رام الله ـ وكالات
في حضور حشد كبير من الإعلاميين والسياسيين في قاعة متحف محمود درويش بمدينة رام الله، أطلق السياسي الفلسطيني القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح نبيل عمرو كتابه الجديد "عرفات وجنون الجغرافيا" يوثق فيه لجانب من حياة وسلوك الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.واستقى المؤلف عنوان كاتبه الذي أصدرته في 286 صفحة دار الشروق من عنوان أحد فصول الكاتب، وفق توصيه من أحمد نجم الذي راجع صفحاته قبل الطباعة.وفي كلمة له في حفل إطلاق الكتاب، قال عمرو إن الجغرافيا كانت كلمة السر في ياسر عرفات "فهي بالنسبة له كانت ما كان يحصل عليه أو يدافع عنه، أو مكانا يحاول تعويضه حين يخسره، أو مكانا يمارس فيه نفوذا، أو مكانا يشعر بصعوبة الحصول عليه وهو في نهاية المطاف فلسطين".لكنه يضيف أن الرئيس الراحل لم يحصل عندما عاد إلى الوطن على الجغرافيا ولم يحصل على النفوذ، "فكان ضحية هذه المتناقضات".ويضيف عمرو في شرحه لجنون الجغرافيا "لقد جُنّت عليه الجغرافيا وجن هو بها وعليها"، موضحا أنه وصل هذا الحد وبدأ يفقد توازنه وعقله عندما خسر الجغرافيا الأهم في حياته وهي لبنان.ويشدد السياسي الفلسطيني على أنه وثق لتجربته مع الرئيس الفلسطيني الراحل كما هي في الفترة التي عاشها مع عرفات منذ أواسط السبعينيات. مشيرا إلى "كثير من القسوة وكثير من الحب" في هذه التجربة.
ويتابع عمرو أن عرفات يعتمد كثيرا على مساعديه ويستمع لهم ويأخذ في نهاية المطاف ما يريد، مشيرا إلى أن الذين عاشوا فترة المفاوضات شاهدوا كيف كانت اللجنة تأخذ القرار، لكن باعتباره من يتحمل المسؤولية كان يعطي نفسه دورا استثنائيا في كيفية ممارسة القرار.يبين عمرو أنه بدأ تأليف كتابه من اللحظة الأولى التي عرف فيها عرفات، دون أن يرجع إلى أي ورقة، وأنه حرص على ذكر ما حصل معه شخصيا، معتبرا تصوير سلوك عرفات كان "أفضل تقديم له".وشدد على أن دوره في هذا الكتاب ليس الإنصاف أو عدمه، بل تصوير "شخصيته العبقرية كما هي بالخطأ والصواب"، موضحا أنه رغم أخطائه كان براغماتيا يقود السفينة بالاتجاه الصحيح.ويشير المؤلف إلى جزء ثان من الكتاب يصدر قريبا بعنوان "شرخ في القمة" ينتهي باستشهاد عرفات وما سبقه من أحداث تفصيلية جرت على أرض التجربة المريرة فلسطين.من جهته يقتبس الناشر من الكاتب أقوال نبيل عمرو في الكتاب "كانت القيادة والسيطرة بالجملة وبالتفصيل هي الفكرة الثابتة في عقله وروحه وسلوكه، فهو قائد الفريق، واللاعب، والمدرب، والحكم، ومقرر النتيجة. وكل من معه وحوله كانوا -بالنسبة له- مجرد جمهور يلزم للمساعدة أو التشجيع أو حتى المباهاة بهم أمام الآخرين".ووفق الناشر يستخدم عمرو أسلوبا روائيا جذابا ليغوص في شخصية الرئيس الفلسطيني الراحل، ويتناول التفكير والشخصية والسلوك.
أرسل تعليقك