الربيع العربي في ديوان مصري
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"الربيع العربي" في ديوان مصري

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "الربيع العربي" في ديوان مصري

القاهرة ـ وكالات

ينم ديوان الشاعر المصري عماد عبد المحسن، «أختار من جلدي أريكة قاتلي» (دار الأدهم – القاهرة) عن حساسية شعرية، تجهد في أن تقول نفسها، في منأى من التعابير والصور التي أصبحت مستهلكة، حتى وهي تعالج مواضيع أو حالات عنيفة. تهيمن أجواء الربيع العربي بعنفها على القصائد، لكن من دون أن تحضر في شكل مباشر. فالشاعر عماد عبد المحسن يلتقط التفصيل الشعري، ويبني عليه قصيدة قد تأتي قصيرة ومكثفة، بيد أنها حافلة بالدلالات. ثمة عنف في هذا الديوان، الذي يأتي في شكل نص واحد، لكنه يقدم نفسه في شذرات وتوقيعات باترة وحادة، وتختلف من شذرة إلى أخرى، لكنه العنف الذي يتم ترويضه، فلا يخرج النص، الذي يتميز هنا بالقصر، وأقرب ما يكون إلى اللقطة أو التوقيع، من شعريته. «الذين سقطوا من شجرة عالية. لم يثيروا شفقة النباتات الضالة». ويقول في مكان آخر، «الجريدة التي نشرت صورته. بين الشهداء. جرحت يده. وهو يتصفح فيها. أنباء القتلة». أو هذا النص: «العيون التي تسقط في الميدان. ما زالت ترى. فاستتروا». ولا تحضر أجواء الثورة المصرية وحدها في النص، إنما تأتي مقرونة بنوع من الاجتراح الشعري، الذي يرتفع بالحال إلى مرتبة شعرية رفيعة، كما في هذا النص، الذي يقول فيه: «أوقفي الهواء الذي يتطاير بيننا. عظام الشهداء تمر في ذاكرتي. فتغلق المسام. فلننكس عيوننا قليلاً. تحية لهذه العظام». تختزن الذاكرة فعل التنكيس للأعلام، حين المصاب الجلل، وليس للعيون كما في النص، الذي خلق شعريته، وجدارته بالبقاء، ليس لأنه يعكس جواً عنيفا ودموياً، هو وجه لثورات الربيع العربي، إنما لقدرته على تمثيل حالات شتى، في أي زمان ومكان، «أنا ساحر استثنائي. فتابعوني. بإمكاني أن أخرج لكم من ذاكرتي وجوهاً فقدتها. ومن جيبي قمصان شهداء. أبكي دون دموع. وأتألم دون تأوه. أحيطوني بعشرة نعوش». تمور نصوص الديوان بحالات وهموم كثيرة، غير أن الألم والتعاطف مع البسطاء، من ملامحها الأساسية، «بائعة الفل. التي لا تعرف العملة الورقية. ولا تحب رائحة البخور. أصابعها تائهات. بين سيارة وشرطي».

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الربيع العربي في ديوان مصري الربيع العربي في ديوان مصري



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates