القاهرة -صوت الامارات
صدر حديثا عن دار "بتانة" للنشر كتاب "شجرة وطن دين.. رسائل واحد مصري" للكاتب الشاب وليد علاء الدين.
في هذا الكتاب يقوم وليد علاء الدين بالدور الأصيل للأديب المثقف، الذي يجب أن ينشغل بالشأن العام مثله مثل رجل السياسة والدين ورجل العلم، وعلى حد تعبيره الدقيق: "ليس كل حديث في شأن مصر هو حديث سياسة، وليست السياسة شأنا قاصرا على فئة بعينها".
في نحو خمسين "فكرة"، يضع وليد علاء الدين يده على أكثر القضايا حساسية في المجتمع المصري: (الانتماء، الفكر الديني، خطاب الإعلام، حال الثقافة والمثقف، علاقة السلطة بالمجتمع، حال المؤسسات وتقييم الأداء ). مزج في بعضها بين المعلومة والنقد، ليمارس دوره كمثقف في حركة التنوير بطريقة نموذجية، يؤكد خلالها على فكرة أن النقد "بناء ومعرفة". ناقش خلالها الأفكار دون "نمذجة"، فلا يهاجم شخصا أو يعرض لحدث أو ينتقم بقلمه، لكنه يمنحنا فكرة للنقاش والتباحث والجدل والتعلم. وهو بذلك يعطي لكتاباته شكلا موضوعيا لافتا للنظر بشكل فريد.
وفي حين توجهنا بعد ثورات الربيع العربي إلى الخوض في المسائل السياسية ومعاركها، التي استولت على جميع مشاعرنا وقوى التفكير فينا، لكنها لم تشغل "وليد" عن غيرها من مسائل الإصلاح الاجتماعي والثقافي وخطاب الإعلام والدين.
إن مقالات هذا الكتاب تعد سيف المثقف الذي يقاوم به في معركة قوية قاسية تعادي العقل والإبداع المصري، وتحاول دائما عزل المثقف عن الحياة العامة، معركة تمنع الفكر المصري من استعادة حيويته، في فترة تحول كبرى تمر بها بلادنا، شبيهة كل الشبه بالفترة التي سبقت ثورة يوليو 1952، حينما قرر المثقفون وعلى رأسهم عميد الأدب العربي الدكتور "طه حسين" تجاوز دورهم كأدباء وباحثين إلى العمل بالحياة العامة، ليسطروا صفحات التنوير الناصعة التي جذبت المجتمع بقيادتهم إلى أتون العمل الوطني ضد الفساد ومظاهر الجماد والرجعية. ومثلهم لم يغلق "وليد" عينه عما يدور في بلاده، متمنيا وصول أفكاره إلى من يتلقفها، لتنتهي تلك المرحلة القاتمة من تاريخ مصر.
وليد علاء الدين، شاعر وكاتب مصري، 1973م. صدر له في الشعر: "تردني لغتي إلى"، و"تُفسّر أعضاءَها للوقت". وفي المسرح: "العصفور" الحاصلة على جائزة الشارقة للإبداع العربي، و"72 ساعة عفو" الحاصلة على جائزة ساويرس لأفضل نص مسرحي. وفي الرواية “ابن القبطية” وله إصدارات في أدب الرحلة والدراسات الثقافية. حاصل على ماجستير الصحافة من كلية الإعلام جامعة القاهرة، ويعمل مديرًا لتحرير مجلة تراث الإماراتية.
أرسل تعليقك