القاهرة ـ أـ ش ـ أ
حسام ابراهيم: فيما تتأجج "ثقافة المؤامرة" الآن على مستوى العالم بتسريبات عميل سابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي فان اسئلة جديدة راحت تتواتر حول ثورة 25 يناير بقصد النيل منها وتحويلها من ثورة شعبية الى مؤامرة نسجت خيوطها اجهزة مخابرات اجنبية!.
فهناك اصوات تخرج الآن لتصف ماحدث في يناير 2011 "بالعدوان" وهناك من يقول انها "مؤامرة" وثمة من يستدعي اسماء مثيرة للشكوك مثل الملياردير والمضارب العالمي الشهير جورج سوروس كطرف فيما جرى فيما يتحدث البعض الآخر عن اسماء اقترنت بالموقع الانترنتي الأشهر "جوجل" ويوميء لأدوار مشبوهة .
فهل كان ماحدث في 25 يناير 2011 ثورة شعبية ام مؤامرة استخبارية اجنبية ؟..وهل سقط شهداء ابرار في من اجل مصر ام من اجل "جورج سوروس"؟!..وكيف بدأت لعبة الكلمات والدلالات تتوالى فاذا بالثورة الشعبية تتحول كما يروج لها البعض الى "اضطرابات يناير" او في افضل الأحوال "احداث"؟!.
هل هي مؤامرة ام ان الأمر ابعد مايكون عن المؤامرة و كما يقول مبدع كبير لايخشى في الحق لومة لائم وهو الروائي صنع الله ابراهيم:"لايمكن لأي جهاز مخابرات في العالم ان يدفع ملايين البشر للشوارع ويصنع ثورة".
ولاجدال ان مثل هذه الاسئلة قد تحفزها ثقافة المؤامرة التي اكتسبت المزيد من الزخم منذ تسريبات ادوارد سنودن الخبير السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي والتي نشرها الصحفي جلين جرينوالد في صحيفة الجارديان البريطانية.
فقد بدا العالم وكأنه استيقظ على "حقيقة مذهلة" لم يكن يعرفها والغريب في هذه الحالة العالمية بالفعل ان الحقيقة معروفة منذ زمن بعيد ومن ثم فوجه الغرابة يتمثل في تلك الحالة من الدهشة الكاذبة!.
ولعل رجل الشارع في اي مكان بهذا العالم الذي يهوى التكاذب سمع وقرأ منذ سنوات عن عمليات التنصت التي اتسع نطاقها العالمي منذ احداث 11 سبتمبر 2001 واتخذت هذه العمليات الاستخبارية المزيد من الأبعاد مع التطورات السريعة في شبكة الانترنت وثقافة العصر الرقمي.
فهل الجديد او المدهش في اسماء طالتها عمليات التنصت الاستخبارية الأمريكية مثل المستشارة الألمانية انجيلا ميركل وغيرها من القادة الأوروبيين؟!..لكن المتصور والطبيعي في هذا العالم الاستخباري ان هذه الدول الأوروبية بدورها تمارس التنصت والتجسس بكل الوانه على الحليف الأمريكي وهي امور اقرب للبدهيات والمسلمات في هذا المجال.
ولاتبدو هذه الحالة من التكاذب المتبادل بين الحلفاء في الغرب وحتى بين هؤلاء الحلفاء وخصومهم على خلفية تسريبات سنودن بأغرب من تلك الحالة التي يحاول البعض اصطناعها حول ثورة يناير من الايحاء والتصريح ثم الالحاح على انها كانت مؤامرة دبرتها اجهزة مخابرات اجنبية!.
فهناك "حالة موضوعية" افضت لماحدث في يناير وماحدث قد تتنوع توصيفاته الثقافية من جانب من تصدوا لهذا الموضوع بجدية ونزاهة مابين الثورة والانتفاضة والهبة والاحتجاجات الشعبية غير انه سيكون من قبيل تزوير التاريخ والعدوان الفج على الحقيقة اعتبار ماجري مؤامرة لأجهزة مخابرات اجنبية.
أرسل تعليقك