«كاوست» تقود 16 جامعة لبناء الحياة البحرية واسترداد عافيتها بحلول 2050
آخر تحديث 20:01:56 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

«كاوست» تقود 16 جامعة لبناء الحياة البحرية واسترداد عافيتها بحلول 2050

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - «كاوست» تقود 16 جامعة لبناء الحياة البحرية واسترداد عافيتها بحلول 2050

الحياة البحرية
دبى ـ صوت الامارات

في العام 2015 صدر تقريران مهمان حول التهديد الذي تواجهه الحياة البحرية حول العالم.
 
أولهما التقرير السنوي الصادر عن هيئة الأرصاد وحماية البيئة السعودية الذي حدد 8 أخطار رئيسية تهدد الحياة البحرية والساحلية على سواحل السعودية، سواء على البحر الأحمر أو على الخليج العربي، وتدمير بيئات أشجار المانغروف وتدمير الشعاب المرجانية التي يعتمد عليها ثلاثة أرباع الأسماك في الخليج، تلوث المياه والهواء، إلقاء النفايات على السواحل التي تعرض صحة السكان للخطر، ممارسات الصيد الجائر والرعي الجائر، وعمليات الردم والتجريف.
 
أما التقرير الثاني فقد صدر في العام نفسه عن الصندوق العالمي للطبيعة في سويسرا، والذي أشار إلى أن 50 في المئة من الحياة البحرية تعرضت لضربة مدمرة على مدى 40 عاماً، ما بين 1970 و2012. ووفقاً لهذا التقرير، فإن أشجار المانجروف يتم فقدانها بمعدل أسرع مرتين إلى 5 مرات من الغابات. كما يتم فقدان الشعاب الاستوائية بمقدار النصف، ويمكن أن نفقدها كلياً بحلول عام 2050.
 
في هذا الإطار، رسمت دراسة دولية حديثة، بقيادة البروفيسور كارلوس دوارتي والبروفيسورة سوزانا أغوستي من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، ونشرت أخيراً في مجلة «نيتشر»، خريطة طريق أساسية للإجراءات اللازمة، كي تتمكن الحياة البحرية على كوكب الأرض من استرداد عافيتها ووفرتها الكاملة بحلول عام 2050. ويعمل في المشروع مجموعة من علماء البحار البارزين في 4 قارات و10 دول و16 جامعة.
 
وأوضح البروفيسور كارلوس دوارتي، أستاذ علوم البحار في كاوست وأستاذ كرسي طارق أحمد الجفالي لعلوم أحياء البحر الأحمر، بأن الوضع الحالي أصبح مقلقاً، وأشار إلى أننا بلغنا منعطفاً يجب أن نختار عنده بين محيطات قادرة على التكيف ونابضة بالحياة، ومحيطات لا يمكن إصلاحها. وأضاف بروفيسور دوارتي أن هذه الدراسة قد وثقت تعافي الأحياء والموائل والأنظمة البيئية البحرية في أعقاب إجراءات وتدابير عمليات الحفظ والحماية السابقة. كما قدمت توصيات محددة مدعمة بالأدلة للتوسع عالمياً في الحلول التي أثبتت جدواها.
 
ورغم أن الإنسان قد أحدث تغييرات أضرّت كثيراً بالحياة البحرية في الماضي، إلا أن الباحثين وجدوا أدلة على تمتعها بقدرة ملحوظة على التكيف، كما لاحظوا تطوراً لافتاً تمثل في نشوء اتجاه من خسائر حادة في الحياة البحرية طوال القرن الـ20 إلى تباطؤ في هذه الخسائر. ليس هذا فحسب، فقد لوحظ أيضاً أن الحياة البحرية قد تعافت خلال العقدين الأولين من القرن الـ21 في بعض الحالات.
 
وتسلط الأدلة التي توصل اليها العلماء، إلى جانب حالات تعافٍ رائعة بوجه خاص كالحيتان المحدبة، الضوء على إمكانية استعادة وفرة الحياة البحرية، ما يسهم في ظهور اقتصاد أكثر استدامة قائم على المحيطات.
 
وتفيد الدراسة بإمكانية التعجيل بتعافي الحياة البحرية، وإنجاز ذلك خلال عقدين أو 3 لمعظم مكونات الأنظمة البيئية البحرية بشرط التصدي لتغيُّر المناخ واتخاذ خطوات فعالة واسعة النطاق.
 
وأكدت البروفيسورة سوزان أغوستي، أستاذة علوم البحار في كاوست، أن البشرية تواجه تحدياً هائلاً، ولكن يمكن لها تجاوزه من خلال إعادة بناء الحياة البحرية، ما يمثل التزاماً أخلاقياً وهدفاً اقتصادياً ذكياً لتحقيق مستقبل مستدام.
 
أعمدة التعافي
 
حدد الباحثون، عن طريق دراسة الأثر الذي أحدثته الإجراءات والتدابير الناجحة السابقة التي اتخذتها الدول والمجتمعات للحفاظ على المحيطات، إضافة إلى اتجاهات التعافي، 9 عناصر جوهرية لبناء ما يلي: الحياة البحرية، المستنقعات المالحة، المانغروف، الأعشاب البحرية، الشعاب المرجانية، المحاريات، مصائد الأسماك، الحيوانات الضخمة، أعماق البحار.
 
كما أوضحت الدراسة أن تحقيق الهدف المنشود يجب أن يمر من خلال 6 عمليات تكاملية تدعى «أعمدة التعافي»، وهي إجراءات محددة في إطار مواضيع عامة تشمل: حماية الأجناس البحرية، وترشيد استغلال الثروات البحرية، وحماية المساحات، وإصلاح الموائل، وخفض التلوث، والتخفيف من تغيُّر المناخ.
 
وتنطوي الإجراءات الموصى باتخاذها على فرص وفوائد وعقبات محتملة وإجراءات علاجية، ما يرسم خريطة طريق ملموسة لتوفير محيطات معافاة قادرة على تأمين منافع هائلة للبشرية ولكوكب الأرض.
 
ويشير الباحثون إلى أنه إذا تم تفعيل «أعمدة التعافي» كلها على نطاقٍ واسع، وفي ضوء المدد الزمنية التي استغرقها تعافي الحياة البحرية المتضررة سابقاً، فمن الممكن استعادة وفرة الحياة البحرية خلال جيل بشري واحد أو خلال عقدين إلى 3 عقود، أي بحلول العام 2050.
 
وكان التخفيف من تغيُّر المناخ بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من أهم عناصر النجاح التي حُددت، إذ إن الآثار الناجمة عن تغيُّر المناخ الذي حدث سابقاً، التي لم يكن منها مفرّ، حدّت من المجال المتاح لإعادة بناء الشعاب المدارية، ما أعاق تعافيها الكامل. وتشير الدراسة إلى أنه من غير الممكن استعادة وفرة الحياة البحرية، إلا إذا تحققت الأهداف الأكثر طموحاً في اتفاقية باريس. وجدير بالذكر أن الـ194 دولة التي وقعت على اتفاق «باريس للمناخ 2015»، كانت قد تعهدت بجملة من الإجراءات والقرارات المتعلقة بالمناخ، أبرزها حصر ارتفاع درجة حرارة الأرض وإبقائها «دون درجتين مئويتين»، قياساً بعصر ما قبل الثورة الصناعية، وبـ«متابعة الجهود لوقف ارتفاع الحرارة عند 1.5 درجة مئوية». وهذا يفرض تقليصاً شديداً لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري باتخاذ إجراءات للحد من استهلاك الطاقة والاستثمار في الطاقات البديلة وإعادة تشجير الغابات.
 
وإلى ذلك، فالنجاح يعتمد إلى حد كبير على الدعم الذي تقدمه شراكة عالمية ملتزمة وقادرة على الصمود بين الحكومات والمجتمعات المؤيدة لهذا الهدف. ويتطلب النجاح أيضاً التزاماً جوهرياً بتقديم الموارد المالية، ولكن هذه الدراسة الحديثة كشفت عن أن المكاسب الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية لإعادة بناء الحياة البحرية لن تكون سريعة وآنية، وإنما على المدى البعيد.
 
وتأتي الدراسة في وقت تتولى السعودية سدة الرئاسة لمجموعة الـ20 وتقود شركاءها في المجموعة لوضع منهجيات جديدة واتخاذ الإجراءات التي من شأنها الحفاظ على التنوع الحيوي ما بعد 2020، وإعداد خطة عملية للتصدي للتحديات المناخية وحماية الشعاب المرجانية وغيرها من الأنظمة البيئية، التي يسهل تعرضها للضرر.
 
واختتم البروفيسور دوراتي حديثه قائلاً: «لدينا نافذة أمل ضيقة لنخلف لأحفادنا محيطات معافاة، ولدينا المعرفة والأدوات اللازمة لذلك. لذا فإن الإخفاق في مواجهة هذا التحدي، والحكم على أحفادنا بمحيطات ضعيفة عاجزة عن دعم سبل عيش عالية الجودة، ليس خياراً».

قد يهمك ايضا 

ضجة في إسرائيل بعد الكشف عن "النهر السري"

ثاني الزيودي يؤكد أن حماية البيئة البحرية أولوية في الإمارات

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كاوست» تقود 16 جامعة لبناء الحياة البحرية واسترداد عافيتها بحلول 2050 «كاوست» تقود 16 جامعة لبناء الحياة البحرية واسترداد عافيتها بحلول 2050



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 05:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
 صوت الإمارات - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 01:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
 صوت الإمارات - الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

GMT 05:35 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة
 صوت الإمارات - الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:21 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

افتتاح معرض "ألوان السعودية" المتنقل في جدة

GMT 07:14 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرميحي يزور جناح دولة قطر في معرض "اكسبو 2015"

GMT 20:48 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج جديد فى إذاعة الشرق الأوسط عن التعديلات الدستورية

GMT 13:26 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقهى ثقافي ومسابقة تصوير في معرض كتاب شرطة دبي

GMT 11:40 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"أبوظبي للسياحة" تنظم معرض "ميادين الفنون"

GMT 07:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

جبل بوزداغ من أروع المناطق السياحية للتزلج

GMT 05:28 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

HTC تنشر أول صورة تشويقية لهاتفها المرتقب One M10

GMT 11:02 2013 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بحث تطوير مشروع جامعة عمان مع كامبريدج

GMT 03:34 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من 600 ألف زائر

GMT 08:27 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميثاء الخياط تعرّف الأطفال بطرق قص مبتكرة في "الشارقة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates