تسعى هيئة الأعمال الخيرية في عجمان إلى تأصيل مبادئ ريادة العمل الخيري التي تنسجم مع رسالة الدولة الإنسانية وقيمها العربية والإسلامية الأصيلة..وذلك من خلال مساهمتها في تحسين ظروف المحتاجين ضمن تنمية مستدامة شاملة وبيئة صحية.
وأكد عبدالله العوضي الأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية للهيئة في حديث لوكالة أنباء الإمارات " وام " ..أن رؤية الهيئة التي تعمل على تحقيقها هي أن تكون من أوائل الهيئات الرائدة والمبدعة محليا وعالميا في خدمة الإنسانية أما رسالتها فتقوم على تقديم الخدمات المستدامة للمجتمعات الفقيرة والمحتاجة ضمن المعايير الدولية والقيم الإنسانية النبيلة بأحدث الوسائل البشرية والتقنية ضمن خمس قيم جوهرية تتضمن الأمانة والصدق والعدالة والشفافية والإخلاص.
وقال العوضي إن هيئة الأعمال الخيرية في عجمان سجلت حضورا متميزا في مجال العمل الخيري والإنساني محليا وإقليميا وعالميا فالهيئة حائزة على الصفة الاستشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة وعلى العضوية الدائمة في المجلس الإسلامي للدعوة والإغاثة في القاهرة وعلى صفة مراقب في مجلس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية "ايفاد" وعضوية المجلس العالمي للمنظمات الطوعية " ICVA " .. كما وقعت الهيئة العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع منظمات أممية مثل " اليونيسيف " ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وتنتشر هيئة الأعمال الخيرية ميدانيا في أكثر من / 13 / دولة تقدم العون اللازم لتنمية المجتمعات الفقيرة بشكل مستدام عبر أربعة برامج رئيسة هي برنامج التنمية الاجتماعية وبرنامج التنمية التعليمية وبرنامج التنمية الصحية وبرنامج الإغاثة العاجلة .
وحول مناطق عمل الهيئة .. أوضح أن مناطق عملها بشكل عام هي كل المناطق التي يوجد بها ملهوف أو محتاج حول العالم بحسب الإستطاعة للوصول إليه ودعمه وقد وصلت الهيئة خلال السنوات السابقة من عمرها إلى العديد من الدول ولازالت نواصل نشاطاتها ومشاريعها الخيرية فيها مثل الأردن ولبنان وفلسطين والعراق والنيجر والسودان وكوسوفا وقرغيزيا والهند والبوسنة والهرسك والسنغال والصومال .. إضافة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة .. منوها بوجود تعاونات مختلفة مع المنظمات الإنسانية في جميع المجالات لاسيما في مجال تقديم الدعم اللوجستي وتوفير قواعد بيانات حول الإغاثات وغير ذلك .
وعن أهم المشاريع المحلية للهيئة والشرائح المجتمعية المستفيدة من أنشطتها وخدماتها .. ذكر العوضي أن لدى هيئة الأعمال الخيرية قائمة واسعة من المشاريع الخيرية والإنسانية التي تنفذها داخل وخارج الدولة وذلك بحسب نتائج الدراسات المسحية التي تجريها فرقها الميدانية لمعرفة المستحقين ومدى الحاجة وعدد الأفراد وما إلى ذلك وتنقسم إلى ثلاثة برامج رئيسة إضافة إلى برنامج كامل للأيتام يتنوع من حيث التفاصيل والبرامج الرئيسة هي : البرنامج الاجتماعي وهي البرامج التي تنفذ في أوساط المجتمعات الفقيرة والمناطق النائية ونحوهما وتشمل مشاريع حفر الآبار لتدبير المياه ومد شبكات المياه ورعاية الأيتام والمشاريع الموسمية المختلفة ومشاريع العون الغذائي وجميع المستلزمات التي تدعم المجتمعات المذكورة لتدبير أمورها اليومية بشكل طبيعي.
وأضاف أن البرنامج التعليمي هو مجموعة مشاريع تنفذها هيئة الأعمال الخيرية لتعزيز تقدم المجتمعات علميا وتتضمن هذه المشاريع تشييد المدارس المختلفة وتجهيز الفصول الدراسية بالمستلزمات العلمية ودعم تسديد الأجور الدراسية وتجهيز الحقائب المدرسية والقرطاسية وغيرها ويتم تنفيذ هذه المشاريع في أوساط طلبة العائلات المسجلة لدى الهيئة داخل وخارج الدولة .. إلى جانب البرنامج الصحي وهو مجموعة مشاريع تستهدف المجتمعات التي تفتقر إلى الخدمات الصحية لاسيما التي تعاني وجود الأمراض الشائعة والمعدية وتتضمن بناء وتجهيز العيادات الصحية بالمستلزمات المختلفة ورعاية الأمومة والطفولة والتطعيمات ودعم ثقافة المجتمعات المذكورة بالبرامج التوعوية التثقيفية التوعوية الصحية.
وأشار إلى أن الفئات المستفيدة تشمل المحتاجن من مختلف الفئات والأعمار والأجناس بلا تمييز بين جنس أو لون أو دين أو هوية .
وبالنسبة لأهم المشاريع الدولية .. قال العوضي إنها تترواح بين المشاريع العاجلة الطارئة ومشاريع التنمية المستدامة حسب إحتياجات وظروف كل منطقة فهناك دول مثل النيجر تحتاج إلى لقاحات وحليب وعناية صحية للأطفال والأمهات أكثر من أي معونة أخرى وهناك دول مثل البوسنة والهرسك وقرغيزيا تحتاج في فصل الشتاء مثلا إلى حطب ووقود تدفئة وما إلى ذلك في ضوء الإنخفاض الكبير في درجات الحرارة وهكذا فيما تتراوح أهم المشاريع التي تنفذ خارج الدولة بين توزيع الطرود الغذائية ومشاريع حملة رمضان ومشاريع التدفئة الشتوية وتسيير الحملات الطبية وبناء وتجهيز المراكز الصحية ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة وحفر الآبار وكسوة العيد وزكاة الفطر وغيرها.
وحول برامج كفالة الأطفال الأيتام والشروط والمعايير التي يستوجب توفرها بالطفل اليتيم كي يتمكن من الاستفادة من هذه الخدمات .. أفاد الأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية لهيئة الأعمال الخيرية في عجمان..أن الهيئة تكفل حاليا مايزيد على / 58 / ألفا و/ 500 / يتيم وتتطلب كفالة الأيتام بعض الشروط التي يجب أن تنطبق على اليتيم لكفالته من قبل الهيئة ومن أهمها أن يكون مكان إقامة اليتيم في منطقة يمكن للمكتب الميداني رعايته ومتابعة بشكل دائم وأن لا يتجاوز عمر اليتيم / 14 / سنة في بداية الكفالة وتوقف الكفالة عن اليتيم عند بلوغه / 18 / عاما لإمكانية الاعتماد على نفسه وإعطاء الفرصة ليتيم آخر لكفالته.
وبين أن برنامج كفالة ورعاية اليتيم يشمل " كفالة اليتيم " وهي مساعدة نقدية لليتيم تساعده على تجاوز نوائب الحياة وتوفر له جزءا من الحياة الكريمة .. و" صندوق اليتيم " و يتمثل في إيجاد دعم مادي قوي يؤمن إحتياجات اليتيم المختلفة سواء كانت صحية أو تعليمية أو اجتماعية أو إغاثية .. إضافة إلى تأمين الصرف على الأيتام المتوقفة كفالتهم بسبب انقطاع الكافل عن الدفع.
كما يشمل البرنامج " الرعاية الشاملة للأيتام " حيث لا يقتصر دور الهيئة على تقديم المساعدات النقدية والعينية للأيتام بل يتعدى ذلك رعايتهم وأمهاتهم في الجوانب كافة من ناحية " الرعاية الصحية " و" الرعاية الثقافية " و" الرعاية الاجتماعية " و" تنمية موارد أسر الأيتام " و" تنمية مواهب الأيتام ".
وعن البرامج التي تقدمها هيئة الأعمال الخيرية بعجمان للمرأة والمجتمع .. قال العوضي أن لدى الهيئة إدارة خاصة بالأنشطة النسائية تقوم بتنفيذ العديد من المشاريع التي تشمل شرائح متنوعة من الأرامل والمطلقات والمهجورات والأيتام وضعيفي الدخل والمعاقين والطلبة بالإضافة إلى المساهمة الفعالة في تمويل مشاريع خيرية عديدة في مكاتب الهيئة الخارجية كمشاريع الأسر المنتجة ورعاية الأيتام والإغاثة العاجلة للمنكوبين ورعاية المعاقين وغيرها وتتولى حاليا رعاية أكثر من / 450 / أسرة داخل الدولة من جميع النواحي الاجتماعية والصحية والتعليمية وتقديم الإعانات المختلفة لهم في المواسم والمناسبات المختلفة .
وتطرق إلى برنامج " فضل الزاد " مشيرا إلى أنه تجميع وتوزيع ما يفيض من مأكولات الأعراس والحفلات والمطاعم والفنادق لخدمة فئه الأسر والعائلات الفقيرة المسجلة بقسم المساعدات بالهيئة من خلال برنامج منظم و يهدف المشروع إلى سد حاجة الأسر الفقيرة والمتعففة وتطبيق سنة التكافل الاجتماعي داخل المجتمع وإبراز دور الهيئة محليا والاستفادة من فائض الطعام بشكل منظم لصالح الأسر المتعففة والمساهمة للتخفيف عن كاهل الأسر الفقيرة في المصروفات والمساهمة في توفير جزء العبء المادي عنهم والتوعية بعدم التبذير والإسراف فيما يمكن استبدالهما بأعمال الخير.
وأشار إلى أن الفئة المستهدفة تشمل أكثر من ألفين و/ 250 / أسرة فقيرة مسجلة في الهيئة .. إضافة إلى الأسر المتعففة عن طريق المعرفين ومندوبي الجاليات المتعاونة.
وبالنسبة لقراءته لواقع العمل الخيري والتطوعي في دولة الإمارات .. أكد أن الدولة في مقدمة الدول المساهمة في دعم المجال الخيري والإنساني المحلي والإقليمي والعالمي وقد فازت مؤخرا بمرتبة أكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية في العالم حسب تقرير منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية في إنجاز تاريخي لم تحققه أي دولة منذ / 50 / عاما .. وذلك لتجاوز مساعدات الإمارات النسبة المستهدفة من الأمم المتحدة / 0.7 / في المائة لعام 2013 ببلوغها / 1.34 / في المائة ولديها مؤسسات خيرية فاعلة كبيرة في المجال الإنساني ومشاريع كبيرة تمتد على مساحة واسعة حول العالم وقد استلهمت الإمارات هذا المجال من خلال طيبة أهلها ودور شيوخنا وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله الذي أرسى أسس وركائز العمل الخيري وتبعه على هذا الطريق الرائد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله - وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات.
وقال إن حب الإماراتيين لعمل الخير فتح أبوابا واسعة لتنفيذ مشاريع خيرية وابتكار مشاريع أخرى أسهمت بشكل كبير في التخفيف عن المحتاجين وتسهيل أمور حياتهم اليومية منوها بأن هناك توجيهات واضحة في عدم التوقف عن مساعدة أي محتاج بلا فرق بين لون أو جنس أو عرق أو دولة لأن الإمارات رفعت شعار الإنسان قبل كل شئ ورأى أن مستقبل العمل الخيري بخير وأنه سيستمر بفضل هذه الجهود إلى ماهو أفضل وأكبر في المستقبل .
أما أهم العقبات التي تواجه عمل الهيئة سواء على الصعيد المحلي أو العربي أو العالمي .. فقال عنها العوضي إن هناك عقبات عدة مثل كثرة الحوادث الطبيعية والبشرية وزيادة أعداد المحتاجين وصعوبة الوصول إلى الأماكن التي تحتاج المساعدات ويبدأ عمل الهيئة من خلال دراسة الأوضاع الخاصة بالمحتاجين من خلال جولات الفرق الميدانية ثم يتم تنفيذ المشاريع اللازمة بحسب الحاجة وعدد الأفراد وطبيعة المناطق وهذا في الحالات الإعتيادية أما في حالات الكوارث أو المجاعات او الحروب التي تدفع بازدياد إعداد اللاجئين فهنا بالإضافة إلى دورها الإغاثي يتم التعاون مع هيئات أخرى لغرض معرفة أفضل السبل اللازمة في إيصال المساعدات إلى المستحقين وهذه القضية لاتخضع إلى دراسة في العادة وإنما على تحرك عاجل وفوري ولاشك ان دولة الإمارات معروفة في هذا المجال من خلال جهودها الإغاثية الفورية في العراق وأفغانستان وباكستان والصومال وغيرها.
وحول جهود الهيئة مع تزايد عدد اللاجئين في الدول العربية ونوعية الخدمات التي تقدمها للاجئين العرب في هذا الجانب .. ذكر العوضي أن هناك مشاريع مختلفة لدعم اللاجئين السوريين حيث ينفذ مكتب هيئة الأعمال الخيرية مشاريع توزيع الطرود الغذائية والمساعدات المالية والمستلزمات الدراسية وتسديد إيجارات المنازل ومشاريع التدفئة الشتوية وغيرها من المشاريع في مناطق مختلفة في المملكة الأردنية الهاشمية مثل منطقة الضليل ومنطقة إربد أو منطقة المفرق ومنطقة رحاب والدجنية ومنطقة عجلون والعاصمة عمان والمزار الشمالي بعد أن تم إجراء آلية التنفيذ بمسح للمناطق التي يتواجد فيها أسر اللاجئين السوريين كما ينفذ مشروع الرغيف الخيري في لبنان وهو مشروع كبير وله صدى متميز.
وبالنسبة لأهم البصمات والإنجازات التي حققتها الهيئة .. قال إن لها العديد من البصمات في المجال الخيري والإنساني مثل: كفالة الأيتام ومشروع إفطارات المسجد الأقصى ومشروع دعم الأسر المنتجة من خلال تحويلها من النمط الإستهلاكي إلى النمط الإنتاجي إضافة إلى إيجاد أوقاف خاصة لموارد مشاريع الهيئة .
وأكد أن الهيئة تسعى لتطبيق خطة إستراتيجية تمتد إلى العام 2016 وتتضمن بشكل عام أربعة توجهات مهمة هي: التأكيد على توطيد علاقات الهيئة مع المتعاملين والشركاء والمجتمع محليا ودوليا وتعزيز دور الهيئة في التنمية المستدامة وتطوير المجتمعات ودعم التنمية الاجتماعية ورفع مستوى تنمية وتطوير وتحفيز مواردها البشرية لدعم البرامج والمشاريع التنموية مع تحديد المبادرات والمشاريع والبرامج الإستراتيجية اللازمة لتحقيق تلك الاهداف ضمن الخطط التنفيذية للهيئة وفروعها على مستوى العالم .
وعن تجربته في العمل الخيري .. قال عبدالله العوضي الأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية لهيئة الأعمال الخيرية بعجمان إن العمل الخيري مجال كبير مهما قدم فيه الإنسان يبقى طموحا للوصول إلى الغاية القصوى وسجل كلمة ثماء ودعاء لباني ومؤسس نهضة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي حبب في نفوسنا العمل الخيري وزرع أسسه وركائزه ثم إلى حكومتنا الرشيدة التي ذللت كل الصعاب التي تقف في تحقيق مهمات العمل الخيري ثم إلى الشباب الإماراتي الرائد الذي يحرص على دعم الخير وتنفيذ المشاريع الخيرية مهما بلغت الصعاب في تحقيقه .. مؤكدا الحرص عى بذل أصى الطاقات الممكنة بما يجعلنا عند حسن ظن الوطن وقادتنا وعند حسن ظن المحتاجين حول العالم.
يذكر أن هيئة الأعمال الخيرية تأسست خلال عام 1984 بمرسوم أميري من ديوان صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان لمد يد العون لكل إنسان يحتاج للمساعدة.
وام
أرسل تعليقك