دمشق-سانا
وقعت الكاتبة السورية أنيسة عبود روايتها الجديدة “شك البنت.. خرز الأيام” الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب على هامش حوار مفتوح معها في ثقافي العدوي بحضور عدد من الأدباء والكتاب والشعراء والمهتمين بالشأن الثقافي.
وألقت الكاتبة في بداية اللقاء مقاطع من شعرها كصلة وصل للحوار فصاغت فرحتها بلقاء الأحبة في دمشق وهي الآتية من الساحل السوري بقصيدة عنوانها “لدمشق اسم آخر” تحكي قصة عشقها لهذه المدينة ولأصدقائها فيها..
“ها أنت يا دمشق وها أنا ..نسير معا لنقطف المطر..ولأني أخاف عليك من
البرد ألبستك قلبي..وغطيتك في الحكايات القديمة علني أجد الطريق الذي ضاع من قدميك”
كما قرأت مقاطع من قصيدة “قاحل مرجك يا أبي” وأخرى بعنوان “بلادي” إضافة إلى قصة قصيرة بعنوان “امرأة الفرو”.
وقالت الكاتبة عبود.. “رغم الدم والجراح سنستمر في عملنا كسوريين وفي كتاباتنا كأدباء” مضيفة.. “كم نحن بحاجة للحب في هذه الأزمة التي نعيشها وكم نحن بحاجة للكلمة التي لها مفعول طويل الأمد لمواجهة الجهل والتفكير الظلامي الذي يعبث بالعقول”.
وتحدثت الكاتبة عن انحيازها لقضايا الوطن والفقراء والمحتاجين ورفضها الفساد مشيرة في الوقت ذاته إلى أنها ركزت في رواياتها على البعد الإنساني متناولة المرأة والرجل اللذين يكملان بعضهما.
وحول تعدد الأجناس الأدبية لكاتب واحد وإلى أي مدى يمكن للجنس الروائي أن يحتضن في متنه لغة الشعر قالت الكاتبة عبود.. “معظم كتاب العالم كتبوا في أجناس مختلفة كأدونيس وشكسبير فبعض الكتاب لديه فائض في الإبداع.. وأنا شخصيا لدي أفكار تلح على مخيلتي وخاصة في العمل الروائي الذي ألم بكل تفاصيله كما أن الشعر هو أقرب الأجناس إلى قلبي ..وفي القصة أصدرت مجموعات عديدة ولكني مقلة لأن الرواية هي سيدة هذا الزمن ..وهناك خلاف بين النقاد حول إدخال اللغة الشعرية في العمل الروائي وأنا أميل إلى اللغة الشعرية الرقيقة في رواياتي”.
وردا على مداخلة لـ سانا حول الرواية الجديدة وكيف استطاعت الكاتبة التقاط التفاصيل الصغيرة لشخصيات الرواية وبعبارات سلسة وأسلوب مشوق وعما إذا كانت تعتبرها سيرة ذاتية.. قالت عبود إن “في روايتها شيئا من السيرة الذاتية فهي كمهندسة زراعية تعرف الكثير عن دخان “شك البنت” الذي سميت الرواية باسمه وهو من أصعب عمليات شك أوراق الدخان الأخضر لكون أوراقه صغيرة ودقيقة ..وبطلة الرواية كانت تدرس في كلية الهندسة الزراعية ومهمة الروائي هي التقاط التفاصيل ومراقبة الواقع” موضحة أنها عاشت هذا الأجواء الجامعية خلال دراستها إلا أن رواية شك البنت لا تعتبر سيرتها الذاتية.
وحول العنوان الثاني للرواية “خرز الأيام” أوضحت عبود أن فيه إشارة إلى الزمن ومرور الأحداث على الشخصيات وتوثيق للأماكن التي تدور فيها الأحداث في اللاذقية للحفاظ على الهوية الزمانية والمكانية.
وعبرت معظم المداخلات خلال الحوار الذي أدارته الإعلامية الهام سلطان عن الإعجاب برواية “شك البنت ..خرز الأيام” التي تتحدث بكل صراحة عن هموم الفتاة السورية في الوسط الجامعي وتتغلغل بابداع سردي إلى عمق المرحلة الجامعية من خلال علاقات عاطفية متداخلة لمجموعة من الفتيات والشبان الذين أتوا من خلفيات بيئية وثقافية مختلفة إضافة إلى تداعيات هذه العلاقات وتأثيرها على الحالة النفسية لكل منهم.
وفي مداخلته اعتبر توفيق أحمد مدير الهيئة العامة السورية للكتاب أن الكاتبة أنيسة عبود “علم من أعلام الأدب السوري فهي أديبة وقاصة وروائية وشاعرة تمكنت من أدواتها جيدا وصنعت نهجها الخاص لتنتج أدبا حقيقيا”.
أرسل تعليقك