أبو ظبي - وكالات
يواصل ثلاثة مواطنين من خريجي الهندسة الميكانيكية والهندسة المدنية في كليات التقنية العليا، في الجامعة الأميركية في الشارقة، أبحاثهم لتطوير مشروعهم البحثي لتحلية مياه البحر باستخدام الطاقة الحرارية لباطن الأرض الآمنة على البيئة، وذلك بدعمٍ من هيئة مياه وكهرباء أبوظبي التي يعملون لديها الآن .
ويهدف المشروع إلى إيجاد طرق آمنة لإنتاج الطاقة المستدامة والمتجددة والمحافظة على البيئة للحصول على الطاقة، التي يمكن استخدامها لتحلية مياه البحر، دون الاضطرار إلى إنتاج الطاقة من خلال حرق البترول والغازات الأخرى .
“الخليج” التقت الطلبة الخريجين العاملين في هيئة مياه وكهرباء أبوظبي الذين أكدوا أهمية مشروع تحلية المياه عن طريق الطاقة الحرارية لباطن الأرض، في الحفاظ على البيئة والاستغناء عن الطاقة المستخلصة من منتجات البترول وحرقها، والتي تلوث البيئة والمعرضة للانتهاء، والتوجه إلى استخدام الطاقة البديلة والمستدامة الآمنة على البيئة .
وقال المهندس عمر عبيد العامري، حاصل على بكالوريوس الهندسة المدنية من كليات التقنية العليا في الدولة، إن التلوث البيئي المنتشر في الدولة وخارجها دفعنا إلى التفكير الجدي والبحث عن حلول آمنة تغنينا عن استخدام الطاقة الناتجة من حرق البترول والبنزين، حيث إن دول العالم المتقدمة لديها أمثلة ناجحة وكثيرة في استخدام الطاقة المتجددة، والآمنة على البيئة، ولا تحتاج إلى تكاليف باهظة لتشغيلها .
وأضاف: إن محطات التي يتم إنشاؤها للاعتماد على طاقة باطن الأرض تعد اقتصادية التكلفة، وتعتبر صديقة للبيئة، وذات أداء عالٍ وسريع، ولكنها مرتبطة جغرافيا بمناطق محددة، لذلك مازال المشروع يحتاج إلى تمويل أكبر وبحثٍ أكثر لتطبيقه في الدولة، ولكن من المؤكد أن الطبيعة الإماراتية يمكن أن تسهم في تطبيق هذا المشروع، كما تطبقه عدد من الدول الأخرى مثل السعودية والجزائر وغيرهما من دول العالم .
وأوضح صقر صالح المصعبي، الحاصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من كليات التقنية العليا في الدولة، إن إعداد المشروع البحثي استغرق نحو ثلاثة أشهر من البحث والتقصي عن أهمية ودور وأدوات الطاقة المتجددة التي يمكن استخدامها في خدمة مشاريع البيئة المستدامة في الدولة، ولذلك ركزنا على الاستفادة من الطاقة الحرارية الكامنة في باطن الأرض، بهدف الاستفادة منها في مجال عمل هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، حيث تعد أهم قضية تواجهنا هي مسألة تحلية مياه البحر، التي تتكلف مبالغ باهظة حتى يتم تحليتها وتصبح صالحة للشرب .
وأكد أن تطبيق المشروع سيضمن تجنب التكاليف الباهظة التي تنجم عن العمليات الحفرية، والبحث الطويل عن الغازات والبترول، ومن ثم حرقها للحصول على الطاقة، بينما إجمالي تكاليف تحلية مياه البحر باستخدام حرارة باطن الأرض، تعتمد على البحث عن أراضٍ مناسبة في الدولة ومن ثم حفرها، أو يمكن الاعتماد على الأراضي المحفورة والمهجورة التي تعود إلى البحث عن البترول في باطن الأرض، وبذلك قد يتم توفير كافة تكاليف الحفر في باطن الأرض، حيث ان عمليات الحفر التي تتم لاستخراج البترول هي بأعماق أكبر من تلك التي نحتاجها لتنفيذ المشروع .
وأضاف صقر المصعبي أننا بحاجة لنصل لدرجة حرارة 150 درجة مئوية وإلى عمق 5-6 كيلومترات في جزيرة أبوظبي وسنحتاج إلى عمق أقل إذا تم تنفيذ المشروع في العين أو المنطقة الغربية، كما أن تحلية المياه باستخدام حرارة باطن الأرض لن تحتاج إلى استخدام أجهزة لحرق البترول للحصول على الطاقة، بل سيتم الاعتماد على الدرجات العالية للسوائل في باطن الأرض في عمليات تبخير مياه البحر المالحة .
وبيّن عمر يونس أسد الحاصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من الجامعة الأمريكية في الشارقة ، كيفية العمل على مشروع “تحلية المياه عن طريق الطاقة الحرارية لباطن الارض”، وقال “إن اعتمادنا الأساسي في الدولة على المياة النقية إما من خلال الينابيع والآبار، أو من مياه البحر المالحة، التي يتم تحليتها باستخدام أجهزة وآلات كهربائية لتبخيرها، ومن ثم تحويلها إلى مياه صالحة للشرب بعد معالجتها، ويتم الاعتماد على كميات كبيرة من الغاز والبنزين لتشغيل تلك الآلات والأجهزة .
وأضاف: فكرنا في الاعتماد على الطاقة المتجددة التي تستخرج من باطن الأرض، فكلما زاد العمق كلما وجدنا أن درجات الحرارة في ازدياد، وبتوفير خزانات مياه داخل تلك الأعماق يمكن الاستفادة من الحرارة المتولدة على شكل سائل شديد الغليان يتم إدخاله في توربينات، ليتم إتمام عملية التبادل الحراري مع مياه البحر للحصول على المياه المقطرة والصالحة للشرب .
ولفت أسد إلى أن تلك الحرارة الكامنة في باطن الأرض يمكن استخدامها وتحويلها إلى كهرباء ليتم استخدامها في العديد من المشاريع والاستثمارات في الدولة، ولكن مازال كُثر لا يعلمون مدى أهميتها وفوائدها في الحفاظ على بيئة آمنة ومستدامة، وخالية من الملوثات المضرة بالصحة العامة للكائنات الحية والإنسان .
ويذكر أن مشروع “تحلية المياه عن طريق الطاقة الحرارية لباطن الأرض” قد حصل على المركز الثاني في مسابقة الأفكار الخضراء التي نظمتها هيئة مياه وكهرباء أبوظبي .
أرسل تعليقك