أبوظبي ـ وام
أصدر دار الكتب في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة كتابا جديدا بعنوان " المقامات الحفناوية ".. من تأليف وأشعار وتفسير وترجمة المستشار حسن محمد الحفناوي.
ويعد أدب المقامات من أجمل آداب العرب وأخفه ظلا وأكثره في فقه اللغة علما ومن أكمل الأساليب الأدبية صياغة ومن أغناها بلاغة.
وتطرق الكتاب إلى تعريف " المقامة "ـ إلى جانب المقامات الحفناوية وهي / 30 / مقامة وخاتمة .. موضحا أن للمقامة شروطا أو مواصفات أو ملاحظات أولا " السجع " فعادة يكون أسلوب المقامة مسجوعا والسجع فيه موسيقى جميلة تتلذذ بها الأسماع وتستريح لها الطباع ولكن للسجع أيضا شروطا كأن يكون المجال سامحا به فهو يصلح في الوصف والغزل والمديح والفخر والكتابة القصصية .. وأن يتخلل المقامة بعض الأبيات من الشعر تقصر أو تطول حسب مقتضى الحال من تأليف صاحب المقامة وحسب طاقته كما يتوجب أن يكون السجع سجعا لطيفا في وقعه على السمع ليس فيه تكلف ولا تصنع .
وبين أن السجع الصحيح يمكن اعتباره هبة من الله سبحانه وتعالى لبعض عشاق اللغة والمتمكنين فيها ثم إن سعة اطلاعهم وحفظهم مما يهذب هذه الهبة ويثبتها ولذلك اشتهر نفر من الأدباء بسرعة البديهة في السجع مع وفاء في المعنى إضافة إلى أنه يتوجب أن يكون الأديب الذي يهوى السجع كثير القراءة واسع الإطلاع متبحرا في المفردات اللغوية حتى يسعفه حفظها في السجع وأن يكون حفاظة لبعض الشعر والنثر مطلعا على الكثير من المقامات الأدبية القديمة كمقامات الحريري ومتقنا لقواعد اللغة العربية ومتينا في فقهها واستعمالاتها دارسا لأصول البديع والتبيان غنيا في حسن التشبيه وجمال الإستعارة ولطف الكتابة ليستعين بذلك في فنه .
وأشار الكتاب إلى أن المقامة يقصد بها - في الإصطلاح الأدبي- قصة إجتماعية أو أدبية أو علمية أو سياسية ومن الملاحظ أن الجانب القصصي فيها ليس مقصودا بقدر ما يقصد منها إظهار البلاغة اللغوية والفصاحة اللفظية وتطعيمها ببعض الأمثال العربية والحكم الوعظية والأبيات الشعرية وغير ذلك. ويغلب على أسلوب المقامة السجع غير المصطنع .
يذكر أن هذه الدراسة اهتمت بالمقامة بوصفها كنزا من كنوز اللغة العربية التي تفيد القارئ المستوعب واللغوي المتأدب والهاوي المثقف والقارئ المرهف بلاغة وأدبا وبقدر موهبة المؤلف وحفظه وثقافته وإطلاعه وخياله القصصين تكون جودة المقامة .
أرسل تعليقك