اختتمت اليوم في عجمان فعاليات المؤتمر الأول لتنمية الطفولة المبكرة الذي نظمته وزراة التربية والتعليم بالتعاون بين المجلس الأعلى للأمومة والطفولة والمكتب العالمي للتعليم التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة " اليونسكو " ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة " اليونيسيف " بمشاركة 1100 من صناع القرار والقياديين التربويين والخبراء والمعلمين.
وأكد معالي بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم أن الوزارة تمضي بخطوات ثابتة نحو ترسيخ الجهود الرامية إلى بناء منظومة فاعلة ومكتملة الأركان والجوانب تعنى بالطفولة المبكرة .. لافتا إلى أن المؤتمر يأتي لتعزيز الجهود التي تصب في هذا الاتجاه حيث اجتمعت العقول والكفاءات ورواد المعرفة تحت سقف واحد .
وأشار معاليه في كلمة له خلال جلسات اليوم الثاني والختامي من المؤتمر الذي استمر يومين وحمل " عنوان " إعادة تصميم خدمات رعاية وتعليم الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة " إلى أن المؤتمر يشكل فرصة سانحة للقيادات التربوية والمعلمين لتعزيز مهاراتهم وخبراتهم في مجال الطفولة المبكرة عبر التعرف إلى أفضل الممارسات المتبعة والنتاجات العالمية من بحوث وغيرها في هذا المجال وقال : " إن مرحلة الطفولة تشكل أهمية خاصة ونعمل معا من هيئات ومؤسسات وأفراد في دولة الامارات بشكل متناسق ومنسجم لتحقيق أفضل الممارسات التي تعنى بهذه الفئة مشيرا إلى أن وزارة التربية لن تدخر وسعا في بناء هذا الجانب من خلال رفد مرحلة رياض الأطفال بأفضل الكفاءات والخبرات التعليمية وتوفير بيئة تعليمية محفزة ومناهج دراسية عالية الجودة بجانب الأدوات الكفيلة بتحقيق مخرجات مستدامة تواصل مراحل تطورها تعليميا وذهنيا وفكريا وقيميا بشكل سليم حفاظا على أجيال تسهم في بناء لبنات الوطن وترسم مستقبل نهضتها بخطى واثقة وطموحة " .
وأجمع الخبراء والباحثون الدوليون والتربويون المحليون المشاركون في مؤتمر تنمية الطفولة المبكرة الأول الذي أقيم في معهد تدريب المعلمين في عجمان على أن منظومة المكونات الأساسية والسياسات المحكمة الخاصة في تنمية الطفولة المبكرة تعد أمرا استراتيجيا من أجل تطوير قدرات الأطفال بدولة الإمارات وأن تحقيق بيئة تعلم سعيدة من العوامل الكفيلة بازدهار الطفولة.
حضر المؤتمر 1100 تربوي وبمشاركة 55 خبيرا وباحثا دوليا ومحليا ويعد المؤتمر الحلقة الأولى ضمن سلسلة من المؤتمرات التي ستنظمها وزارة التربية والتعليم .
وناقش المتحدثون الرئيسيون في اليوم الثاني والختامي للمؤتمر مجموعة من القضايا والمواضيع المهمة تتصل بصحة الأطفال وسعادتهم وتقييم جودة خدمات الرعاية والتعليم والأنظمة الخاصة بالطفولة المبكرة، إضافة إلى قياس وتقييم جودة العمليات المتبعة في هذا المجال.
وعلى هامش المؤتمر دشنت أمس معالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام ترافقها معالي حصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع بحضور نتالي فيكارين رئيسة مؤسسة "معا من أجل الطفولة المبكرة" المعرض المتنقل الذي انتجته وزارة التربية بالتعاون مع مؤسسة " معا من أجل الطفولة المبكرة " وهي مؤسسة مجتمعية غير ربحية في فرنسا.
ويهدف المعرض إلى رفع مستوى الوعي حول المحتوى التعليمي المتعلق بتنمية الطفولة وكيفية نمو دماغ الطفل وكيف يجب أن نتعامل مع هذه المعلومات كأبوين من خلال لوحات عرض ومقاطع فيديو توضيحية مسجلة في الدولة إذ أنه طبقا لأبحاث تنمية الطفولة المبكرة فإن المواد التعليمية للأهل تساعد أطفالهم في المراحل المبكرة من نموهم وتتضمن هذه المواد التوعوية معرفة مراحل النمو وكيفية تنمية المهارات بالإضافة إلى تعلم كيفية التعرف على اهتمامات الطفل ومجالات ذكائه.
واطلع معالي حسين الحمادي ترافقه معالي جميلة المهيري خلال حضورهما أعمال المؤتمر لليوم الثاني والختامي على ما يقدمه الحدث من تجارب تعليمية ثرية حيث جالا في "مختبر الأفكار" وتعرفا إلى الأفكار التي يعرضها مجموعة من الخبراء وتتناول الطرق المثالية لاستغلال المصادر التعليمية المتاحة واستخدام البيئية والتكنولوجيا التعليمية لتنمية قدرات ومهارات الأطفال في جميع المجالات.
كما زارا المعرض المتنقل وتعرفا إلى أهم أهدافه الخاصة برفع مستوى الوعي حول المحتوى التعليمي المرتبط بتنمية الطفولة وكيفية نمو دماغ الطفل وكيف يجب أن التعامل مع هذه المعلومات.
وشهد اليوم الختامي للمؤتمر 3 جلسات حوارية شارك فيها عدد من الخبراء والتربويين من بينهم البروفسورة سوزان جرافيس من دائرة التعليم بجامعة جوتنبرج في السويد والتي ناقشت المنظور الدولي لأنظمة مراكز رعاية وتعليم الطفولة المبكرة والدكتورة سامية قاضي الرئيسة التنفيذية لمركز الطفل العربي في الإمارات والسعودية التي عرضت دراسة إفرادية من دولة الإمارات العربية المتحدة حول مكونات الجودة التي تؤثر على صحة الطفل ونموه وتطوره وكذلك هيلين مافيني وهي معلمة مدربة ومستشارة ومديرة في مؤسسة "مايند بي" العالمية والتي استعرضت أهمية "سعادة المعلمين وسعادة الأطفال" في نجاح برامج تنمية الطفولة المبكرة.
وقالت الدكتورة إلين فريدي كبير مستشاري بناء الأنظمة الفعالة للتعلم المبكر في جامعة برنستون بالولايات المتحدة الأمريكية: "إن البيئة المساعدة والسياسات المحكمة وممارسات البرنامج الفعالة تعد عناصر مشتركة في البرامج الناجحة لتنمية الطفولة المبكرة حيث أن هذه العناصر الأساسية لأنظمة تنمية الطفولة المبكرة التي من شأنها تحقيق فوائد دائمة للأطفال تستمر معهم طوال حياتهم " .
أما الدكتورة أنجيليكا بونجوتا الباحثة المشاركة في مركز دراسات الطفل في كولومبيا فقد ناقشت في كلمتها أهمية تقييم جودة خدمات الرعاية والتعليم للطفولة المبكرة كما أطلعت الحضور على آخر التطورات والآثار المترتبة على السياسة العالمية.
كما تحدثت خلال المؤتمر لورا هنري الكاتبة والمتحدثة والمؤلفة العالمية عن سنوات الطفولة المبكرة في المملكة المتحدة حيث عرضت على الحضور نصائح وأفكارا حول ماهية التنمية المهنية والشخصية في مجال تنمية الطفولة المبكرة من الناحية العملية وكيف يمكن تمكين المعلمين للقيام بإجراء تقييم ذاتي لأنفسهم وليكونوا متفاعلين داخل صفوفهم من أجل دعم الأطفال في مسيرة التعلم والتطور.
وبدوره تحدث البروفسور بيتر تيمز مدير "مشروع اختبارات قياسية للتعليم في الطفولة المبكرة" في جامعة دور مهم بالمملكة المتحدة حول ما يمكن تقييمه فيما يتعلق بقياس محصلات برامج تنمية الطفولة المبكرة، كما تطرق في كلمته إلى أهم المواضيع المتعلقة بالمساءلة وضغط العمل.
كما تحدثت جان دوبيل مديرة التنمية الدولية في مركز الامتياز المبكر بالمملكة المتحدة وقالت خلال كلمتها: "إن فهم الأطفال وكيفية دعم التعلم والتطور بالشكل الأمثل يعد العنصر الأكثر أهمية فيما يمكن تقديمه للأطفال خلال مراحل الطفولة المبكرة، ولا شك أنه من المهم التركيز على مبادئ وممارسة التقييم الفعال والهادف وكيف أن معارفنا ومهاراتنا المهنية كتربويين للأطفال في المراحل المبكرة تتيح لنا تحسين ومضاعفة تأثير ما نقوم به."
أرسل تعليقك