أمضى 4 كتاب يابانيين ما يقارب ثلاثة أسابيع في زيارات داخل دولة الإمارات العربية المتحدة جابوا خلالها أبرز المعالم المتنوعة التي تعكس طبيعة الحياة والقيم الاجتماعية والمظاهر الثقافية وملامح التراث وذلك استعدادا لتأليف 4 كتب باللغة اليابانية سيتم ترجمتها الى لغات مختلفة منها العربية والإنجليزية لتصف تجربتهم الحياتية واحتكاكهم المباشر بالواقع الإماراتي.
جاء ذلك ضمن المرحلة الأولى لبرنامج تبادل الكتاب مع اليابان والذي أطلقته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بالتعاون مع مؤسسة الثقافة والفنون اليابانية.
وتستمر فترة معايشة الكتاب اليابانين الأربعة داخل دولة الإمارات لمدة شهر كامل ينفذون خلاله برنامج زيارات متنوعا بمرافقة أربعة كتاب إماراتيين.. ثم تبدأ المرحلة الثانية بانتقال الفريق الإماراتي إلى اليابان لقضاء فترة معايشة مماثلة لتثمر التجربة في النهاية عن تعاون اثنين من كل فريق في تأليف كتاب يجمل واقع هذه التجربة بشكل فني وأدبي على أن يتم بعد ذلك طباعة وإصدار أربعة كتب وطرحها أمام جمهور المثقفين كمرجع فني يحمل نتاج تجربة حياتية واقعية تعكس قيمة تبادل الثقافات في نشر ونقل المعرفة.
كانت " مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم " قد أعلنت عن فئة "تبادل الكتاب" في أكتوبر الماضي كإحدى فئات برنامج دبي الدولي للكتابة والهادف إلى دعم وتمكين المواهب الشابة من المؤلفين وأصحاب موهبة الكتابة والوصول بهم إلى مصاف العالمية.
وقام فريق الكتاب الياباني بزيارة بعض أشهر معالم دبي الحديثة مثل برج خليفة ونخلة جميرا وتعرفوا على تاريخ وحضارة الدولة عبر زيارة عدة مناطق تاريخية مثل قرية حتا الثقافية ومنطقة ليوا ومنطقة الفهيدي التاريخية " قلعة الفهيدي متحف دبي" وجمعية الثقافة والعلوم ومركز سلطان بن علي العويس الثقافي إضافة إلى زيارة خاصة إلى مقر صحيفة البيان ومسجد الفاروق عمر بن الخطاب واتحاد كتاب الإمارات في الشارقة.
ووصف الكاتب الياباني كيكا هوتا الفترة التي قضاها في الإمارات بأنها مذهلة وقال : "لا أستطيع أن أخفى إعجابي الشديد بالمزيج الرائع الذي تحظى به دبي ودولة الإمارات الذي يجمع بين الحداثة والتراث " .. موضحا أن التناغم والتلاحم بين العادات والتقاليد مع مواكبة متطلبات العصر الحديث والتعايش السلمى بين مختلف الجنسيات والحضارات المتواجدة على أرض دولة الإمارات أمر مثير للإعجاب والتقدير.
و قالت الكاتبة اليابانية نومي فوزوكي إن أكثر ما لفت إنتباهي خلال إقامتي في الإمارات إقبال عامة الناس وحبهم للكلام المنمق الموزون الذي يعكس مدى توغل فن الشعر في ثقافة الكثيرين واعتيادهم عليه كجزء من حياتهم اليومية.
من جانبه قال الكاتب كينكيشي تسوروكوا إنه وبدون مجاملة لقد أحببت هذه البلد بشدة.. لقد أذهلني احترام كل فرد لخصوصية الآخرين وعدم التدخل في أمورهم.. لقد أمضيت فترة إقامتي في الإمارات محاولا رصد الفروق بين طبيعة حياة الناس هنا وما يقابلها في بلدي اليابان أعتقد أن هذه التجربة الثرية قد تكون شديدة الإلهام وستثمر عن عمل أدبي أتمنى أن يحظى بالقبول والإعجاب.
وعبرت الكاتبة اليابانية موكاكو ناكاجيما عن أملها في زيارة الإمارات مرة أخرى وأكدت أن التجربة التي تقضيها حاليا أثارت اهتمامها بالمنطقة العربية ككل.. وقالت: "لم أكن أتوقع أنني سأمر بتجربة في حياتي تغير مفاهيمي ونظرتي للأمور بهذا الحد.. إن رؤيتي المسبقة للمنطقة تتغير كل يوم ولا أبالغ إذا قلت كل ساعة أشعر بالمسئولية والواجب حين أعود لليابان في أن أنقل ما رأيت وعايشت وأن أخبر الجميع بأن هذا المكان من العالم برقيه وحضارته وإنسانيته واحترامه لحرية الاختلاف جدير بالتقدير والإعجاب".
وتتمحور فكرة "تبادل الكتاب" الذي يبدأ مع دولة اليابان حول عقد اتفاقيات شراكة وتفاهم بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم وبين مؤسسات ودور وهيئات عالمية في دول مختلفة ليقوم الطرفان بترشيح فريق ممن يمتلكون موهبة الكتابة ليتم بعد ذلك تبادل إقامة كل فريق في بلد الفريق الآخر لمدة زمنية محددة للمعايشة واختبار أسلوب حياة مختلف وإسقاطه على الواقع الذي نشأ فيه.. الأمر الذي من شأنه أن يطلق العنان لطاقات الإبداع ويساهم في اتساع المدارك عبر التعرف إلى الثقافات والحضارات المتنوعة ومن ثم ترجمتها إلى أعمال أدبية تعكس واقع تلك التجارب.
وتأتي فئة تبادل الكتاب ضمن برنامج دبي الدولي للكتابة الذي انطلق تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس المؤسسة في مطلع شهر أكتوبر من عام 2013 كإحدى المبادرات الإبداعية الخلاقة الهادفة لرفع المستوى الفكري وإثراء الحراك المعرفي محليا وإقليميا ودوليا من خلال دعم وتمكين المواهب الشابة في جميع أنحاء العالم من المؤلفين وممن يمتلكون موهبة الكتابة في شتى مجالات المعرفة من العلوم والبحوث إلى الأدب والرواية والشعر.
أرسل تعليقك