رقصات التيه رواية للبناني سامي معروف
آخر تحديث 19:45:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"رقصات التيه" رواية للبناني سامي معروف

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "رقصات التيه" رواية للبناني سامي معروف

بيروت ـ وكالات

أي تيه أكبر من مواجهة الانسان «بروفا الموت» داخل السجن، حيث يعطل الانتظار الطويل جهاز استشعار الزمن لديه، ويستأصل من وجدانه كل أنواع المشاعر، أكانت محبة أم فرحاً أم حقداً أم حزناً؟ وأي تيه أكبر من شعور الانسان، بعد سنوات من السجن، بأنه خارج طابور الحياة، حيث ترك مكانه لغيره ولم يسمح له باسترجاعه؟ وأيضاً، أي تيه أكبر من تحول الانسان في سجون الشرق وبعض سجون الغرب، مثل معتقل قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا، الى «مشروع مجرم»، في ظل إسقاط الادارات «الأمنية» لهذه السجون أي اهتمام بالحالات الجسدية النفسية، ومنحها مساحات محدودة لعمل الجمعيات الانسانية، ما يجعل المأساة داخل مراكز الاحتجاز «التأديبية» و «العقابية» بحراً لا نهاية له؟ وسط هذه المأساة، يكتب سامي معروف رواية «رقصات التيه» (دار الفارابي - بيروت) معلناً رغبته الجامحة في «انقاذ ما يمكن انقاذه في هذا العالم» لرسم مستقبل واعد وأفضل يتشوق اليه الانسان المتألم، أكان سجيناً لأنه مجرم حقيقي أو بريء، أم طليقاً في سجن لا جدران له ولا أبواب. «رقصة التيه» الأولى تتمايل مع الثورة على وقع سجون الشرق، والتي تشكل الهمّ الأول لبطلة الرواية الصحافية سحر سالم. والمطلب الأهم لهذه الثورة تقريب سجون الشرق من الاصلاحيات في اوروبا، وإخراجها من حال صب الزيت فوق نار النزعة العنيفة داخل المجرم، تمهيداً لجعلها مدرسة للتأهيل النفسي والاجتماعي والأخلاقي. ومن المطالب ايضاً إلغاء عقوبة الإعدام وتقليص فترة السجن، «لأن المجرم مريض يحتاج الى علاج، وليس الى تأديب». تنشد ثورة سحر الرحمة من خلال الاقتراب من المتألمين، في اطار «جهاد ممتع» يرتبط بعملها الصحافي القادر على صنع معجزات. لكن «جهادها» يواجه ايضاً عقبات لكون المجتمع كله «سجاناً»، من رأس الهرم الى القاعدة، ما يجعلها تسلك الدروب الصعبة، من دون ان تكون وحدها إذ ينضم اليها فرد من «اهل البيت» السجين السابق ناجي العرم، ويمنحها حافز الارتقاء بالقضية الى أعلى. وهكذا تتحول سحر من البحث كإعلامية عن أفكار المتظاهرين أمام السجون الى قائدة لتحركاتهم. ولأنها تشاركهم موسم الهجرة والرحيل الدائم من دمعة الى ابتسامة، ومن استفزاز الى تحدٍّ من خلال حكاية أخيها هاني الذي تمرد على سجنه ظلماً وتعذيبه بالفرار وارتكاب جرائم، تعقد سحر العزم على الانتصار، وترفض التراجع عن مطالبها حتى أمام سلطة الوزير الذي يطالبها بتغيير أسلوبها. بالتالي يصبح لقاؤهما بلا معنى لأن دورها كصحافية هو نقل أخبار المجتمع، ونقل أوجاعه وشكواه. وتكاد سحر تتحكم بثورتها، لكنها تطرح أسئلة حول أسباب حماستها لموضوع السجن غير الشيّق، فهل هي عاشقة سجن، أم عاشقة سجناء، أم أن الأمر يتعلق بماضي حياتها؟ هنا تفتح ذراعيها لـ «رقصة تيه» ثانية تضيء «قنديل الأمل» لحبيب قادم من حلقة من الماضي. حلقة وجودية مؤلمة تتعلق بوالدتها التي ذبحت حب ناجي في بواكيره، و «قبرته» في السجن 20 سنة. ويلتقي الاتجاهان المتعاكسان للتيار نفسه الذي قذف بسحر الى الحياة وأسقط ناجي في النفق المرعب للسجن ليحرر الأخير من القيود المزمنة للظلم، فيستعيد فرحه الضائع من خلال قصة حب رسمها شيء اقوى منهما، وجعلهما يلتقيان على درب واحدة في صحراء موحشة لا رجاء فيها ولا قبس أمل. ناجي دخل سجن العزلة والغربة من جهة سحر الوالدة (التي تحمل الاسم ذاته)، وسحر الابنة حررته من سجنه القديم... انها ارادة السماء التي قالت كلمتها... وكانت أسمى من الجميع لإيجاد وسيلة انقاذ في عتمة الآتي. كذلك قالت السماء كلمتها في حكاية هزيمة السجين وليم عامر الذي أدى «رقصة التيه» الثالثة من دون أن يدرك حتى أنه حكم ظلماً. وضعت السماء مخطوطة يوميات عامر بعد وفاته في يد ناجي فكشفت حقيقة عدم وفاته انتحاراً، وجعلته يسترد على الأقل حقه المعنوي الضائع في نيل البراءة.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رقصات التيه رواية للبناني سامي معروف رقصات التيه رواية للبناني سامي معروف



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 14:49 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

محلات "pinkie girl" تطرح فساتين مخملية في شتاء 2018

GMT 06:04 2015 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

التنورة المطبّعة تمنح المرأة العاملة الأناقة والتميّز

GMT 12:39 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تكشف عن ساعة "سيليريا" الجديدة للمرأة المثالية الأنيقة

GMT 20:36 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

مراحل التطور الجسمانى عند الطفل

GMT 09:26 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

منزل إيلي صعب الجبلي في لبنان فخم وضخم

GMT 12:43 2014 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غرفة الشارقة تشارك في معرض جيتكس 2014

GMT 22:09 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

مؤشر عقار أبوظبي يربح 23% منذ بداية 2013
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates