مدريد ـ د.ب.أ
بدا في مستهل الأمر أن الهدف الذي أحرزه فيرناندو توريس مهاجم أتلتيكو مدريد في الدقيقة الأولى من مباراة فريقه أمس الأربعاء أمام برشلونة على ملعب فيسنتي كالديرون ، كما لو كان نذير شؤم في وجه الفريق الكاتالوني، إلا أن الأمور سارت بشكل مغاير مع مرور الوقت.
ونجح برشلونة في العاصمة الإسبانية مدريد بفضل ثلاثي خطه الهجومي الذين قادوه إلى المرور إلى الدور قبل النهائي من بطولة كأس ملك إسبانيا، عقب الفوز على العنيد أتلتيكو مدريد، في تغيير جلده والاعتماد على الهجمات المرتدة والكرات العرضية بدلاً من سياسة امتلاك الكرة (التيكي تاكا) التي اعتاد أن يلجأ إليها في معظم مبارياته.
ولم تعط المباراة التي جرت على ملعب فيسينتي كالديرون وانتهت بفوز الفريق الزائر 3-2 انطباعاً بأن الفريق الكاتالوني عبر بسلام من الأزمة الأخيرة التي مرت به، وكادت تعصف بمستقبل مديره الفني لويس إنريكي وحسب، بل دللت أيضاً على أن برشلونة قرر وأد طريقة اللعب التي انتهجها طوال العقد الماضي.
وفقد برشلونة ميزة التقدم في مباراة الذهاب بهدف نظيف، بعد أن أحرز فيرناندو توريس الهدف الأول لأتلتيكو في الدقيقة الأولى من المباراة، إلا أن هذا الهدف لم يفت في عضد برشلونة الذي التزم حرفياً بالخطة الفنية الموضوعة له، واعياً أن أتلتيكو سيستمر في الضغط في النصف الهجومي طوال الـ 15 دقيقة الأولى من عمر اللقاء.
وجاء هدف التعادل لصالح برشلونة في الدقيقة التاسعة من الشوط الأول عن طريق هجمة قادها الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، الذي مرر كرة طولية من منتصف الملعب لزميله الأوروغوياني لويس سواريز، الذي لعبها عرضية للبرازيلي نيمار ليجد نفسه منفرداً بالمرمى ليضع الكرة ببساطة ويسر.
ولم يعد مهماً بالنسبة للويس إنريكي أن يسجل سواريز الأهداف، كما كان يفعل في إنجلترا، فلم يعد برشلونة في حاجة لأكثر من ميسي ونيمار للقيام بهذه المهمة، تاركين المجال للمهاجم الأوروغوياني للقيام بالهجمات المرتدة وخلق مساحات لزملائه.
وباتت منطقة وسط الملعب التي كان يتركز فيها معظم لعب برشلونة خلال الفترة الذهبية للمدير الفني السابق للفريق بيب غوارديولا تفقد أهميتها شيئاً فشيئاً، ولم تعد منطقة بناء الهجمات كما كان في الماضي، بل أصبح يتركز فيها محاولات الفريق الكاتالوني لإفساد المحاولات الهجومية للفريق الخصم.
ولم يعد النجمان الكبيران أندرييس انيستا وتشافي هيرنانديز يتمتعان بنفس التأثير القديم في مجريات لعب برشلونة، إذ تضائل دور الأول الذي كان يقود الفريق في مباراة الأمس أمام الدور البارز الذي يلعبه الكرواتي إيفان راكيتيتش، فيما يلزم الثاني مقاعد البدلاء بشكل مستمر.
أرسل تعليقك