لندن - أ.ف.ب
احتفل مشجعو تشلسي الانكليزي كثيرا عندما علموا بان المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو سيعود للاشراف على الفريق هذا الموسم بعد انفصاله عن ريال مدريد الاسباني، لانهم رأوا فيه الشخصية التي تركت اثرها الكبير على النادي اللندني خلال الاعوام الاربعة التي امضاها معه.
لكن عرش مورينيو اهتز بعد حفنة من المباريات مع فريقه الجديد-القديم، اذ خسر السبت الماضي امام ايفرتون في الدوري المحلي صفر-1 ثم اصبح الوضع اكثر حراجة للمدرب البرتغالي بعد ان سقط امس الاربعاء على ارضه امام بازل السويسري 1-2 في دوري ابطال اوروبا.
والمفارقة ان مباراة الامس حملت طابعا خاصا لمورينيو لانه خاض في مثل هذا اليوم من عام 2007 مباراته الاخيرة مع تشلسي وكانت في المسابقة ذاتها وانتهت بالتعادل مع روزنبرغ النروجي 1-1 قبل ان يترك النادي اللندني بسبب خلافاته مع الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش ويتوج لاحقا بلقب المسابقة الاوروبية الام عام 2010 مع انتر ميلان الايطالي فيما احرز ال"بلوز" لقب 2012 تحت قيادة الايطالي روبرتو دي ماتيو.
ولم يتمكن مورينيو من تحقيق نتيجة افضل من تلك التي حققها في مباراته الاخيرة مع ال"بلوز" في المسابقة الاوروبية الام كما فشل النادي اللندني بتجديد تفوقه على بازل بعد ان سبق له وان تخطى الفريق السويسري الموسم الماضي عندما التقاه في الدور نصف النهائي لمسابقة "يوروبا ليغ" وفاز عليه ذهابا خارج ملعبه 2-1 ثم ايابا 3-1 في طريقه ليصبح اول فريق يحرز لقب دوري الابطال ثم يليه في الموسم التالي بلقب الدوري الاوروبي او كأس الاتحاد الاوروبي سابقا،
صحيح ان الموسم ما زال في بدايته لكن السقوط امام بازل "لم يكن مسموحا" بالنسبة لمورينيو الذي ترك ريال مدريد بعد ثلاثة مواسم محبطة معه وقرر العودة الى "ستامفورد بريدج" على "حصان ابيض" لكنه وجد ان الفريق الذي كان يعرفه قبل ستة اعوام قد تغير تماما حتى في ظل وجود بعض من "العسكر القديم" مثل فرانك لامبارد وجون تيري والحارس التشيكي بتر تشيك وذلك لان العناصر الفعالة حقا التي عرفها خلال ايامه مع النادي اللندني قد رحلت وعلى رأسهم العاجي ديدييه دروغبا.
كان مورينيو قادرا في السابق على تحويل وجهة المباراة بفضل عناصر الخبرة في فريقه لكنه وجد نفسه الان يتعامل مع عنصر الشباب الاقل خبرة.
"عندما يحصل شيء سلبي يهتز الفريق بعض الشيء"، هذا ما قاله مورينيو الذي اعترف بعد زيارة قام بها ابراموفيتش الى غرفة ملابس الفريق اثر الهزيمة امام بازل بانه الشخص الذي يتحمل المسؤولية، مضيفا "انا المدرب، انا المسؤول عن كل شيء خصوصا في الاوقات السيئة".
واضاف المدرب البرتغالي "في الاوقات الجيدة اريد ان يلمع نجم الجميع وفي اللحظات السيئة اريد منهم المحافظة على رباطة جأشهم، البقاء في الظل والسماح لي بان اتحمل كامل المسؤولية".
ويتحمل مورينيو فعلا كامل المسؤولية اذ قرر في مواجهة بازل ان يعتمد بشكل اساسي على مستقبل الفريق، اي عنصر الشباب باشراكه الثلاثي البلجيكي ادين هازار والبرازيلي اوسكار والهولندي ماركو فان جينكل.
صحيح ان هذا الثلاثي لا يفتقد على الاطلاق الى المهارات لكنه لا يشكل الحل السريع للمشكلة التي يعاني منها تشلسي في هجومه وفي العمل الجماعي، بل كان من الافضل الاعتماد على لاعبين مثل الاسبانيين خوان ماتا وفرناندو توريس الذي يكن حتى في التشكيلة.
وصحيح ان تشلسي تأثر بشكل واضح بغياب لاعب الوسط البرازيل النشيط راميريش، لكن الافتقاد الى خدمات الاخير لا يعني بان على مورينيو تغيير حوال نصف فريقه في اربعة ايام خلال فترة من الموسم يحتاج فيها كل فريق الى شيء من الثبات.
"في الوقت الحالي لا يوجد حقا اسلوب لعب منظم في تشلسي"، هذا ما قاله لشبكة "سكاي" الدولي الانكليزي السابق جايمي ريدناب الذي يعمل حاليا محللا كرويا. لو لم يكن مورينيو المدرب لتساءلنا على الارجح: +ماذا يفعل هذا الرجل؟+".
ولم يكن مورينيو شخصيا راضيا عما قدمه فريقه في مباراة بازل، وهو قال بهذا الصدد: "من المؤكد اننا لسنا سعداء، لكن لعب كرة القدم في الاوقات الجيدة امر مسل وسهل على الجميع. لكن في الاوقات الصعبة تكتشف من هو الرجل حقا، تكتشف من يتمتع بالشخصية. فلننتظر مباراة فولهام (في الدوري) من اجل محاولة تنظيف ما لم يكن بامكاننا القيام به اليوم (الاربعاء)".
واكد مورينيو انه ليس نادما على التغيير الذي اجراه في تشكيلته التي شهدت جلوس القائد جون تيري على مقاعد الاحتياط ومشاركة الوافد الجديد البرازيلي ويليان اساسيا للمرة الاولى.
وواصل "لا اشعر بالصدمة. كرة القدم هي لعبة، تفوز في بعض الاحيان وتخسر في احيان اخرى. تعتقد بانك ستفوز في كل مباراة لكن الواقع يقول خلاف ذلك في بعض الاوقات. لست سعيدا بالطبع. لقد تعرضنا لنكسة في مشوارنا نحو التأهل (الى الدور الثاني) لكن يجب ان نتحمل مسؤولياتنا. امامنا خمس مباريات متبقية ويجب ان ننهي (دور المجموعات) في المركزين الاولين".
ويسافر رجال مورينيو الى رومانيا لمواجهة ستيوا بوخارست في الاول من الشهر المقبل قبل ان يخوضوا مواجهتين مع شالكه الالماني في 22 منه على ارضهم و6 تشرين الثاني/نوفمبر خارجها قبل ان يحلوا ضيوفا على بازل على ان يختتموا مشوارهم في هذا الدور بين جماهيرهم امام ستيوا.
ويأمل الفريق اللندني ان يختبر سيناريو الموسم الماضي حين تنازل عن اللقب بخروجه من الدور الاول في مجموعة ضمت يوفنتوس الايطالي وشاختار دانييتسك الاوكراني ونورشيلاند الدنماركي.
أرسل تعليقك