إيلي صعب يؤكّد أنّ الحجر فترة لإعادة ترتيب الأورق والتأمل الإيجابي
آخر تحديث 00:17:15 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

اعتبر أن فيروس "كورونا" سيحدث انتفاضة تجعل الموضة أجمل

إيلي صعب يؤكّد أنّ الحجر فترة لإعادة ترتيب الأورق والتأمل الإيجابي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - إيلي صعب يؤكّد أنّ الحجر فترة لإعادة ترتيب الأورق والتأمل الإيجابي

إيلي صعب
القاهرة - صوت الإمارات

"كنا في سباق مع الحياة. سنوات عمر تمرّ ونحن نركض لاهثين. العمل ومتطلباته لا تنتهي. فلا راحة ولا فرصة للإنسان يستغلها للجلوس مع العائلة أو حتى للاختلاء بالذات. كنت دائمًا أشعر بأن التغيير آت لا محالة، إلا أنني مثل الكل لم أكن أتصور أنه سيأتي على شكل جائحة تؤثر على حياة الملايين". هكذا كانت بداية حديث مصمم الأزياء العالمي اللبناني الأصل إيلي صعب، وهو في حجره الصحي ببيروت. "بكل علاتها وسيئاتها، فترة الحجر هذه، فترة تأمل إيجابية بالنسبة لي. إنها أيضًا اكتشاف لما في دواخلنا من روحانيات وفترة مهمة لترتيب الأوراق". يؤكد المصمم أن التغيرات الكثيرة التي سيشهدها العالم ستشمل نفسياتنا وكيف ننظر إلى الأمور ولن تقتصر على عالم الموضة، وإن كانت في أمس الحاجة إليها و"كنا ننتظر حدوثها"، وما قام به الفيروس المستجد أنه سرعها. فالموضة كانت تحتاج لـ"نّفضة" قوية حسب قوله.

يشرح أن إيقاعها في السنوات الأخيرة لم يعد طبيعيًا ولا إنسانيًا، وهو ما كان يتطلب هذه الوقفة الحاسمة. يشرح إيلي صعب "أصبحنا (نتبطر) على النعمة، إن صح القول، وزال شعور الرّضا منّا والقناعة. لم يعد يعجبنا شيء، فنحن دومًا نلهث وراء شيء جديد، هذا عدا عن الأنا التي تضخّمت لدى البعض بشكل لا يُصدق. انظري إلى الطبيعة كيف انتعشت، وكيف أننا رغم التباعد المفروض أصبحنا أكثر تقاربًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وإحساسًا بالغير. هكذا يجب أن ننظر إلى الإيجابيات وأن نستغل هذه الفترة لكي نعيد رسم أحلامنا بشكل (صحي) أكثر".

بينما الكل خائف على مستقبل الموضة ويشعر بأنها تتأرجح على كف عفريت، يرى المصمم، أنه رغم مخاوفنا المُبررة من الفيروس اللعين، وما فرضه من عزلة، "فإنّ ذلك منحنا هذه الوقفة مع النفس لكي نكتشف أنّ أساسيات بسيطة تجاهلناها طويلًا، قد تكون هي الأهم. علمتنا أننا عوض أن نجري وراء شيء قد يكون بعيد المنال، علينا أن نستمتع بالحاضر وبما لدينا. لا يعني الأمر الاستغناء عن الرفاهية، فهي أيضًا نعمة ربانية، وليس خطأ أن نُدلل أنفسنا إن توفّرت الإمكانيات، الخطأ ألا ننظر إلى الحياة من زاوية إنسانية بسيطة". يُطمئنني أن الموضة، لو صحت توقعاته، ستكون "أحلى وأجمل لأنه سيُتاح لنا وقت كافٍ لاختبار الأفكار وتذوقها قبل تقديمها".

يشرح أن إيقاعها في العقد الأخير بات أكثر قسوة وتطلبًا "بات علينا توفير منتجات بشكل شهري تقريبًا، إضافة إلى الوجود على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، إلى حد أنّ المصمم منّا لم يعد لديه الوقت لالتقاط أنفاسه.

الزبون أيضًا لم ينج من هذه الحال. فأينما وجه أنظاره، واجهته إغراءات لا تنتهي، وما إن يشتريها حتى تظهر أخرى، ومع الوقت تحوّل الأمر إلى نوع من الجشع أو الشراهة. أضحت كل بيوت الأزياء تتنافس لتبيع وتربح، فانتعشت قطع لم يكن أحد يتخيل وصولها إلى منصات عروض الأزياء مثل الـ(تي - شيرتات) والأحذية الرياضية وغيرها... بدأت الموضة تأخذ مسارًا غريبًا علي لم أعتده من قبل، ولكن لضرورات السوق، ولكي لا أتخلف عن الركب، وجدت نفسي مضطرًا لمواكبة هذا المسار. من هذا المنظور، أعتقد أنّ التغييرات المقبلة، ستكون لصالح الكيف وليس الكم، وهذا يعني شيئًا واحدًا وهو أننا سنتمكن من تقديم تصاميم أكثر جودة وجمالًا، تعود بنا إلى الزمن الجميل عندما كان الإبداع يتطلب قيمًا ملموسة ومرئية تركّز على الإبداع والفنية".

يُكرر إيلي أن الأخبار المتشائمة حول مستقبل الموضة، خصوصًا بعد إلغاء عروض الأزياء المقبلة، لا تُقلقه. بالعكس، يؤكد أنه أكثر تفاؤلًا بمستقبلها ويرى أن هذه الفترة "ما هي إلا حالة استثنائية" لا بد أن نتعافى فيها على كل الأصعدة. صحيح أن ماكينة الموضة توقفت، وعروض الأزياء تأجلت إلى تاريخ غير مسمى، والتسوق الإلكتروني فرض نفسه بقوة أكبر وأسرع "لكنّنا سنعود بعد انحسار (كورونا) إلى تقديم عروض أزياء على منصات أمام ضيوف بموازاة المواقع إلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، مثل قبل. الجميل في الأمر، أنه سيكون لكلّ مصمم الخيار في أن يقدم عرضه بالطريقة التي يراها مناسبة له، وليس المفروضة عليه. أتذكر أنّه في المواسم الماضية بدأت عروض الأزياء تنخر أساسات بعض البيوت غير المدعومة من قبل مجموعات كبيرة.

كانت هذه البيوت المستقلة تعاني من الضغوط المادية وهو ما بدأ ينعكس عليها وعلى إنتاجاتها بشكل واضح، لأعود وأقول إنّ الموضة قبل (كورونا) كانت تمر بمرحلة معقدة تتطلب تغييرات". هناك اقتراحات وتصورات كثيرة الآن، إلا أنها ستبقى لحد الآن مجرد تصورات ولن تتبلور إلا في المستقبل. فكل مصمم عاكف حاليًا في حجره الصحي على التفكير في هذا المستقبل وفي الاستراتيجية المناسبة له.

أما أكثر ما يتمناه المصمم "أن تعود عروض الأزياء إلى ما كانت عليه في الماضي البعيد، مرتين في العام فقط، وأنا متأكد أنّ أغلب المصممين سيُباركون هذه الخطوة". يتابع: "الكم الهائل من التصاميم المطلوبة منا، كانت تضعنا تحت ضغوطات لا نهاية لها، أفقدت الموضة لذّتها وروحها. لو حصل هذا التغيير الذي أتصوره ستعود الحياة أسهل والتصاميم أجمل، لأنه كلما توفر لدينا ما يكفي من الوقت لاختبار الأفكار وطبخها على نار هادئة، زادت قيمتها وفنيتها. صحيح أنه ليس هناك عمل من دون ضغط، لكن هناك فرق بين أن تطرح تشكيلة جديدة كل 40 يومًا وبين أن تطرحها كل 60 أو 70 يومًا. ولا أقصد هنا فقط تأثيرات العمل المتواصل واللاإنساني على الأنامل الناعمة والحرفيين، بل أيضا على الابتكار والأفكار. فعندما تُنتج أربع تشكيلات جاهزة مثلًا وتُتبعها بتشكيلة (كروز)، فالهدف الأول منها أن تُباع، وهذا ما كان يفرض الأخذ بعين الاعتبار متطلبات السوق. أما عندما لن تكون مطالبًا بتقديم أكثر من 100 قطعة في الموسم عوضًا عن 300 قطعة، فأنت قد تُقدمها بأسعار أغلى لكن جمالها وتفردها يُبرر هذه الأسعار".


ورغم تفاؤل إيلي صعب من التغييرات وتوقعها لها منذ سنوات، فإنه يتحسر على أن بعض تفاصيلها الأخرى قد تتأثر أو تختفي. يقول: "الجيل القادم مثلًا لن يعيش الأشياء الجميلة التي عشناها. فأنا من جيل يعشق التسوق الفعلي... أحب لمس الأشياء والتفاعل مع البائع وغير ذلك من التفاصيل الصغيرة. ورغم أن هذا الجيل لن يفتقد هذه الأمور أو يحس بغيابها، بحكم أنه لن يُجربها أو يعيشها، إلّا أنه يحز في نفسي أنه سيُحرم من لذتها. جيلي في المقابل عاش تغيرات كثيرة ومر بعدة تجارب، نجح في التأقلم معها، وبالتالي لن يغلب في التأقلم مع أي ثقافة جديدة كما حصل تمامًا في العقود الأخيرة عندما دخلنا عالم التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي. أطمئن نفسي طوال الوقت، بأنه ما دامت التفاصيل هي التي ستتغير دون جوهر المنتج وجماله، فلا بد من التعايش مع الوضع، ومن الخطأ اعتبار كل شيء جديد غير جميل أو مفيد. أنا مثلًا أعشق الرسم على الورق، وأفضله على استعمال جهاز اللابتوب. ورغم أني أعرف جيدًا أن الورق سيختفي يومًا، شئت أم أبيت، فإنني أجد نفسي أستعمل القلم وأنا أضع تصوري على كل رسمة يتم اقتراحها علي. حينها فقط أشعر بأن التصميم اكتسب روحًا. لكني في المقابل أقدر أهمية التكنولوجيا الحديثة ودورها في تسهيل سير العمل، بدءا من طُرق تخزين البطرونات وأرشفة التصاميم إلى سهولة البحث عنها وما شابه من أمور كانت متعبة في الماضي، وكنّا نقضي أياما وليالي نبحث عنها، ونجدها اليوم بكبسة زر. فلكل قديم بديل جديد، والتغيير مهم".

قد يهمك ايضا 

موديلات كنزات خفيفة موضة 2020 لإطلالات الربيع

اللون الوردي يسيطر على أزياء غيامتيستا فالي لخريف 2020

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيلي صعب يؤكّد أنّ الحجر فترة لإعادة ترتيب الأورق والتأمل الإيجابي إيلي صعب يؤكّد أنّ الحجر فترة لإعادة ترتيب الأورق والتأمل الإيجابي



GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:01 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السجائر في الإمارات بعد تطبيق الضريبة الانتقائية

GMT 12:14 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 07:44 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يعلن موعد عرض فيلم "الفلوس"

GMT 12:06 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

دندن يبحث سبل تعزيز التعاون مع جمعية الشارقة الخيرية

GMT 16:46 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

تخفيض دائم على سعر جوال "OnePlus 2" إلى 349 دولار

GMT 08:23 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

توزيع جوائز القصة القصيرة بالتعاون مع مؤسسة "بتانة" الثقافية

GMT 11:42 2015 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المصممون يضعوا لمسة "الأهداب" الأنيقة لأحذية الرقبة

GMT 23:56 2015 السبت ,11 تموز / يوليو

الأمطار تغرق المناطق المنخفضة في روالبندي

GMT 07:31 2013 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

"THQ" تُقرر عدم إصدار لعبة "Avengers"

GMT 09:19 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

واريورز ينتصر على دالاس مافريكس في دوري السلة الأميركي

GMT 08:25 2015 السبت ,14 شباط / فبراير

ظهور ضوء مبهر وصوت هائل في سماء نيوزيلندا

GMT 10:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أمل رزق تستعد للمشاركة في مسلسل "للحب فرصة أخيرة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates