دبي - صوت الامارات
بحضور رئيس المجلس الوطني الاتحادي، محمد المرافتتح مساء أمس الأول الاثنين ، في غاليري أجياد في مركز دبي المالي معرض "مشاعر ملونة" للتشكيلي مصعب الريس واشتمل على 12 لوحة .
حضر الافتتاح رئيس جمعية الإمارات لحقوق الإنسان عبدالغفار حسين ,وسعيد النابودة الوكيل بالإنابة في هيئة دبي للثقافة والفنون، ود . صلاح القاسم المستشار الثقافي في الهيئة، وعبدالقادر الريس، وخليل عبدالواحد، وعدد من عشاق الفن والمثقفين .
ينتمي الفنان التشكيلي مصعب الريس وهو نجل الفنان الشهير عبدالقادر الريس إلى المدرسة الفنية الحديثة التي اختطت لنفسها طريقة مختلفة عن تجربة والده، وهو ملهمه الأول في كون هذه التجربة تبحث في الهوية الإماراتية الجديدة في ضوء استلهامها بعض رموز التراث الإماراتي الأصيل، وهو الذي بدا واضحا في معرضه الذي مزج فيه بين التجريد كمفهوم فني والتعبير، غير أن التجريد عند مصعب الريس يتبع فلسفة خاصة في منطقة اللون الذي يمزج بين الأحمر والأزرق، وبين ألوان أخرى ضمن رؤية تحاول استنطاق بيئتي البحر والبر في الإمارات على غير ما اعتاد التشكيل الكلاسيكي الإماراتي تنفيذه ونقصد هنا، الوضوح في استخدام البني والأصفر وتدرجاتهما .
كان اللون كما قلنا هو منطقة العمل الرئيسية للفنان مصعب الريس، الذي استخدم مستويين من الثيمات والرموز، بعضها واضح جدا كاستخدامه للفنار وجهاز الإضاءة الأحدث بعد الفنار وهو "اللوكس" شديد الإضاءة الفسفورية وغلاية القهوة والأبواب والنوافذ وغيرها، في المستوى الثاني كان التجريد واضحا في التعبير من خلال اللون عن البحر، كما هو في تصوير المراكب والسفن وربما الجسور، التي بدت مجردة في مساحات لونية مدروسة ومعبرة .
يلتقي مصعب مع والده في كثير من السمات المشتركة، لا سيما أن عبدالقادر الريس كان معروفا ولا يزال كونه أول من مزج اللون في لوحاته التي عكست تفاصيل الأبواب والنوافذ التراثية في شفافية عالية قريبة من المدرسة الانطباعية .
غير أن ما يميز مصعب هو بحثه عن أسلوب شخصي وقاموس لوني يضعه على مسافة من تجربة الأب، وهو ما حاول مصعب الريس ترجمته في هذا المعرض الجديد الذي اتبع فيه معمارا تشكيليا خاصا به، من خلال المساحات اللونية والتكوينات التجريدية، وفي المعرض سعي واضح لاكتشاف علاقات لونية تميزه عن سواه من الفنانين، لا سيما مع تلك المساحات المفروشة من الأزرق التي تظهر في مجمل اللوحات، وتداخل الأزرق مع الأحمر والبني وتدرجات الرمادي، مثل هذه العلاقات اللونية، لا شك أنها ستنشط ذائقة المتلقي ليتفاعل معه، ويطرح الكثير من الأسئلة حول اللون وفلسفة اللون، وغيرها من التوقعات المطروحة في فضاء التشكيل المعاصر .
بدأت التجربة اللونية لمصعب الريس في عام ،1985 وهي الفترة التي توقف فيها والده مؤقتا عن الرسم لأسباب ذاتية، حينذاك كان الريس الابن طفلاً في الخامسة من عمره، وحين عاد والده إلى الرسم أنعش ذاكرة الطفل، الذي صار يحصد المراكز الأولى في مسابقات الرسم المدرسية، وقد رسم مصعب الأبواب وحاول تقليد والده من حيث التقنية والأسلوب، لكنه سرعان ما بدأ يخرج من إسار هذه التجربة، بالعمل لاكتساب المزيد من الثقافة البصرية والاطلاع على منجزات الرواد الإيطاليين بشكل خاص، عبر زيارات لعدد من المعارض التشكيلية والمتاحف ما أدى لتكوين خبرة معقولة عنده شكلت مخيلته بكثير من الأفكار والرؤى البصرية المعاصرة .
أرسل تعليقك