القدس - وفا
أعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية 'البوكر'، عبر رئيسها الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، وفي مؤتمر صحافي قبل قليل، على هامش المعرض الدولي للكتاب والنشر في الدار البيضاء بالمملكة المغربية، القائمة القصير للجائزة للعام 2015، ومن بينها رواية 'حياة معلقة' للروائي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، د. عاطف أبو سيف.
وتأهل أبو سيف الذي منعه أمن حركة حماس من حضور الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة عن روايته 'حياة معلقة'، إلى هذه القائمة برفقة اللبنانية جنى الحسن عن روايتها 'طابق 99'، والسورية لينا هويان الحسن عن روايتها 'ألماس ونساء'، والسوداني حمور زيادة عن روايته 'شوق الدرويش'، والتونسي شكري المبخوت عن روايته 'الطلياني'، والمغربي أحمد المديني عن روايته 'ممر الصفصفاف'.
ومنع أمن حماس أبو سيف من مغادرة القطاع، عند وصوله إلى حاجز بيت حانون (إيرز)، متوجهاً إلى الضفة الغربية من ثم إلى معرض الكتاب في المغرب ويقام في مدينة 'الدار البيضاء'.
يذكر ان 'حياة معلقة': هذه الرواية الفلسطينية الوحيدة التي ترشحت لها من بين 180 رواية من دول أخرى ضمن 16 رواية للقائمة الطويلة.
وقال الروائي الدكتور ابو سيف لـ'وفا': إنه لا يمتلك نسخة من روايته 'حياة معلقة'،وإن الرواية طبعت في الأردن، منتصف العام الماضي، وبسبب الحرب والحصار، المفروض على قطاع غزة، لم تصل نسخة من الرواية إلى القطاع. 'حياة معلقة' تتحدث عن موت نعيم، صاحب المطبعة الوحيدة في المخيم، برصاصة الجيش. ونعيم الذي اعتاد أن يقوم بطباعة 'بوسترات' الشهداء في المخيم، يرفض ابنه أن يتم طباعة بوستر له، في نقاش عميق حول مفهوم البطولة والجدل حول الاشتباك مع الحياة أو نفيها. لكن هذا الموت العادي يغير الكثير من تفاصيل الحياة في الحارة الهادئة الواقعة على تخوم المخيم، حيث ترقد التلة التي ابتنى نعيم عليها بيتاً. موت يقلب حياة الناس وتفاصيلهم. فالحكومة تريد أن تستغل التلة وبتني عليها مخفراً للشرطة ومسجداً. وحيث أن التلة تحظي بمكانة خاصة في وعي الناس فهي ليست تلة كما يقول المختار بل هي جبل، فعليها حطت خيام سكان المخيم مباشرة بعد النكبة ومن فوقها قتل أول جندي حين احتلت إسرائيل المخيم، عارض سكان المخيم المشروع وقاومه حتى وصل الأمر للصدام مع الشرطة.
وكما بدأت الرواية بجنازة نعيم تنتهي بجنازة الحاج الذي يفيق من الموت ثم يعود إليه في حصر للحياة بين موتين يهزان المخيم.
وعبر فصول متنوعة في مستويات السرد وتقنياته تنكشف امام القارئ الكثير من تفاصيل الحياة في غزة كما نعرفها ويعرفها الكاتب، كما يتم استدعاء يافا موطن اللاجئين عبر استرجاعات زمنية ومفارقات سردية وحكايات متداخلة ترسم بصورة مفصلة عالماً مدهشاً تتفاعل شخوصه وتتجادل وتصارع في إعادة تركيب لمفهوم الهوية. والبطولة والحياة.
وتبدأ الرواية بجملة مثيرة تلخص كل الرواية تقول ولد نعيم في الحرب ومات في الحرب أيضاً ليس في ذلك من صدفة.
يذكر أن عاطف أبو سيف ولد في مخيم جباليا عام 1973 لعائلة هاجرت من مدينة يافا. وحصل على بكالوريوس من جامعة بيرزيت وماجستير من جامعة 'برادفورد' بإنجلترا ودكتوراه من جامعة 'فلورنسا' بإيطاليا. يعمل أستاذاً للعلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة ويرأس تحرير مجلة سياسات الصادرة عن معهد السياسات العامة في رام الله.
أرسل تعليقك