انطلاق فعاليات قمة النفع الاجتماعي للشباب 2014 برعاية بن زايد

تحت رعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب انطلقت في أبوظبي صباح اليوم فعاليات " القمة السنوية الثانية لأعمال النفع الاجتماعي للشباب 2014 " والتي تنظمها مؤسسة الإمارات في فندق الريتز- كارلتون بأبوظبي.السيدة كلير وودكرافت الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب,

وتهدف القمة التي تعقد تحت شعار "أعمال النفع الاجتماعي 2020: تحسين التأثير والفاعلية وفرص التعاون" إلى توفير منصة استراتيجية تجمع كبرى المؤسسات الرائدة في هذا المجال والخبراء والمختصين على المستوى الاقليمي والعالمي لمناقشة سبل الارتقاء بقطاع النفع العام وأفضل الممارسات العالمية المتعلقة بإقامة مشاريع الاستثمار الاجتماعي.

وإفتتحت القمة أعمالها بكلمة ترحيبية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بالمشاركين في القمة من الشباب والمؤسسات الحكومية والشركات الخاصة والمختصين في قطاع النفع الاجتماعي من المنطقة والعالم.

وقال سموه في كلمته التي ألقاها عبر الفيديو لجمهور المشاركين ان مؤسسة الإمارات تنظم للعام الثاني على التوالي القمة السنوية للنفع الاجتماعي التي أصبحت منبرا استراتيجيا مهما وفرصة مثالية تتيح للخبراء والعاملين في هذا القطاع من جميع أنحاء العالم للتواصل للبحث بشكل أكثر تعمقا في كيفية الارتقاء في أعمال النفع الاجتماعي لتعزيز وتمكين الشباب وتحسين العائد الاجتماعي الإيجابي على المجتمعات بطريقة مستدامة .

وأضاف سموه أن هذه القمة تهدف إلى مناقشة الاتجاهات الحديثة للنفع الاجتماعي والتي تقوم على نموذج الاستثمار المجتمعي في تنمية الشباب وتركز القمة في دورتها الثانية على الطرق التي من شأنها تعظيم الأثر الاجتماعي الإيجابي لأعمال النفع الاجتماعي ودوره في تحقيق عوائد إيجابية مستدامة في حياة الشباب.

وأكد سموه حرص المؤسسة على تنمية قدرات الشباب وقال " هؤلاء الشباب كانوا وما زالوا موضع اهتمامنا وتركيزنا في مؤسسة الإمارات حيث قمنا بإطلاق جائزة الإمارات لشباب الخليج العربي والتي كنت قد أعلنت عنها في نوفمبر 2013 خلال حفل مؤسسة الإمارات لتكريم الشباب والمؤسسات المانحة ".

و أوضح أن هذه الجائزة تهدف إلى دعم وتحفيز قدرات ومهارات الريادة الاجتماعية لدى شبابنا في المنطقة معربا عن أمله في أن تسهم هذه الجائزة في بناء مشاريع اجتماعية طويلة الامد وقادرة على إحداث تأثير اجتماعي حقيقي ومستدام في حياة الشباب في منطقة الخليج العربي.

وتتضمن القمة مسارات عمل ثلاثة تعقد بالتوازي تحت عناوين التمكين والابتكار والتطوع وذلك بما ينسجم مع مجالات اهتمام المؤسسة الرئيسية كما تتضمن القمة 21 جلسة حوارية ونقاشية تفاعلية تعقد بمشاركة ما يزيد عن 60 خبيرا ومتحدثا من كافة دول العالم يمثلون 50 مؤسسة وهيئة محلية وإقليمية ودولية وتدار هذه الجلسات من قبل خبراء في مجالات مختلفة ذات صلة بأعمال النفع الاجتماعي.

وتتناول الجلسات قضايا تتعلق بسبل دمج الشباب بالفرص المتاحة في القطاع الخاص وأهمية الإرشاد والتوجيه في اختيار وظيفة المستقبل ودور الابداع والابتكار في تنفيذ المشاريع الاجتماعية فضلا عن أهمية برامج التدريب العملي وأهميتها كخطوة رئيسية نحو فهم بيئة العمل ومتطلبات السوق.

من جانبه قال الشيخ سلطان بن طحنون رئيس دائرة النقل رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة العضو المنتدب لمجلس إدارة مؤسسة الإمارات ان انعقاد هذه القمة السنوية في دورتها الحالية يأتى في ظل النجاحات والإنجازات غير المسبوقة التي تحققها الدولة في كافة مجالات العمل الاقتصادي والتنموي والاجتماعي والثقافي وهي انجازات بلا شك تضع الدولة بمؤسساتها المختلفة في مركز الصدارة الإقليمية وتؤسس لنهضة تنموية شاملة في كافة المجالات.

وأشار معاليه في كلمته خلال افتتاحه فعاليات القمة إلى السجل المشرف لدولة الإمارات في مجال المساعدات والعمل الإغاثي لافتا إلى أنه سجل يستلهم إرث العطاء الذي أسسه وأرسى دعائمه مؤسس الدولة وباني نهضتها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ويتجلى في أبهى صوره من خلال المكانة المرموقة التي وصلت إليها الدولة حاليا باعتبارها واحدة من أكثر ستة دول في العالم في تقديم المساعدات والمعونات الإنسانية والإغاثية لكل من يحتاجها حول العالم.

وأضاف معالي الشيخ سلطان بن طحنون " لعل أبرز ما يميز هذه القمة هو تركيزها بشكل كبير على الشباب وقد جاء ذلك منسجما مع رؤية المؤسسة القائمة على الاستثمار في طاقات الشباب وتمكينهم من المساهمة في بناء مستقبل الدولة حيث تطمح المؤسسة لترسيخ مكانتها كمنارة ومركز رئيسي لتبادل الخبرات والتجارب والدروس المستفادة حول سبل تعزيز ثقافة العطاء وتنمية الشباب وتنفيذ المشاريع الاجتماعية القائمة على الشراكة والتعاون والابتكار والإبداع وذلك انطلاقا من إيماننا بأن فهم احتياجات الشباب هو الطريق الأفضل لتحقيق طموحاتهم.

وأضاف أن هذه النقاشات تأتي بهدف تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم على إقامة مشاريع اجتماعية ناجحة ومؤثرة ليس فقط في دولة الإمارات العربية المتحدة وإنما في دول الخليج العربي وذلك تنفيذا لمبادرة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات الذي وجه بإطلاق جائزة الإمارات لشباب الخليج العربي حيث تقوم المؤسسة بتنظيم حفل يقام في الثامن عشر من نوفمبر الجاري لتكريم الشباب الفائزين بالجائزة.

وتناقش القمة ضمن جلساتها المتعددة مجموعة من القضايا والموضوعات ذات الصلة بواقع ومستقبل أعمال النفع الاجتماعي ومن أبرزها تغيير الاعتقاد السائد حول " تكلفة العمليات الإدارية" وأهمية الاستثمار في بناء قدرات مؤسسات النفع الاجتماعي والتعرف على مقدار الاستثمار الذي يتم توظيفه في هذا المجال.

كما تناقش القمة موضوع القيادة في المؤسسات الاجتماعيه وهل تحظى بالاهتمام الكافي أم لا حيث تهدف القمة إلى توضيح التمايز بين الرؤساء التنفيذيين الذين يقودون المؤسسات الاجتماعية ونظرائهم الذين يقودون المشاريع التجارية وما الذي يجب أن يقوموا به لكي يصبحوا أكثر جاذبية في مجالات إدارة الاعمال.

وتستعرض القمة دور الشراكات في تحقيق تأثير اجتماعي أكبر حيث تتشارك العديد من المؤسسات التجارية مع مؤسسات النفع الاجتماعي لتحقيق المسؤولية الاجتماعية المدرجة على أجنداتها وغالبا ما تركز هذه الشراكات على إبراز عملها إعلاميا بدلا من التركيز على الأثر الاجتماعي الذي تحققه.

وتتطرق إلى مسألة تمكين الشباب من خلال أعمال النفع الاجتماعي الإبداعية حيث تلعب مؤسسات النفع الاجتماعي دورا هاما لتمكين الشباب وتعتمد على تبني مناهج مبتكرة وإبداعية تقوم على تطوير مهاراتهم وتقديم الدعم المادي لهم بالإضافة إلى إيجاد بيئة مواتية من شأنها أن تمكنهم في هذه المرحلة من حياتهم.

وتبحث القمة التدريب العملي ودوره في اكتشاف بيئة العمل وتقدم للمشاركين فرصة تفاعلية لتبادل الأفكار المتعلقة ببرامج التدريب العملي واستخدامها كأداة لمواجهة تحديات التوظيف إلى جانب موضوع الاحتراف في التطوع لتحسين الحياة الاجتماعية عبر تركيز إحدى جلسات القمة على كيفية تمكين المتطوعين وتطوير مهاراتهم للوصول بهم إلى مرحلة الاحتراف.. الى جانب موضوع الفشل في المشاريع الاجتماعية: وهل يتم الحديث عنه بما فيه الكفاية حيث تهدف القمة إلى مناقشة احتمالات فشل المشاريع الاجتماعية ومناقشه الدروس المستفادة من خلالها.

وتستعرض القمة مناهج الاستجابة في حالات الطوارئ وتهدف إحدى الجلسات المسائية إلى بدء حوار إقليمي حولى المناهج الأكثر فعالية لزيادة الاستعداد والجاهزية للطوارئ وتوفير إطار استراتيجي حول كيفية دمجها في الممارسات اليومية.. وموضوع التمويل الجماعي .

 ومن جانبها قالت السيدة كلير وودكرافت الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب ان الخبراء المشاركين في القمة من مؤسسات حكومية وشركات خاصة ومختصين في قطاع النفع الاجتماعي من المنطقة والعالم سيبحثون في كيفية زيادة الأثر الاجتماعي والاقتصادي للأعمال المجتمعية.

وأضافت الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات " أن ما يميز هذه القمة تركيزها بالدرجة الاساسية على عنصر الشباب والذي يهدف إلى تشجيعهم على استثمار طاقاتهم من خلال مشاريع ومبادرات اجتماعية ابداعية ذات تأثير إيجابي ومستدام في مجتمعاتهم حيث ستوفر القمة فرصا تفاعلية متعددة لهم لتبادل الأفكار واكتساب مهارات جديدة.. كما أن ورش العمل التي تتضمنها القمة ستزودهم برؤى عملية حول كيفية تحويل طموحاتهم إلى حقيقة واقعية.

وتميزت الجلسات المختلفة للقمة بمشاركة خبراء ومتحدثين معروفين في قطاع النفع الاجتماعي وكان من أبرزهم حسن الدملوجي مدير الشرق الأوسط مؤسسة غيتس و"أشيش ثاكار " مؤسس مؤسسة مجموعة "مارا" وسعادة عبدالله سعيد الدرمكي الرئيس التنفيذي لصندوق خليفة لتطوير المشاريع وكارولين فينز مدير في مؤسسة "غيفينغ ايفيدانس " باثيل ميسيكا نائب الرئيس حوار السياسات منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي وعبدالكريم العلماء الرئيس التنفيذي لمؤسسه الجليله وكريس ويست مدير مؤسسة "شل" وطارق القرق المدير التنفيذي لدبي العطاء وتامر مكاري الرئيس التنفيذي لمؤسسة المغربي .

وقالت سعادة خلود النويس الرئيس التنفيذي للاستدامة في مؤسسة الإمارات إن هذه القمة تعقد للعام الثاني على التوالي وقد نجحت في تعزيز مكانتها كمنصة إقليمية وعالمية للحوار وتبادل الخبرات والتجارب حول أفضل الممارسات العالمية المتعلقة بتعزيز أعمال النفع الاجتماعي وكيفية استثمار الأموال المخصصة لأعمال النفع الاجتماعي بكفاءة وفعالية وذلك بما يضمن تحقيق أعلى عوائد ممكنة على هذه الأموال وتحقيق تأثير اجتماعي ومستدام في حياة الشباب.

وأضافت النويس في الكلمة التي ألقتها خلال القمة " أن ما يميز هذه القمة أنها ليست مجرد حدث ينتهي بمجرد انتهاء جلساته الحواريه التي تعقد على مدى يومين فقط وإنما هي قمة تؤسس لعمل مستمر على مدى العام بأكمله وذلك من خلال آلياتها المتعددة التي تعمل كأطر ومنصات للحوار التفاعلي المستمر على مدار العام بين الخبراء وممثلي المنظمات المشاركة ومن خلال أيضا ما تنتجه من اتفاقيات تعاون وشراكة استراتيجية ومجموعات عمل اقليمية بين كافة الفاعلين في قطاع النفع الاجتماعي والرواد في مجال تطوير مشروعات الاستثمار الاجتماعي.

 وركزت القمة على تعزيز علاقات الشراكة والتعاون الاستراتيجية لمؤسسة الامارات مع عدد من المؤسسات والهيئات الشريكة الفاعلة في قطاع النفع الاجتماعي كما يتوقع أن تسفر القمة عن توقيع عدد من اتفاقيات التعاون والشراكة.

وجرى خلال جلسات القمة مناقشة تقرير منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي والذي صدر بعنوان "المناهج الابتكارية لمؤسسات النفع الاجتماعي في مجال تمكين الشباب" وتم خلاله التركيز على مزايا النفع الاجتماعي ودورها في تمكين الشباب وناقش التقرير كيفية الاستفادة من هذه المزايا واغتنام الفرص الناتجة عن الاستثمار في الشباب.

وناقش المشاركون في القمة تقرير بنك "كوتس" الذي صدر بعنوان " الجهات المانحة التي قدمت مليون دولار فأكثر" حيث يقوم التقرير على رصد بيانات المانحين في دول مجلس التعاون الخليجي والتي تم جمعها بالتعاون مع مؤسسة الإمارات وجامعة انديانا وبين التقرير نطاق وحجم التبرعات التي تم رصدها لأعمال النفع الاجتماعي في المنطقة بالإضافة إلى تبيانه للدوافع والنطاق الجغرافي لهذه التبرعات حيث تسهم هذه البيانات في تقديم صورة أوضح عن العطاء في منطقة الخليج العربي لا سيما وأن هنالك العديد من التبرعات التي يتم تخصيصها لأعمال النفع الاجتماعي لا يتم نشرها أو الإعلان عنها.

وبعد انتهاء الجلسات الرئيسية في اليوم الثاني سوف يكون بإمكان الحضور او المشاركين المشاركة في ثلاث ورش عمل ملحقة بالقمة وتعقد بصورة متزامنة فى مساء حيث تتناول الجلسة الأولى منتدى المؤسسات العربية الداعمة ومساهماته في مجال الاستثمار الاجتماعي فيما تتمثل الجلسة الثانية في جلسة تدريبية تفاعلية تعقد بعنوان " تحقيق التأثير" وتقدمها "كارولين فينز" وهي خبيرة قامت بتدريس موضوعات تتعلق بفعالية النفع الاجتماعي في عدد من الجامعات العريقة حول العالم وتستهدف هذه الجلسة المانحين والمؤسسات الراغبة بتحقيق المزيد من الفاعلية والتأثير في حين أن الجلسة الثالثة تعقد بعنوان " كيف تجعل عملك مستداما وذا قيمة اجتماعية أكبر" وتتطرق لبعض نماذج الاستثمار الاجتماعي الناجحة في المملكة المتحدة.

جدير بالذكر أن انعقاد القمة في دورتها الحالية يأتي استكمالا للحوارات التي انطلقت خلال الدورة الأولى من القمة وللبناء على الإنجازات التي تم تحقيقها خلال القمة السنوية الأولى والتي كان من أبرزها إطلاق تقرير منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي حول الاستثمار الاجتماعي ودوره في تحقيق التنمية الشاملة.

وقد تمخض عن القمة في دورتها السابقة عدد من اتفاقيات الشراكة والتعاون مع عدد من المنظمات الاقليمية وكان من بينها اتفاقية الشراكة بين مؤسسة الإمارات وجمعية ماجد بن عبد العزيز للتنمية والخدمات الاجتماعية في المملكة العربية السعودية والتي تم التوصل إليها كخطوة أولى لتأسيس مجموعة عمل اقليمية لتعزيز أعمال الاستثمار الاجتماعي وجعلها اكثر فعالية.

كما تم التوصل إلى اتفاقية الشراكة مع صحيفة الجارديان والتي هدفت إلى البناء على الحوارات والنقاشات التي دارت خلال القمة للعام 2013 وقدمت هذه الشراكة للمؤسسة منصة عالمية تفاعلية تم من خلالها إطلاق حوار عالمي حول أعمال النفع الاجتماعي ومدى فاعلية الاستثمار الاجتماعي.

وتتويجا لإنجازات المؤسسة على هذا الصعيد فقد شاركت مؤسسة الإمارات مؤخرا في الاجتماع الوزاري الخاص بتفعيل الشراكة العالمية للتعاون والتنمية والذي عقد في المكسيك حيث كانت مؤسسة الإمارات هي المؤسسة الوحيدة التي تم اختيارها للمشاركة في هذا الاجتماع الوزاري المهم وقد مثلت هذه المشاركة فرصة لعرض انجازات الدولة في مجال الاستثمار الاجتماعي ومساهمة هذا القطاع في تعزيز التنمية المستدامة.