أبو ظبي - وام
اقترب المذنب "آيسون" من الأرض وبدأ الفلكيون يرونه الآن بالعين المجردة فيما سيصل إلى أقرب نقطة من الشمس يوم 28 نوفمبر الجاري حيث سيكون على بعد مليون و150 ألف كيلومتر من سطحها وهذه تعتبر مسافة قريبة جدا لدرجة أن مثل هذه المذنبات تسمى المذنبات الملامسة للشمس.
وبشكل عام يكون المذنب ألمع ما يمكن كما نراه من الأرض عندما يصبح في أقرب مسافة من الشمس ولكن بسبب وقوعه بالقرب منها فإن وهجها سيحجبه عنا ولن نستطيع رؤيته لفترة بسيطة قبل وبعد يوم 28 نوفمبر.
وقال المهندس محمد شوكت عودة مدير مركز الفلك الدولي إن أقرب نقطة من الأرض فسيصلها المذنب يوم 26 ديسمبر المقبل حيث سيكون على بعد 64 مليون كيلومتر من الأرض هذا إن استطاع الإفلات من الشمس ففي بعض الأحيان عندما يمر المذنب على مسافة قريبة من الشمس فإنه يتلاشى ولا يعود له وجود .
وهذا أمر لا يمكن التنبؤ به من الآن فقد يستطيع المذنب الإفلات من الشمس لنعود نراه مرة أخرى بعد مروره بجانبها.
ولفت إلى أن المذنب أصبح مرئيا بالتلسكوبات الصغيرة إبتداء من أوائل شهر أكتوبر الماضي بعد أن شهد في 12 نوفمبر الجاري بعض الانفجارات التي أدت إلى ازدياد لمعانه وقد أصبح مرئيا بالعين المجردة ابتداء من 14 نوفمبر الجاري.
وأضاف انه لرؤية هذا المذنب ينبغي على الراصد أن يعرف المكان والوقت المناسبين لرؤيته فالمذنب يرى الآن في جهة الشرق قبل شروق الشمس بقليل وهو يقع في برج العذراء وفي يوم 18 نوفمبر سيقع المذنب على بعد نصف درجة من النجمة اللامعة السماك الأعزل وهذه تعتبر فرصة لرؤيته موضحا أنه بالنظر جهة الشرق قبل شروق الشمس بحوالي ساعة سنجد نجمة بيضاء لامعة قريبة من الأفق الشرقي وسيكون المذنب ملاصقا لها . وبالاقتراب أكثر من الأفق قد نرى جرما لامعا أيضا يميل لونه إلى الأصفر فهذا هو كوكب عطارد ومن الممتع أكثر أن هناك مذنب آخر يقع بجانب عطارد وهو لامع أيضا ويرى بالعين المجردة يسمى مذنب "إنكي".
يذكر ان "آيسون" تم اكتشافه يوم 21 سبتمبر 2012 باستخدام تلسكوب قطره /4ر0/ متر في روسيا وفي ذلك الوقت كان لا يرى إلا باستخدام التلسكوبات الفلكية الكبيرة فقط حيث كان يقع حينها على بعد 930 مليون كيلومتر من الأرض ومنذ ذلك الحين أشارت الحسابات الفلكية أن هذا المذنب قد يكون له شأن عظيم لدرجة أن لمعانه قد يصل إلى لمعان القمر البدر إلا أن التوقعات الآن ما زالت تشير إلى أنه سيكون مذنبا مميزا ولكن ليس لهذه الدرجة ومع اقترابه من الأرض والشمس أخذ لمعان المذنب بالازدياد وكذلك أخذت الهالة المحيطة به بالازدياد.
وأشار مدير مركز الفلك الدولي إلى أنه بمرور الأيام سيقترب المذنب "آيسون" من الشمس وسيزداد لمعانه وفي يوم 22 نوفمبر سينتقل من برج العذراء إلى برج الميزان ويوم 23 نوفمبر هو يوم مميز أيضا فإذا نظرنا إلى الأفق الشرقي قبل حوالي 45 دقيقة من شروق الشمس فإننا سنرى كوكب عطارد قريبا فوق الأفق الشرقي وعلى يمينه على بعد 5 درجات يقع المذنب "آيسون" وقد أصبح لامعا أكثر وإلى الأسفل قليلا قد ترى كوكب زحل اللامع أيضا وعلى يمينه على بعد 3 درجات المذنب "إنكي" مؤكدا ان رؤية زحل وإنكي تحتاج إلى أفق مكشوف وسماء صافية خالية من الأتربة لأنهما منخفضين وقربين من الأفق.
يشار إلى أن المذنبات عبارة عن كتلة كبيرة من الجليد المخلوطة بالأتربة والصخور وفي العادة تكون نواة المذنب صغيرة بحث لا تتعدى 60 كيلومترا على حد أقصى إلا أن الهالة المحيطة به والمكونة من الجليد الذائب والأتربة قد تصل إلى آلاف أو حتى ملايين الكيلومترات ومع اقتراب المذنب من الشمس ونتيجة لضغط الرياح الشمسية والحرارة يتكون الذنب ويزداد حجمه كلما اقترب من الشمس وقد يصل طوله إلى ملايين الكيلومترات . ويقدر قطر نواة مذنب آيسون بكيلومتر واحد فقط.
أرسل تعليقك