نفى المدير الفني لفريق الجزيرة، البلجيكي غيرتس، أنّ يكون استبداله لثلاثة محترفين أجانب في الدقائق الأخيرة، سببه الاطمئنان على الفوز على عجمان بعد تسجيل الهدف الثالث الذي حفظ النقاط الثلاث لـ «فخر أبوظبي»، والتي تعتبر أغلى النقاط من واقع سيناريو المباراة ومواجهات الفريقين السابقة.
تميّزت المباراة بالنديّة حتى بعد تقدم الجزيرة، حيث ردّ عجمان سريعًا بهدف التعادل، وكاد أنّ يعود لغرفة الملابس متعادلاً لولا هدف الوقت البديل لصاحب الثنائية مانويل وحتى بعد التقدم 3-1، وأفسدت خبرة الجزيرة طموح عجمان بتكرار السيناريو المعهود، عندما تسبب «البرتقالي» في خسارتهم للقب الدوري، ثم حصوله على كأس المُحترفين بجانب فوزه في آخر مواجهات الموسم الماضي، وتذكر «الجزراوية» هذه المواقف في آخر 10 دقائق، عندما قلّص آخر الوافدين على عجمان أحمد مال الله الفارق إلى 3-2، ولعب عامل الخبرة دوره في محافظة الجزيرة على هذه النتيجة.
وأوضح غيرتس علمه بصعوبة المهمة من واقع مواجهات الفريقين السابقة بشكل عام خاصةً في الموسمين الماضيين، إضافة إلى أنّ المباراة الأولى في أي بطولة دائمًا ما تكون صعبة، مضيفًا: «تقدمنا 2 - 1 في الشوط الأول، وتمكّنا من إضافة هدف ثالث في الثاني، واستمرت المباراة في قوتها بعد تسجيل عجمان لهدفه الثاني، وكان في مقدرونا إضافة هدف رابع، ولكن لم يحالفنا الحظ في الدقائق الأخيرة».
كما تحدث غيرتس عن تبديل 3 محترفين أجانب في الدقائق الأخيرة: «لم تكن نيتي في تبديل المحترفين الأجانب، أسباب خاصة بنتيجة المباراة بعد وصولها إلى 3-1، بلّ التغيير كان لأسباب فنية بحتة، فاللاعب بتروبيا كان عائدًا من المشاركة مع منتخب بلاده بوركينا فاسو في تصفيات أفريقيا، ولعب مباراتين في فترة قريبة، وكان متعبًا خلال الفترة الماضية، وبالنسبة لميركو، فشعرت أنه متعب في الدقائق الأخيرة، ولم يعترض على التبديل، بل كان سعيدًا، وأشركت اللاعبين المواطنين لسبب مهم جدًا، وهو أنّ المواطنين كانوا متعطشين لتقديم أكثر ما لديهم تقديمه، فيما جاء تبديل الأرجنتيني مانويل في نهاية الوقت الأصلي للمباراة».
وأضاف: «بطبيعة الحال المباراة الأولى في أي بطولة تكون مهمة والفريق يحرص على الفوز فيها، وبالمقارنة مع مشوار البداية للجزيرة في الموسم الماضي تعتبر النتيجة جيدة، لأن الفريق لم يحقق نتائج جيدة في البداية الموسم الماضي، والفريق كان متعطشًا جدًا للفوز في استهلال الدوري هذا الموسم، ولا استطيع تقييم المستوى بشكل عام بعد المباراة الأولى، ولكنني طلبت من اللاعبين تسجيل أكبر عدد من الأهداف، واستغلال جميع الفرص بقدر الإمكان، وفي النهاية أنا سعيد بالنقاط الثلاث وسأطلب من اللاعبين تناسي ما حدث في المباراة من ضياع بعض الفرص التي تمنيت ترجمتها إلى أهداف».
كما ردّ غيرتس على سؤال حول تألق الحارس علي خصيف وانقاذه للجزيرة من أهداف مُحققة بحديثه: « بالتأكيد علي خصيف أفضل حارس في الدولة، وهو كابتن المنتخب والفريق، وتألقه شيء طبيعي ولا أستطيع تأكيد إنّ كان لعجمان فرص محققة للتسجيل أم لا، واحترم وجهة نظر من يشير لذلك، وكل ما أقوله إنّ خصيف قائد في الملعب وكابتن متميز يعلم ماذا يفعل».
من جهته، أرجع المدير الفني لعجمان، التونسي فتحي الجبال، النتيجة للفارق في خبرة تعامل هجوم الجزيرة مع الفرص التي وجدها، مشيرًا في ذلك أنّ فريقه تهيأت له فرص كثيرة للتسجيل لم يستغلها كما فعل الخط الأمامي للجزيرة.
وأكد الجبال تفصيلاً بعد المباراة: «أشكر اللاعبين على المجهود والمردود الذي قدموه، وعندما دخلنا الملعب كنا نعلم أننا نواجه منافسًا كبيرًا لديه إمكانيات عالية ولاعبين أصحاب مهارات فردية كبيرة، وشعرت خلال المباراة أنّ فريقنا كان ندًا قويًا، وبعد بداية المباراة كان عجمان الأكثر فرصًا أمام المرمى، لكن خبرة لاعبي الجزيرة، خاصة الخط الأمامي أحدثت الفارق، وسعينا للعودة للمباراة في الشوط الثاني، لكننا لم نستطع التعديل، وسجل كل فريق هدفا ليفوز الجزيرة 3-2، ونبارك للجزيرة النتيجة».
وتحدث مدرب عجمان عن الطقس: «بالتأكيد الطقس أثّر على اللاعبين، ولكن على الطرفين معًا ولا نتوقف كثيرًا عند مسألة الطقس، ونحن تحضيراتنا اعتمدت على مواجهة مثل هذه الظروف، وكنا نعلم ضرورة اللعب بذات المستوى في آخر ربع ساعة، وشاهدنا سعي فريقنا على التعديل في آخر الدقائق برغم صعوبة الطقس».
وأضاف الجبال: «صحيح أنّ خسارة النقاط أمر محزن، ولكن عزاؤنا أنّ المردود الجماعي في أول ظهور كان جيدًا، وهذا يجعلنا نفكر في المباراة المُقبلة بشكل أفضل، وبشهادة المتابعين أنّ عجمان قدّم مباراة مقنعة، وبالتأكيد كل منافس لديه التكتيك والخطة المناسبة، وعندما نلعب أمام الجزيرة، ليس كما نلعب أمام الظفرة، وسوف نشاهد مباراة الظفرة أمام الوصل لندرس الفريق ونضع الخطة المناسبة».
وأوضح: «لم يكن هناك سبب طارئ جعلنا ندفع بأحمد سالم للتشكيل في خط الدفاع منذ البداية وعدم إشراك محمد يعقوب، وجميع اللاعبين حاضرون وجاهزون، واختيار أحمد سالم جاء على أساس أن الجزيرة لديه لاعبون جيدون في الكرات العالية، وقامة أحمد سالم تساعده في الالتحام الثنائي، ومحمد يعقوب من اللاعبين المميزين».
وأضاف: «أكثر شيء حرصنا عليه الدخول للمباراة بدون رهبة وهذا ما حدث، فلعبنا المباراة دون التفكير في المنافس، كما حرصنا ألا نلعب على ردة الفعل وظهر الفريق بمستوى جيد، ولكن كما قلت إنّ لاعبي الجزيرة لديهم خبرة كبيرة في الخط الأمامي، والمستوى الذي قدمه عجمان يحسب لكل اللاعبين ويؤكد أن اللاعبين الجدد كانوا إضافة حقيقية للفريق».
أكد علي خصيف حارس وقائد فريق الجزيرة، تأثره شخصيًا بالطقس الحار والرطوبة، مرجعًا ذلك لتواجده في طقس مختلف قبل أيام قليلة في النمسا مع المنتخب الوطني.
وعبّر خصيف عن رضائه لمستوى فريقه والنتيجة التي خرج بها، مشيرًا إلى أنّ الجزيرة أهدر فرصًا عديدة للتسجيل.
كما أوضح رئيس مجلس إدارة نادي عجمان، خليفة الجرمن، أنّ إصلاح العطل الذي حدث بشكل مفاجئ في أحد أبراج الإنارة، لم يكن شرطًا لإقامة المباراة، نافيًا وجود أي فكرة لذلك سواء لحكم أو مراقب المباراة: «طاقم التحكيم بقيادة يعقوب الحمادي نزل الملعب ورأى أنّ الإضاءة جيدة والرؤية ممتازة بإضاءة 3 أبراج فقط، لأن الإضاءة تمّ تحديثها بمواصفات عالية، ولكن برغم ذلك حرصت إدارة النادي على إصلاح العطل على وجه السرعة من قبل الشركة المنفّذة لتحديث الإضاءة، وتمّت ترتيبات مسبقة ليبقى فنيو الشركة في الاستاد تحسبًا لأي طارئ، كما تواجد أيضًا رجال الدفاع المدني وسيارات الإطفاء تحسبًا لحدوث أي شيء، وبالفعل تمّت معالجة العطل في دقائق قليلة وقبل انطلاقة المباراة».
وصف الجرمن ما حدث بـ«الأمر الطبيعي»، لكون الإضاءة تم تحديثها بالمواصفات التي طلبتها لجنة المحترفين، وقال: «في مثل هذه الأحوال تكون الشركة المنفذة للعمل متواجدة لمعالجة أي خلل يحدث وتلافيه فوراً، ونادي عجمان كان حريصاً على تنفيذ مواصفات الإضاءة حسب طلب لجنة المحترفين، وتم إنجاز العمل في وقت قياسي».
وأضاف: «الترويج لإلغاء المباراة، ليس سوى تضخيم أكثر من اللازم، فكل من في الملعب تابع الوقائع، ولم ترد هذه الفكرة إطلاقًا، وفي نفس الوقت عادت الإضاءة لوضعها الطبيعي خلال دقائق قليلة».
وعبّر الجرمن عن رضائه للمستوى الذي قدمه فريقه في المباراة، مشيرًا إلى أنّ الحظ عاند فريقه أمام منافس كبير مثل الجزيرة.
وقلّل لاعب وسط عجمان، جاسم علي، من الأخطاء التي وقع فيها فريقه ونتجت عنها أهداف الجزيرة الثلاثة، وإنّ الأخطاء جزء من كرة القدم وفريقه سجّل هدفين بذلك، وأشار إلى أنّ فريقه أهدر فرصًا كثيرة لم يستغلها بشكل جيد.
وأوضح أنّ تركيزهم الآن على المباراة المُقبلة أمام الظفرة، وأنهم راضون عن مستوى الأداء برغم الحزن على النتيجة وعلى الفرص السهلة المهدرة.
وصف علي ربيع حارس عجمان مستوى فريقه بـ«الجيد»، مؤكدًا إنّ الأخطاء التي نتجت عنها أهداف الجزيرة الثلاثة، ليست مسؤولية لاعب بعينه أو خط الدفاع لوحده، فالفريق يتعامل مع النتائج كمجموعة واحدة في جميع الحالات «فوز وخسارة وتعادل».
وأضاف أنّ تركيزهم ينحصر في المباريات المُقبلة والدوري في بداية المشوار وأي ملاحظات ستجد الاهتمام من الجهاز الفني واللاعبين لمعالجتها.
فيما اعترف لاعب الجزيرة، مسلم فايز، بشعوره وزملائه بالخطر بعد تقليص عجمان للفارق قبل 10 دقائق من نهاية المباراة، مشيرًا إلى أنّ هبوط الأداء بعد التقدم 3 - 1 أمر طبيعي بعد الجهد الكبير الذي بذله الفريق، وكان المهم بالنسبة لهم الخروج بالنقاط الثلاث، خاصة وأنّ الطقس لا يساعد اللاعبين على تقديم أفضل ما عندهم.
وأوضح فايز: "المباراة الأولى في الدوري وخارج الديار فيها صعوبة كبيرة والفوز يمثل انطلاقة جيدة".
واعتبر خميس إسماعيل لاعب الجزيرة، أنّ الوقت مُبكر للحديث عن المنافسة على بطولة الدوري؛ فالمشوار طويل وأنهم كلاعبين يتعاملون مع المسابقة بـ«القطعة»، مشيرًا إلى أنّ تركيزهم كان على الفوز والعودة من ملعب عجمان بالنقاط الثلاث لكونها المباراة الأولى التي تمثل أهمية خاصة لكل فريق.
مؤكدًا: "الحديث عن بطولة الدوري سيكون مؤجلاً بالنسبة له حتى الدور الثاني من المسابقة".
أرسل تعليقك