عمان - بترا
ناقشت ندوة بعنوان "حقيقة الشاعر"، ذهاب نقاد او مناهج نقدية الى المطابقة والمقايسة بين حياة الشاعر وقصيدته.
وقال الناقد والشاعر الدكتور ناصر شبانة في الندوة النقدية التي نظمتها لجنة النقد الادبي في رابطة الكتاب الاردنيين، ان شبح الشاعر لا يظهر الا حين يتنزل ليل القصيدة ويلوح بدر الالهام، مؤكدا انه لا شاعر خارج القصيدة ولا قصيدة خارج دائرة الالهام.
واشار في الندوة التي ادارها مقرر اللجنة الناقد الدكتور عبدالفتاح النجار، الى انه "نقول ذهب الشاعر وجاء الشاعر الا مجازا، فهو ليس شاعرا في ذهابه وليس شاعرا في مجيئه وليس شاعرا في عمله ولا في نومه، انه شاعر فقط حين يمارس فعل الكتابة حيث يغدو في تلك اللحظة كائنا اسطوريا".
ولفت الى انه من الوهم النقدي المتوارث ما نجده من اراء نقدية تنحو تجاه المطابقة والمقايسة بين الشاعر كشخص بمختلف تفاصيل حياته وقصيدته، واصفا ذلك بانه محاولة واهمة بان في قصيدة الشاعر معلوماته الشخصية وسماته الجسدية وتفاصيل اخلاقه وشيمه.
وبين ان الشاعر في قصيدته سوى الشاعر خارج القصيدة، واصفا الشاعر بانه ممثل كبير يؤدي دورا ما في القصيدة، مختلفا تماما عن دوره الذي يؤديه في الواقع.
وقال "قد يؤدي دور العاشق دون ان يقارف العشق وقد يؤدي دور الفارس دون ان يجرب الفروسية"، لافتا الى انه ما يعني القارئ من هذا كله هو ان يؤدي الشاعر دوره بإتقان وببراعة الممثل على خشبة المسرح، حتى لو ادى دورا شريرا.
واوضح ان المقايسة الحقيقية بين الشاعر في قصيدته والشاعر في حياته سوف تصدمنا بحقائق تشي بحالات من الفصام بينهما، ولذلك من الافضل للناقد ان لا يلهث خلف هذه المقارنات التي لن توصل الى شيء، بل قد توقع في مفارقات غير محمودة، وتكيل للشاعر تهما ليست حقيقية.
وقال ان القصيدة لا يمكن ان تكون وثيقة تاريخية او نصا تسجيليا حتى لو احتوت بعض الحقائق، كما انها ينبغي الا تكون لائحة اتهام بحق شاعرها، لافتا الى ان كل الحواشي والتعليقات على النص الشعري من نبذة عن حياة الشاعر او سيرته الذاتية او مناسبات القصائد لن تسهم سوى في تزييف وعي القارئ بالنص الجديد وقد تأخذه بعيدا عن حقائق النص المرتبط بلحظة الالهام التي لا تمثل من الشاعر سوى لحظته تلك.
وفي ختام الندوة التي حضرها عدد من النقاد والشعراء والمثقفين دار حوار حول تلك الرؤية لمقايسة القصيدة انطلاقا من فنياتها دون اسقاط على شخصية الشاعر وحياته الشخصية.
أرسل تعليقك