقد حرص على توزيع هذه النصوص وتصنيفها ووضعها في خانة الفنون التي أبدعت من أجلها، وهي فنون تؤدى بشكل جماعي وفق إيقاعات ورقصات مختلفة. ولهذا السبب تحديدا تم وضع النصوص الخاصة بالفن الغنائي "الرسمة" في خانة واحدة، ونصوص فن "رقصة السقل" في خانة أخرى، وكذلك الشأن بالنسبة لنصوص فن "الركبة"، وفن "الطحاني" و"الوسطي". ولم يكتف مؤلف الكتاب بذلك بل صنف بعض النصوص، التي تم إبداعها بالأمازيغية، والخاصة بفني "أحواش" و"أحيدوس"، كما صنف نصوصا أخرى أبدعت بالحسانية، والتي تستثمر في فن "الشمرة"، إضافة إلى أخرى خاصة بفن "اكناوة". وإذا كان لكل فن من هذه الفنون خصوصيات إيقاعية وطريقة فريدة في الأداء، فإن اللافت للنظر، كما يوضح ذلك الكتاب، هو أن النصوص التي تشكل مادة هذه الفنون تبنى وفق أشكال إبداعية وإيقاعية مختلفة تتراوح بين العمودي التقليدي وأشكال أخرى. كما تستثمر هذه النصوص كل الأغراض المعروفة في الشعر العربي القديم، من رثاء وهجاء ومديح وغزل وفخر، فضلا عن التطرق لقضايا وطنية وأخرى عربية، من قبيل التواجد الفرنسي بالدار البيضاء في فترة الحماية، واجتياح القوات العراقية للكويت في بداية تسعينيات القرن الماضي. ويبرز هذا الحضور المتنوع والغني لفنون غنائية عديدة بمنطقة وادي درعة، والحاملة لنصوص إبداعية جميلة، الطابع الوحدوي للمجتمع الدرعي الغني بالتنوع المجتمعي والثقافي، وهذا ما عبر عنه، بشكل عام، الأستاذ عباس الجراري في تقديمه للكتاب حين قال "إذا كان البحث يغطي جانبا له قيمته في ثقافة الوادي المحلية، فإنه كذلك يشكل لبنة ثرية تكمل المنظور الوحدوي للثقافة المغربية، مما يستدعي الالتفات إلى بقية أنماط التراث الدرعي، وإلى ما تزخر به مختلف جهات الوطن". ولم يكتف صاحب الكتاب بالقيام بهذا العمل التوثيقي، بل قدم أرضية تحليلية بغرض التعريف بهذه الفنون الغنائية وتطورها ومميزاتها، والسياقات التاريخية والاجتماعية التي ساهمت في إنتاجها. على أن أهم ملمح في هذه الإبداعات، سواء تعلق الأمر بالشعر أو الغناء، هو ارتباطها وتفاعلها الوثيق مع حياة الناس ووجودهم وجغرافيتهم وأرضهم وإنتاجهم الفلاحي، من ذلك رثاء نخلة تعرضت للهلاك بفعل مرض (البيوض)، ووصف صينية شاي في مجلس مطبوع بحياة زاهية. ويبقى هذا العمل خطوة أولى في توثيق الموروث الإبداعي المحلي، على أن تتلوه خطوات لاحقة ستبرز في عمل توثيقي أكثر اتساعا من جانب هذا الأديب الذي حرص على خوض هذا التحدي المعرفي الكبير.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنون الغنائية بواحات وادي درعة للباحث والأديب محمد البوزيدي الفنون الغنائية بواحات وادي درعة للباحث والأديب محمد البوزيدي



GMT 11:31 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 21:36 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 16:17 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

خطوات تنظيف "خشب المطبخ" من الدهونوالأتربة

GMT 15:54 2015 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 4 ألوان يمكن أن ترتديها في مكان العمل

GMT 14:13 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة البطل محمد سعد بعد تمثيل مصر في المسابقات الدولية

GMT 08:00 2012 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

وثائق ويكيليكس وأسرار الربيع العربي

GMT 16:20 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"أبوظبي للسياحة" تطلق معرض "أبعاد مضيئة"

GMT 13:20 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هطولا للأمطار الرعدية فى السعودية الجمعة

GMT 18:49 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

لوحات ضوئية عكست حالات إنسانية ووجدانية في معرض أبو رمانة

GMT 01:53 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

Falcon Films تقدم فيلم "بالغلط" من بطولة زياد برجي

GMT 14:42 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

تشيلسي كلينتون تتألق في معطف أنيق باللون الأسود
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates