أبوظبي- سعيد المهيري
اختتم أمس المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية الذي ناقش خلال يومي انعقاده في أبوظبي الضوء أبرز التجارب والحلول الهادفة إلى تحسين مستوى وكمية الإنتاج الزراعي، والحد من استنزاف الموارد الطبيعية وفي مقدمتها المياه.
وشهد المنتدى والمعرض المرافق له عرض عددًا من الابتكارات الزراعية، كان من أبرزها تقنيات ذكية لري الزارع تضمن الاستخدام الأمثل للموارد المائية، وتضمن نماذج للزراعة بالبيوت المحمية، إضافة إلى بحق أساليب الغذاء الذكية مناخيًا التي تعد ذات أهمية بالنسبة لدولة الإمارات وغيرها من البلدان التي تعاني نقص في إمدادات المياه.
وقال مدير عام جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية محمد راشد الشريقي قبل عدة سنوات اجتاحت العالم أزمة غذاء طاحنة صاحبتها موجة غلاء رفعت أسعار السلع الرئيسية إلى مستويات مقلقة، وعلى الرغم من انحسار هذه الأزمة قليلاً، إلا أن ندرة الموارد الطبيعية والزيادة المضطردة في أعداد السكان بالإضافة إلى تقلبات الأسواق تستوجب على كافة الدول الاهتمام بقضية تأمين الغذاء السليم لشعوبها في الأزمات والطوارئ كما في الظروف الطبيعية.
وأضاف بالنسبة لنا في العالم العربي تمثل أزمة الغذاء التحدي الأكبر للكثير من الدول نتيجة للزيادة الكبيرة، في عدد السكان وشح الموارد، إذ من المتوقع أن يتضاعف عدد سكان العالم العربي ليصل إلى 480 مليون نسمه بحلول عام 2030 وهو ما يلقي بمسؤوليات جسام حيال تأمين الغذاء الآمن والمغذي لهذه الأعداد من السكان.
وأوضح أنه بالنسبة لدولة الإمارات عامة وأبوظبي خاصة فليس خافياً على أحد الاهتمام الكبير الذي توليه قيادتنا الرشيدة لقضية الغذاء والصحة العامة، انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأنه لا أمن ولا استقرار ولا تقدم ولا مستقبل من دون إنسان معافى صحيح العقل والبدن، وفي هذا السياق يمكنني القول بأن رؤية القيادة لقضايا الغذاء تتجاوز كونه عصب الحياة إلى اعتباره جزء من رفاهية الإنسان وأحد مقومات الحياة السعيدة، حيث تحرص على توفير كافة الإمكانيات اللازمة لتأمينه بصورة كريمة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، وبجودة عالية تضمن أعلى معايير السلامة المتبعة.
وأشار الشريقي إلى العمل على محاور متعددة تدعم مظلة الأمن الغذائي في الأمارات، تركز على ابتكار حلول غير تقليدية مثل مشروع إدارة المخزون الاستراتيجي، وتستفيد من التكنولوجيا الحديثة الداعمة للسياسات الغذائية مثلما هو الحال في مشروع صوامع الفجيرة الاستراتيجي والذي يتيح تخزين الغلال في أهم موقع استراتيجي للدولة على المحيط الهندي والخليج العربي، كما يتم العمل على الاستفادة من كافة المبادرات والمشاريع الحكومية والخاصة الداعمة للأمن الغذائي بدءً من مشاريع خدمات البنية التحتية المتطورة وانتهاء بالمشاريع ذات المتصلة المباشرة بالغذاء مثل مشروع مستودعات التخزين الضخمة في مدينة خليفة الصناعية "كيزاد" والتي تضم مساحة تخزينية تزيد على 220 الف متر مربع.
أرسل تعليقك