دبي - صوت الامارات
أبرز مراحل تطور المسرح الإماراتي وذكرياته وأهم رجالاته المؤسسين، محاور نقاشية ثرية شكلت موضوع المحاضرة التي نظمها، أول من أمس، «مركز جمال بن حويرب للدراسات» في منطقة الجميرا في دبي، وتحدث فيها الكاتب والمخرج المسرحي عبدالإله عبدالقادر المدير التنفيذي لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، وذلك بحضور جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وسعيد محمد النابودة المدير العام بالإنابة في هيئة دبي للثقافة والفنون، والقنصل الجزائري محمد الدراجي، والمهندس رشاد بوخش، رئيس جمعية التراث العمراني في الإمارات.
إضافة إلى مجموعة من المثقفين والمهتمين، وأدار المحاضرة الشاعر حسين درويش. وأكد عبد القادر في حديثه أن الأندية الرياضية والثقافية بالدولة، برزت منها ومن فعالياتها قامات مهمة في الثقافة والفكر والمسرح.
منارة
استعرض عبدالقادر في البداية حال المسرح العربي بين الماضي والحاضر، والمرحلة الذهبية له في منتصف الأول من القرن الماضي حيث كانت العواصم العربية دمشق والقاهرة وبغداد وتونس ولاحقاً الكويت، منارة لهذا الفن الذي أسس له مبدعون على مستوى النص والتمثيل والإخراج والترجمة والمطبوعات.
وانتقل عبد القادر بعدها، إلى التطرق لتداعيات المرحلة اللاحقة وحال المسرح في الحاضر في عالمنا العربي، قائلاً: «أسوة ببقية الفنون يرتبط ازدهار المسرح بالاستقرار الاقتصادي والسياسي، وعليه كان من الطبيعي انحسار دوره الفاعل ونشاطه الإبداعي في العقود الأخيرة»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أهمية دور الإمارات في دعم واإنعاش المسرح العربي.
سفينة الذاكرة
وإثر ذلك، أبحر عبدالقادر بالحضور في سفينة الذاكرة إلى بدايات المسرح الإماراتي والتجارب الأولى التي ربطها كموثق لتاريخ المسرح المحلي منذ نشأته وإلى اليوم بالمدارس القائمة قبل قيام الاتحاد، كمدرسة «الأحمدية» في دبي و«القاسمية» في الشارقة وسواهما في رأس الخيمة، وصولاً إلى دور علي بن محمد أبو رحيمة الذي يعد من المؤسسين الأوائل والرواد، والذي كتب أول مسرحية وهي «الحطاب وبنت السلطان» في بداية الخمسينيات من القرن ال20، والتي أخرجها فايز أبو النعاج، وصولاً إلى مسرحية «نهاية صهيون» التي كتبها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حين كان طالباً، في عام 1958.
مرحلة النوادي
وشرح المحاضر عقبها طبيعة المرحلة التالية التي ارتبطت بتأسيس النوادي الرياضية في الدولة، التي كان لنشاطها الثقافي جمهوره الواسع، كالنادي الأهلي ونادي النصر والشعب.. وقال عبدالقادر في الخصوص: «برز من هذه النوادي رواد الثقافة والإعلام والمسرح، مثل : عبدالله وتريم عمران وجمعة غريب وغانم غباش وبطي بن بشر ومحمود حبيب وعيد فرج وسلطان الشاعر والجيل الذي تلاه كناجي الحاي وجمال مطر وعمر غباش.. وغيرهم الكثير».
وتحدث عن النقلات التالية : ارتبطت بعدد من رواد المسرح العربي، كواثق السامرائي من العراق في الستينيات من القرن ال20، وزكي طليمات من مصر الذي وضع خطة منهجية للمسرح المدرسي عام 1972، وصقر الرشود من الكويت وإبراهيم جلال.. ولاحقا الدكتور جواد الأسدي من العراق، فهؤلاء لعبوا أدواراً مهمة في الارتقاء بالحركة المسرحية.
ولتأخذ الأنشطة المسرحية دورها من «أيام الشارقة المسرحية» إلى بقية المهرجانات المعنية بالمدارس واليافعين والشباب، وصولاً إلى مبادرة تأسيس «الهيئة العربية للمسرح» التي تساهم في لم شمل شتات المسرح العربي والحفاظ على مسيرته.
ومن جهته، قال جمال بن حويرب في مداخلته: «شهد المسرح الإماراتي في بداياته اهتماماً من الفقهاء، وكانت نصوص الأعمال قومية، سواءً في مدرسة الأحمدية بديرة، أو الفلاح في بر دبي، وذلك في الثلاثينيات من القرن الماضي».
حفل توقيع
وقد نظمت على هامش المحاضرة، فعالية حفل خاص بتوقيع الشاعر والمترجم الدكتور شهاب غانم، كتابه الجديد
«مختارات من شعر د محمد عبده غانم» الصادر عن مركز جمال بن حويرب للدراسات.
أرسل تعليقك