لندن ـ سليم كرم
أصبح منتخب كوريا الشمالية المنتخب الوحيد الذي يحصد النقاط الكاملة في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2018 في روسيا، وكأس أمم آسيا 2019 في الإمارات، عندما حقق، الخميس، فوزًا مهمًا خارج ملعبه على منتخب البحرين بهدف وحيد؛ ليسير بهدوء، نحو تحقيق حلمه، والتأهل إلى كأس العالم، للمرة الثالثة، في تاريخه، بعد نسختي 1966 في انجلترا و2010 في جنوب أفريقيا.
وكان المنتخب الكوري الشمالي، البعيد عن الإعلام بسبب سياسة حكومة البلاد والانعزال عن العالم؛ افتتح مشواره في التصفيات 11 حزيران/يونيو، بالفوز على منتخب اليمن بهدف وحيد، قبل أن يقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" تغيير النتيجة إلى فوز كوري بنتيجة 3-0، كعقوبة لمنتخب اليمن الذي أشرك لاعبا موقوفا، ثم تحقيق مفاجئة من العيار الثقيل في 16 حزيران، عبر إسقاطه منتخب أوزباكستان بنتيجة 4-2.
وفي لقاء أمس أمام البحرين الذي جرى في العاصمة البحرينية المنامة؛ اعتمد المدرب الكوري الشمالي كيم تشانغ بوك (55 عامًا) على عدد من اللاعبين الشبان؛ نجحوا في إظهار مستويات جيدة في الفترة السابقة مع منتخبات الناشئين والشباب، يتقدمهم المهاجم جونغ إيل غوان (22 عامًا) الذي فاز بجائزة أفضل لاعب واعد في قارة آسيا عام 2010، حيث نجح اللاعب في تسجيل الهدف الوحيد داخل مرمى البحرين في الدقيقة 44 من الشوط الأول؛ ليرفع رصيد منتخبه إلى تسعة نقاط، ويحافظ على صدارة المجموعة الثامنة، متقدما على ملاحقه المباشر منتخب الفلبين بفارق ثلاثة نقاط.
وحصل منتخب كوريا الشمالية على النقاط الكاملة، حتى الآن، ليثبت للجميع أنّ الكرة الكورية الشمالية؛ قادرة على السير بثبات نحو حلم كأس العالم من دون المهاجم الشهير جونغ تاي سي (31 عامًا) الذي اشتهر في كأس العالم 2010 داخل جنوب أفريقيا، عبر ذرفه الدموع في فترة النشيد الوطني لكوريا الشمالية، قبل مواجهة منتخب البرازيل التي انتهت بفوز صعب للبرازيليين بنتيجة 2-1.
وقرر الاتحاد الكوري الشمالي لكرة القدم، منذ منتصف العام الماضي 2014، استبعاد المهاجم جونغ تاي سي، المعروف في الإعلام الآسيوي بلقب "روني كوريا الشمالية"، من المنتخب بسبب انتقاله من فريق كولن الألماني إلى فريق "سوون سامسونغ" الكوري الجنوبي، وتحديدًا منذ موافقته على حمل الجنسية الكورية الجنوبية من أجل مساعدة فريق "سامسونغ" على تسجيل لاعب أجنبي جديد؛ ليحرم فعلًا من اللعب في كأس أمم آسيا 2015 في أستراليا وأيضًا من التصفيات الحالية.
وبدلًا من "روني كوريا الشمالية" سيكون المهاجم باك كوانغ ريونغ (22 عامًا) النجم الحالي في هجوم منتخب كوريا الشمالية الذي سيحمل آمال الشعب الكوري الشمالي في قيادة منتخبه لروسيا 2018، حيث يعتبر اللاعب الوحيد في صفوف المنتخب الذي يحترف في قارة أوروبا، وفي صفوف فريق "بازل" السويسري منذ عام 2011 الذي قرر إعارته في منتصف هذا العام إلى فريق "بيل بيين" السويسري، بهدف مساعدته على التأقلم وسط أجواء الكرة السويسرية والأوروبية عمومًا.
وساهم احتراف المهاجم باك داخل قارة أوروبا في سن مبكرة، في رفع وعي جميع لاعبي منتخب كوريا الشمالية تجاه أهمية اللعب في القارة، حيث كان له تصريح صحافي في كأس أمم آسيا 2015 داخل أستراليا، مبرزًا أنّ "اللعب في قارة أوروبا ساعدني على فهم كرة القدم وخصائصها، ولفضل اللعب في سويسرا تعلمت الأساليب الكروية الجديدة التي ستفيدني في خدمة الوطن وإسعاد الشعب".
يذكر أنّ منتخب كوريا الشمالية؛ لن يخوض أي مباراة في الجولة الرابعة في الثامن أيلول/سبتمبر، للراحة على أن يعود في الجولة الخامسة خلال الثامن من تشرين الأول/اكتوبر عبرمواجهة مطارده المباشر في المجموعة الثامنة منتخب الفلبين.
أرسل تعليقك