استضاف مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام مساء أمس بمقره في أبوظبي الكاتبة والصحافية الدكتورة مانيا سويد في محاضرة بعنوان " مصيدة العنوان الصحفي .. استغلال ازدواجية المعنى " وذلك في إطار الموسم الثقافي الحالي للمركز .
حضر المحاضرة..منصور سعيد المنصوري مدير إدارة الثقافة بالمركز وعدد من المهتمين وأساتذة وطلاب الإعلام بجامعات الدولة.
وثمنت الدكتورة مانيا سويد الدور الرائد لمركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام في نشر الثقافة وتوعية المجتمع . واستهلت محاضرتها بتعريف العنوان الصحفي وقالت أنه "عبارة لغوية مكتوبة تتكون من كلمة أو كلمات تفضي إلى معنى بعيد عن الإسهاب تلخص الموضوع المراد قراءته وتمنعه من الاختلاط بغيره من الموضوعات وتحدد نوعه /سياسي أو اقتصادي أو رياضي / وتترك انطباعا مبدئيا لدى المتلقي عن فحوى هذا الموضوع.
وأوضحت أنه بهذا التعريف لا يتم تقيد صانع العنوان بقالب محدد بل له مطلق الحرية أن يختار القالب الذي يفرغ فيه صياغته ليعبر عن الموضوع بصورة لا تقبل الشك في أنه عنوان له كما يجوز له استخدام اللهجة الدارجة العامية في حدود ضيقة إذا رأى ذلك .
ثم انتقلت المحاضرة إلى الإجابة على سؤال "كيف تكون الازدواجية في العنوان الصحفي؟ " .. وقالت أن الازدواجية في صياغة العنوان الصحفي تعتمد في وجودها على الكلمة ومعانيها .. موضحة أهمية تمتع الصحفي صانع العنوان الصحفي بقدرات على توظيف مفردات اللغة في إقناع القارئ أو المتلقي بما يريد أن يقنعه به .
وفي هذا الصدد اشارت الدكتورة مانيا سويد الى ان الكلمة هي أصل العنوان وبالتالي هي أصل الازدواج .. مشيرة الى ان التورية هي مفتاح البحث في الازدواجية ويقصد بها أن تستعمل كلاما يحتمل معنيين يفهم منه السامع أو القارئ معنى بينما تريد معنى آخر بقصد الإيهام .
وذكرت الدكتورة مانيا سويد ان الازدواجية تاتي عند صياغة العنوان الصحفي لتعبر أحيانا عن صورة سلبية في ممارسة المهنة التي يفترض فيمن يمارسها احترام مواثيق وآداب مهنته وأخلاقياتها مع تفاوت في تلك السلبية بدءا من مجرد العبث وصولا إلى حد التجريم.
وأشارت إلى أنه مع ذلك تظل صورة المداعبة وروح الفكاهة واحدة من الصور التي لا تصنف على أنها سلبية وتظهر من حين إلى آخر في عناوين الصحف بحيث تستغل المعاني المتعددة للكلمة في إضفاء طابع فكاهي على الموضوع الذي يتم نشره أو بثه.
وحذرت انه إذا جاء العنوان الصحفي مزدوجا لغرض غير مشروع أو ينافي القيم الأخلاقية فانه يصبح كالعاصفة.
وشددت على أن الصحفيين أمناء على العقول وخيانة الأمانة لون من ألوان النفاق ومن يعمد إلى تضليل الناس وتشتيت فكرهم خان الأمانة وعد من المنافقين .. وقالت " لا نتصور أن يقبل أي من أهل هذه المهنة العظيمة ..
مهنة الصحافة أن يوصف بالنفاق " .
وأضافت أن الصحفي الأمين يروج لفكره بصورة واضحة وصريحة وعليه أن يتحمل التبعات أيا كانت ما دام يدعو إلى فكر يؤمن به عن قناعة وارتياح.
ودعت المحاضرة جمعيات وروابط الصحفيين على اختلاف أشكالها لكي تنتقل بشأن مواثيق الشرف وأخلاقيات المهنة من مرحلة الالتزام الأدبي إلى مرحلة الالتزام الأخلاقي.
وفي ختام المحاضرة التي ادارها السيد عبد الرحيم ايت علا رئيس شعبة الترجمة بالمركز جرى حوار بين الدكتورة مانيا سويد والجمهور تركز على أهمية العنوان ومهارته وأمانة الصحفي .
عقب ذلك كرم السيد منصور سعيد المنصوري المحاضرة وقدم لها درعا تذكارية .
أرسل تعليقك