حقيقتي يروي أسرار الساعات الأخيرة في حكم بن علي
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"حقيقتي" يروي أسرار الساعات الأخيرة في حكم بن علي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "حقيقتي" يروي أسرار الساعات الأخيرة في حكم بن علي

تونس ـ وكالات

ربمـا لا تتعاطف معها، أو تراها سببًا رئيسيًّا فـي غضبة الشعب التونسي على نظام حكم زوجها والثورة عليه والإطاحة به فـي الرابع عشر من يناير عام 2011، ولكنها ترى أنها تتحمل مسئولية توضيح ما حدث خلف الكواليس فـي ذلك اليوم وما سبقه من أيام. من هنا يبدأ كتاب "حقيقتي" لليلى طرابلسي زوجة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، الذي يحكي ملامح من سيرتها الذاتية، وتحاول فيه تبرئة نفسها وزوجها من كل ما وُجَّه لهما من اتهامات لاحقتهما بعد رحيلهما عن تونس. فلا تستخدم ذات التعبيرات التي نستخدمها فـي توصيف ما حدث فـي تونس، بل ترى أنها ووطنها تعرضَا لمؤامرة قادها انقلاب عسكري امتطى ثورة الياسمين لتحقيق أهداف دولية. تعترف أن هناك أخطاء اُرتُكبت من قِبَل نظام حكم زوجها الذي سمح لبعض من أفراد عائلتيهما بالاستفادة المادية من وجوده، لكنها لا ترى أن تلك الأخطاء كانت تستحق كل ما حدث!. تدرك وأنت تقرأ سطور الكتاب أن قصص التاريخ واحدة فـي ملامحها، وأن التفاصيل فقط هي التي تختلف، ولكن يغفل الكثيرون عن استيعاب دروس التاريخ فيكرَّرون نفس الأخطاء متناسين لحظة إسدال الستار. ويا لها من لحظة تسقط فيها الأقنعة وتضيع فيها الهيبة وتتلاشى فيها قيمة الثروة فتُهان الكرامة. وتبقى كلمة النهاية للتاريخ الذي لا يستمع لمبرَّرات من لا يعقلون دروسه. تقول الطرابلسي: لعلك تتساءل بينك وبين نفسك عن أسبابي التي تقف وراء كتابتي هذه السطور، فأجيبك بأنني قررت أن أكتب هذا الكتاب من أجل التاريخ، تاريخ بلدي الذي حكم علي دون أن يسمعني؛ وتاريخ شعبي الذين أدين له بالحقيقة.  ليس هذا فحسب بل إنني أكتب هذا الكتاب من أجل أبنائي وأحفادي حتى لا يخجلوا يومًا من الاسم الذي يحملونه، ومن أجل زوجي الذي لم أكف قط عن حبه حتى تلك اللحظة، وأعلنها أنني أحبه اليوم أكثر من أمس حتى وإن كان رئيسًا مخلوعًا. وأخيرًا فإنني أكتبه من أجل عائلتي وأصدقائي، ومن أجل كل الذين يُضطهدون لمجرد أنهم أيدونا. تواصل: دعوني أبُح لكم ببعض ما في نفسي وبانطباعاتي عما يصلني من أحاديث، فالبعض يخبرني بأن الشعب يكرهني، وهو ما أرفض تصديقه احترامًا مني لشعبي. ويقولون لي أن أصدقاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم، فلا أملك سوى أن أسامحهم. ويقولون لي إن المستجدين القدامى لبسوا عباءة أبطال الثورة، وقد اخترت أن أشفق عليهم. لن أصدق هذه الادعاءات ولن أعير اهتمامًا الأكاذيب أو الشائعات التي نُسجت حولنا منذ 14 يناير/كانون الثاني 2011 بغرض واحد، ألا وهو تشويه سمعة عائلتي، وسمعتي بصفة خاصة. أما وسائل الإعلام فقد انغمست جميعها في هذا الأمر بتلذذ. ودفعت بنا دعاوى الزور التي أقيمت ضدنا إلى حصد إدانة الجماهير. ولم أندهش حينما وجدت أن من تقدم بتلك الدعاوى كانوا من الذين يتغنون بنظام 7 نوفمبر/تشرين الثاني بالأمس القريب. وبمنتهى الظلم، انمحت في لحظة الأعوام الثلاثة والعشرين التي كرَّسها بن علي لخدمة بلدنا تونس من أجل أن يوفر له مستوى اقتصاديًّا واجتماعيًّا يدعو للفخر. بإمكاني أن أتسلى وأسرد لكم أسماء المداهنين ومحترفي التملق الذين يتفاخرون اليوم بمناصرة الثورة. وبإمكاني أيضًا أن أكتب قائمة بالمحامين والقضاة الذين كانوا يتنافسون في التلاعب بالقوانين لإرضاء أقاربي، أو يحرفونها بشكل غير قانوني من أجل أن يحققوا مكاسب مادية من ورائها، أو مدعي المعارضة والانتهازيين من كل جنسية، أو الطموحين عديمي الذمة ومرتادي المجتمعات الراقية، مفتقدي الذوق والرقي، أو أصدقاء تونس المزيفين أو السفراء الأوروبيين المتواطئين مع النظام. لكنني لا أريد أن أضل وسط الاتهامات ولا أن أخطئ بإنكار الحقائق. أريد أن أقص الأحداث كما شعرت بها وكما حدثت تمامًا. لا شك أنني سأكون غير موضوعية، ولكنني سأعمل جاهدة على أن أكون حيادية عند طرح الأحداث، ولن أبخل بأى شيء من شأنه أن يخدم الحقيقة، بما في ذلك أخطائي أنا شخصيًّا. سأدافع عن نفسي كامرأة، دون أن ألجأ إلى استخدام أساليب بعض الرجال من دهاء وتخطيط. سأتحدث بحرية عن حياتي وعن أمورها الخاصة ولكن دون أن أنزلق إلى الكراهية أو الاحتقار. ذلك لأن العبارات التالية لم تُملها عليَّ الرغبة في الانتقام، كما أنها ليست نوعًا من تصفية الحسابات، ولا حتى محاولة يائسة لاستعادة أية سلطة أو تجميل ما قمت به. إنها عبارات تحمل أولًا وقبل كل شيء الأمل في المصالحة؛ تلك التي أتمناها مع بلدي ومع نفسي. أما الباقي، فالتاريخ كفيل بأن يحكم فيه بيننا.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقيقتي يروي أسرار الساعات الأخيرة في حكم بن علي حقيقتي يروي أسرار الساعات الأخيرة في حكم بن علي



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates