القاهرة - وكالات
صدرت، هذا الأسبوع، ترجمة لكتاب الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجيك «سنة الأحلام الخطيرة»، عن دار التنوير، الذي صدر في نصه الأصلي عام 2012، حيث يدور حول كل الأحداث السياسية الصاخبة، التي قامت بالعالم في 2011، خاصة الثورات في العديد من الدول العربية، ومظاهر التمرد في أوروبا والولايات المتحدة، إلى جانب تصاعد الميول العنصرية في أوروبا، التي بلغت ذروتها في قيام النرويجي أندري برايفيك بقتل 77 شخصا.
وحلًل «جيجيك» كل هذه الأحداث مستعينا بالأيديولوجيا اليسارية، التي يعتنقها، بالإضافة إلى تقنيات التحليل النفسي.
ويضم محتوي الكتاب عشرة فصول خصص منها الكاتب فصلا كاملا عن ثورات الربيع العربي، مشيرا إلى أن الطبيعة الثورية كامنة في الثقافة الإسلامية على خلاف المعتقد الشائع، محتفيا بثورات الربيع العربي، ومنتقدا الحكومات الغربية، التي ظلت متشككة في هذه الثورات، لأنها تحمل طابعا يستهدف العدالة الاجتماعية، إلى جانب الرغبات التحررية.
واعتبر «جيجيك» أن الليبراليين في الدول العربية يحتاجون لأن يتعاونوا مع اليساريين في مواجهة المد الأصولي المنظم.
وفي الفصل الذي خصصه الكاتب للحديث عن حركة «احتلوا وول ستريت» أشار المؤلف إلى أزمة كون الكثير من الشباب يخرجون للمظاهرات، للاحتفاء بأنفسهم، ودون تبني وجهة نظر محددة، بينما يرى أن هذه الاضطرابات الواسعة تشير في النهاية إلى ضيق من النظام الرأسمالي العالمي، داعيا لأن يكون هناك تنظيمات، وأشكال منظمة تستطيع أن تعبر عن آرائها، رغم أنه يسخر في الوقت نفسه من دعوات الحكومات بأن يندمج هؤلاء الشباب في التنظيمات الديمقراطية المتحققة في مجتمعاتهم، لأنها في الأغلب لن تقدم حلولا مرضية لهم، مشيرا إلى رؤية ماركس بأن سؤال الحرية غير متعلق بالانتخابات والمؤسسات الديمقراطية بقدر ما هو مرتبط بطبيعة العلاقات الاجتماعية الموجودة
وتحدث «جيجيك» في كتابه عن العديد من المشاكل الحيوية، التي يواجهها العالم الآن، فمن جهة يشير لاختلاف طبيعة الصراع الطبقي في حين أن كثيرا من الطبقة التي كان يطلق عليها في الماضي «الطبقة العاملة» لم تعد مهيأة للعمل في ظل التطورات الإدارية والتكنولوجية الحالية، مُشيرا إلى توغل حياة الإنترنت التي تنزع انتماء الشباب عن أي شيء.
واستعان مؤلف الكتاب بالعديد من الوسائل لشرح وتحليل المشكلات المطروحة في كتابه، حيث اعتمد على النظريات الفلسفية والسياسية والاقتصادية إلى جانب تجليات الثقافة الشعبية كأفلام هوليوود والمسلسلات الأمريكية، بجانب الأدب والشعر العالمي.
و«سلافوي جيجيك» فيلسوف وناقد ثقافي سلوفيني ولد عام 1949، وهو باحث بمعهد علم الاجتماع والفلسفة بجامعة ليوبيانا بسلوفينيا، ومدير لمعهد الإنسانيات بكلية بيركبيك بلندن، وأستاذ للفلسفة والتحليل النفسي بالمدرسة الأوروبية للخريجين.
وجعلت حيوية أسلوب «سلافوي جيجيك» المتنوع بين استخدامه الماركسية والتحليل النفسي وتحليل منتجات الثقافة الشعبية العالمية فيلسوفا محتفى به وشهيرا في جميع أنحاء العالم، حتى إنه يتم التعامل معه معاملة النجوم في بعض الأحيان.
وإلى جانب كتبه المعروفة: «أقل من لا شيء» و«العيش في الأزمنة الأخيرة» و«أولا كمأساة وثانيا كلمهاة»، من المعروف عن «جيجك» مشاركته في أكثر من فيلم وثائقي مثل «دليل المنحرف للسينما» و«دليل المنحرف للأيديولوجيا»، ورغم الشهرة العالمية التي حققها «جيجيك» إلا أن كتاب «سنة الأحلام الخطيرة» هو الكتاب الثاني الذي ترجم له بالعربية بعد كتاب «مرحبا في صحراء الواقع» من ترجمة أحمد حسان، والصادر عن دار العين.
وترجم كتاب «سلافوي جيجيك» أمير زكي، خريج قسم الفلسفة بجامعة القاهرة، صاحب مدونة «كتب مملة» المهتمة بالترجمة.
أرسل تعليقك